سورة النصر المباركة بصوت القارئ الشيخ محمد شحات أنور مع توضيح الآي.
توضيح الآيات:
* «إِذا جاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَ الْفَتْحُ». قال جمهور المفسرين: ان هذه بشارة من اللّه سبحانه لنبيه الكريم بفتح مكة و النصر على أعداء اللّه و أعدائه.
* «وَ رَأَيْتَ النَّاسَ يَدْخُلُونَ فِي دِينِ اللَّهِ أَفْواجاً». المراد بدين اللّه الإسلام، و أفواجا أي جماعة بعد جماعة، و زمرة بعد زمرة، و كان الكثير من أحياء العرب ينتظرون بإسلامهم فتح مكة، فلما فتحها اللّه على نبيه عظم أمر الإسلام و انتشر في الجزيرة العربية كلها في أمد قصير، و خلق الإسلام العرب خلقا جديدا، فوحّدهم بعد تفرقهم و أعزهم بعد مذلتهم، و جعلهم في طليعة الأمم و قادتها الى الخير و الصلاح.
* «فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَ اسْتَغْفِرْهُ». أمر سبحانه نبيه الأكرم بالحمد و التسبيح بعد رؤية الفتح و النصر شكرا على أنعمه تعالى، و تنزيها للنفس عن الزهو بالنصر، و الفرحة بالظفر، و ليس من شك ان الغرض من ذلك أن نتخلق بأخلاق القرآن، و نتعظ بآدابه. قال الإمام علي (عليه السلام): إذا قدرت على عدوك فاجعل العفو عنه شكرا للقدرة عليه
* «إِنَّهُ كانَ تَوَّاباً». توبة اللّه على المعصوم معناها الرحمة له و الرضوان عنه، و توبته على غيره قبولها منه.
و روي ان النبي قال عند نزول هذه السورة: «نُعِيَتْ إِلَيَ نَفْسِي» و ان ابنته فاطمة (سلام الله عليها) عند ما سمعت ذلك منه بكت. فقال لها: لا تبك، فإنك أول أهلي لحوقا بي فضحكت. و كأنّ الرسول (صلى الله عليه و آله وسلم) قد أدرك من هذه السورة دنو أجله، و انتهاء مهمته بعد حصول النصر و الفتح و دخول الناس في دين اللّه أفواجا.
المصدر: «تفسير الكاشف»، مغنيه، محمد جواد، طهران، دار الكتب الاسلامية، الطبعة الاولى، 1424هـ، ج7، ص620، بتصرف يسير.