جنود لرهاب الإسلام!!!

21:22 - 2017/01/26

نشر رهاب الإسلام، سياسة إستكبارية. سياسة تسعى للحيلولة دون إنتشار الإسلام الأصيل. إن اليوم الفِرَق الإرهابية وعلى رأسها داعش، تُعدّ جنودا لهذا المشروع.

إسلاموفوبيا. رهاب الإسلام

إن الإعلاميين العمالقة الذين يعملون من أجل الإستكبار، يبذلون كل ما بوسعهم لإقناع الناس أن الإسلام دين مُرعب، ضد الإنسانية وبلارحم. فهم لايعملون على بث الأخلاق النبوية والآيات القرآنية على الرأي العام لكي يحكم العالَم بنفسه في هذا المجال. الإستكبار واللوبي الذي يعمل ضد الإسلام، يسعون بهذه السياسة لنشر رهاب الإسلام والذي يُدعى الإسلاموفوبيا. مشروع قديمي، يعمل الدواعش في زماننا هذا، جنودا من أجل تحققه. هم الذين لم يشمّوا عِطر الإسلام والقرآن وأخلاق النبي (صلى الله عليه وآله وسلم)؛ ولكن يسمّون أنفسهم دولة إسلامية، فيبثون همجياتهم بهذا الإسلام. وللأسف الشديد فإن بعض الناس السُذّج يشتبه عليهم الأمر ويرون جميع أفعال داعش ناشئة من التعاليم الإسلامية.
في هذا المقال، بعد لفت النظر إلى بعض آيات القرآن الكريم، نشير إلى بعض الزوايا السوداء والشيطانية لفرقة داعش الإرهابية في تقتيل الأبرياء والتي تتعارض مع القرآن الكريم. نأمل أن يَتعرّف الجميع على التعاليم الإلهية.

يسعى داعش بإقتطاف وتقطيع آيات القرآن الكريم، أن يُعرض أعماله بإسم القرآن الكريم فيردد دائما أنها تعاليم قرآنية. من جملة هذه الآيات المقطعة، الآية التالية:
«وَاقْتُلُوهُمْ حَيْثُ ثَقِفْتُمُوهُمْ» [1] 
الفِرَق الإرهابية بإستعمالها هذه الفقرة من الآية الشريفة، تعمل على تبرير أعمالها؛ والذين يعملون على إلقاء الشبهات في الدين أيضا يقولون أن هذه الفقرة من الآية الكريمة دليلا على الأعمال العُنفية في الإسلام. والحال أن نفس الآية الكريمة، الآيات التي ذكرت قبل هذه الآية وبعدها، تفسر هذه الفقرة من الآية وتُبيّن طريقة العمل بها. فالعبارة الموحدة هكذا:
«وَقَاتِلُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَكُمْ وَلاَ تَعْتَدُواْ إِنَّ اللّهَ لاَ يُحِبِّ الْمُعْتَدِينَ وَاقْتُلُوهُمْ حَيْثُ ثَقِفْتُمُوهُمْ وَأَخْرِجُوهُمْ مِنْ حَيْثُ أَخْرَجُوكُمْ وَالْفِتْنَةُ أَشَدُّ مِنَ الْقَتْلِ وَلَا تُقَاتِلُوهُمْ عِنْدَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ حَتَّى يُقَاتِلُوكُمْ فِيهِ فَإِنْ قَاتَلُوكُمْ فَاقْتُلُوهُمْ كَذَلِكَ جَزَاءُ الْكَافِرِينَ فَإِنِ انْتَهَوْا فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ وَقَاتِلُوهُمْ حَتَّى لَا تَكُونَ فِتْنَةٌ وَيَكُونَ الدِّينُ لِلَّهِ فَإِنِ انْتَهَوْا فَلَا عُدْوَانَ إِلَّا عَلَى الظَّالِمِينَ» [2]
توجد فقرات مهمة في هذه الآيات الشريفة، تُبيّن تلك الفقرة القصيرة؛ نعمل على دراستها فيما يلي:

1. قاتلوا الذين يقاتلونكم
إن الله تبارك وتعالى وبكل صراحة يقول في بداية الآية الشريفة بأن قاتلوا ردا عليهم إذا شنوا عليكم الحروب، فقال: «وَقَاتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَكُمْ»
يجب الإنتباه أن الآية الكريمة تُبيّن مسألة منطقية وعقلائية؛ فأي عقل ومنطق يسمح بالصمت أمام عدوان العدو وشَنّه الحرب على الإنسان، أو التكتف والتسليم أمامه؟ من الطبيعي أن الحرب تكون الرد المناسب لمن بدأ الحرب ضد الإنسان.

2. نتيجة الظلم
في الفقرة التالية من الآية الكريمة، جُوّز الحرب بشرط أن يكون الأعداء قد إرتكبوا ظلما كبيرا من قَبل بأن أخرجوا المسلمين من ديارهم؛ لأن الله يقول: «وَأَخْرِجُوهُم مِّنْ حَيْثُ أَخْرَجُوكُم» أي أن الكافرين لو أخرجوكم من دياركم، فعاملوهم كما عاملوكم فأخرجوهم أيضا.

3. الفتنة أكبر من الحرب والقتل
في الفقرة التالية، يقول الله تبارك وتعالى بعد أن يُبيّن أن إثم الفتنة أكبر من القتل: «وَالْفِتْنَةُ أَشَدُّ مِنَ الْقَتْلِ .... وَقَاتِلُوهُمْ حَتَّى لَا تَكُونَ فِتْنَةٌ»؛ طبقا لهذه الفقرة، یأذن للمسلمين بأن يقاتلوا المشركين والكفار، مقابلة منهم لفتنة الكفار والمشركين. الحرب التي في الحقيقة تكون ردا على فتنتهم؛ وطبعا أقل من عملهم كما قلنا فالفتنة أشد وأكبر من الحرب والمقاتلة.

4. التوبة في مكانها
الفقرة التالية تُبيّن بأن باب التوبة مفتوح، حتى في وجه هؤلاء الأعداء أصحاب الفتنة فالله يقول: «فَإِنِ انتَهَوْا فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ ... فَإِنِ انتَهَوْا فَلَا عُدْوَانَ إِلَّا عَلَى الظَّالِمِينَ» يقول الله تبارك وتعالى في هذه الفقرة إن هؤلاء الكفرة لو ينتهون من أعمالهم العدوانية، سيغفر الله لهم؛ وعندما يغفر الله للإنسان فلم لايغفر العبد؟ لذا لن تبقى أية خصومة وعداوة ولن تحدث حرب طبعا.

5. الكفرة هم المخاطبون في هذه الآية
يُفهم من آخر الآية أن كل هذه الإجازات والشروط، من أجل مواجهة الكافرين؛ ولكن ما نراه اليوم، هو أن داعش وجميع الفرق الإرهابية كالقاعدة وطالبان لاتراعي أي شرط من هذه الشروط، بل تشهر سيوفها بوجه المسلمين الذين يقيمون الصلاة تجاه الكعبة والأبرياء الذين يرددون الشهادتين دوما.

النتيجة
إن التقتيل الذي نراه اليوم من داعش، لايتلائم مع تعاليم القرآن والإسلام. فالقرآن يُجوّز الحرب مع الكفار وبشرط أن يكونوا أصحاب فتنة؛ فالحرب يكون عندها ردا على فتنتهم ومقاتلتهم المسلمين. ولكننا نرى اليوم أن الدواعش من البلدان المختلفة تجمعوا ويدعون لخلافتهم المزعومة؛ فهم يقتلون الأبرياء من النساء والأطفال أيضا ويعاملون الأسرى معاملة غيرإسلامية. فهم أساسا ممثلون يلعبون لعبة رهاب الإسلام بدل أن يعملوا على نشر الإسلام.

المصادر
[1] البقرة، ۱۹۱
[2] البقرة، ۱۹۰-۱۹۳

Plain text

  • وسوم إتش.تي.إم.إل المسموح بها: <a> <em> <strong> <span> <blockquote> <ul> <ol> <li> <dl> <dt> <dd> <br> <hr> <h1> <h2> <h3> <h4> <h5> <h6> <i> <b> <img> <del> <center> <p> <color> <dd> <style> <font> <u> <quote> <strike> <caption>
  • تتحول مسارات مواقع وب و عناوين البريد الإلكتروني إلى روابط آليا.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
3 + 2 =
Solve this simple math problem and enter the result. E.g. for 1+3, enter 4.