ثمة منطلقان رئيسان تذلل بهما النوائب و المصائب، أحد هما سلبي داخلي و الآخر إيجابي خارجي و هما «الصبر» و «الصلاة» فبهذين الجناحين يحلّق الإنسان على عوائق الدهر.
ترى كيف نتغلّب على الظروف الصعبة و المشاكل إذاما نواجهها؟ و ما هو طريق التخلص منها؟! هل من المعقول أن نخضع لها و أن لا نحرّك ساكنا أو هنالك حلول يسعنا التعلق بها؟
ثمة منطلقان رئيسان تذلل بهما النوائب و المصائب، أحد هما سلبي داخلي و الآخر إيجابي خارجي و هما «الصبر» و «الصلاة» اللتان أهداهما الله (تبارك و تعالى) لنا بقوله: «وَ اسْتَعينُوا بِالصَّبْرِ وَ الصَّلاةِ وَ إِنَّها لَكَبيرَةٌ إِلاَّ عَلَى الْخاشِعين».[1]
أشارت الآية إلى هذين المنطلقين بعبارة «الصبر» و «الصلاة». فالصبر هو حالة الصمود النفسانية و طاقة صامدة تسلب عن الإنسان كل انتكاسة ايمانية و تقيه اليأس و القنوط، كما أن الصلاة وسيلة العلاقة باللّه حيث انها سند قويّ مكين و عمود الدين و عماد اليقين، تزوّد روح الإنسان بالقوة و النشاط و الحيوية حينما تنقطع الصلة و ينفد الرصيد الماديان.
أجل، بهذين الجناحين يحلّق الإنسان على عوائق الدهر، فإنه تخلية و هي تحلية و هو تهيئة و هي تعبئة، فمع هذه الوصفة السماوية يتخلص الإنسان من الصعاب.
عن الإمام جعفر بن محمّد الصادق (عليه السّلام) أنه قال: «مَا يَمْنَعُ أَحَدَكُمْ إِذَا دَخَلَ عَلَيْهِ غَمٌ مِنْ غُمُومِ الدُّنْيَا أَنْ يَتَوَضَّأَ ثُمَّ يَدْخُلَ مَسْجِدَهُ فَيَرْكَعَ رَكْعَتَيْنِ فَيَدْعُوَ اللَّهَ فِيهَا أَ مَا سَمِعْتَ اللَّهَ يَقُولُ وَ اسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَ الصَّلاةِ».[2]
و في كتاب «الكافي» عن الصادق (عليه السّلام): «كَانَ عَلِيٌّ ع إِذَا هَالَهُ شَيْءٌ فَزِعَ إِلَى الصَّلَاةِ ثُمَّ تَلَا هَذِهِ الْآيَةَ- وَ اسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَ الصَّلاةِ».[3]
إلى غير ذلك من الروايات التي تحث على الإستعانة بالصلاة، فهي تربط الإنسان بالقدرة اللامتناهية التي لا يقهرها شيء.[4][5]
المصادر:
[1]. سورة البقرة: 2، الآية 45.
[2]. «بحار الأنوار الجامعة لدرر أخبار الأئمة الأطهار»، المجلسی، محمد باقر بن محمد تقي، بيروت، دار إحياء التراث العربي، الطبعة الثانية، 1403 هـ، ج66، ص342.
[3]. «الكافي»، الكليني الرازي، محمد بن يعقوب، طهران دار الكتب الاسلامية، الطبعة الرابعة، 1407 ه، ج3، ص480.
[4]. «الأمثل في تفسير كتاب الله المنزل»، مكارم الشيرازي، ناصر، قم، مدرسة الإمام علي بن أبي طالب، الطبعة الأولى، 1421ه، ج1، ص194.
[5]. «الفرقان في تفسير القرآن بالقرآن»، صادقي الطهراني، محمد، انتشارات فرهنك اسلامي (نشر الثقافة الاسلامية)، الطبعة الثانية، 1365 للهجرة الشمسية، ج1، ص385.
و لمزيد الاطلاع راجع «مجمع البیان في تفسير القرآن»، الطبرسي، الفضل بن الحسن، طهران، انتشارات ناصر خسرو، الطبعة الثالثة، 1372 للهجرة الشمسية، ج1، ص217، ذيل الآية الخامسة و الأربعين من سورة البقرة.