عرقلة طريق وصول الإنسان إلى السعادة الأبدية!

19:21 - 2017/12/10

الأهواء النفسانية و الوساوس الشيطانية تعرقل طريق الإنسان لنيله السعادة الأبدية.

الأهواء النفسانية,الوساوس الشيطانية,الطريق إلى الله

يقول الله تبارك و تعالى في آية 97 من سورة مباركة النحل:
«مَنْ عَمِلَ صالِحاً مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثى‏ وَ هُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَياةً طَيِّبَةً وَ لَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ ما كانُوا يَعْمَلُونَ»

ولكن ما الحياة الطيبة المشار إليها في هذه الكريمة؟
هي الحياة السعيدة المصحوبة بالرضا، القناعة، الطمأنينة في الحياة الدنيوية و الفلاح في الحياة الآخرة.

وكيف يمكن التوصل إلى هذه الحياة السعيدة؟
هذا ما بيّنه الله في صدر الآية حيث قال:
«مَنْ عَمِلَ صالِحاً مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثى‏ وَ هُوَ مُؤْمِنٌ»

ولكن أمام الوصول للإيمان المشار إليه في الآية الشريفة موانع و عراقل حيث تمنع الإنسان من الوصول إلى الله تبارك و تعالى و إلى الحياة الطيبة.

يجب أن نعلم أن قلب الإنسان يتأثر بعوامل داخلية و خارجية. فالصالح منها تهدي الإنسان إلى الفلاح و الطالح منها تأخذ به إلى أسوء مصير.

العامل الأول: حديث النفس؛
لو منح الإنسان للنفس كل ما تطلب فعندها يكون حديث النفس في هكذا إنسان، وساوس نفسانية عادة؛ و أما لو حكّم الإنسان العقل في وجوده فأجاب على متطلبات نفسه المعقولة وحسب، فسيكون حديث النفس فيه معقولا و ربانياٌ؛ يقول الإمام علي بن أبي طالب (عليه السلام) في دعاء له في صفين:
«...أعوذ بک من وسوسة الأنفس مما تحب من القول و الفعل و العمل»

العامل الثاني: الوساوس الشيطانية؛
يقول الله تبارك و تعالى في آية 121 من سورة الإنعام:
«إنَّ الشَّياطينَ لَيْوحْونَ إلي أوْليائِهِمْ»
بعض الأحيان ترى الإنسان يجادل نفسه في فعل أو كلام فيفكر في فعله أو قوله. ولكن لاترى أي فكر و تأني و تأمل في بعض الآخر من الناس؛ فهم يقومون بفعل كل ما يوحي إليهم الشيطان؛ أولئك أولياء الشيطان بل إستحوذ عليهم الشيطان فهم يفعلون كل ما يطلب منهم فعله؛ فهو يتكلم بألسنتهم و ينظر بأعينهم و يضرب بأيديهم؛ في الواقع يستعملهم الشيطان لتضعييف حزب الله و أولياءه فسيتهزء بالمتقين بألسنتهم و يبيد عزم المؤمنين بأفعالهم و أقوالهم.

يقول أميرالمؤمنين (عليه السلام) في الخطبة السابعة من النهج:
«اتَّخَذُوا الشَّيْطَانَ لِأَمْرِهِمْ مِلَاكاً وَ اتَّخَذَهُمْ لَهُ أَشْرَاكاً فَبَاضَ وَ فَرَّخَ فِي صُدُورِهِمْ وَ دَبَّ وَ دَرَجَ فِي حُجُورِهِمْ فَنَظَرَ بِأَعْيُنِهِمْ وَ نَطَقَ بِأَلْسِنَتِهِمْ فَرَكِبَ بِهِمُ الزَّلَلَ وَ زَيَّنَ لَهُمُ الْخَطَلَ فِعْلَ مَنْ قَدْ شَرِكَهُ الشَّيْطَانُ فِي سُلْطَانِهِ وَ نَطَقَ بِالْبَاطِلِ عَلَى لِسَانِه‏.»

فالتقوى الإلهية يعني أن نعمل بما يأمرنا به الله تبارك و تعالى في الخلوات و الجلوات؛ فلانعصي الله في خلواتنا حيث لايرانا أحد؛ و لا نعمل  من أجل الفخر و السمعة أمام أعين الناس.

ينقل الشيخ الصدوق في الصفحة 285 في المجلد الأول من خصاله رواية عن الإمام الصادق (عليه السلام) عن الشيطان حيث يقول أني عاجز عن الإتاحة بخمسة فرق من الناس:
«خَمْسَهُ أشياءَ لَيْسَ لِي فِيهِنَّ حيلَهٌ وَ سائِرُ النَّاسِ في قَبْضَتي مَنِ اعتَصَم باللهِ عَن نية صادقة وَاتّکلَ علَيه فِي جَميعِ أمورهِ من کَثُرَ تسبيحُهُ في ليلَه و نهاره وَمَنْ لَمْ يَجْزَع عَلَي المُصيبَهِ حينَ تُصيبُهُ وَمَنْ رَضي لِاخيه الْمؤمنِ ما يَرضاهُ لِنّفسه وَمَنْ رَضِيَ بِما قَسَمَ اللهُ لَهُ وَلَمْ يَهْتَمَّ لِرِزْقِهِ»

فيجدر بنا أن نتأمل أفعالنا و أقوالنا فنرى الشيطانية منها من الإلهية فنترك تلك ونعمل بهذه و أن نحكّم العقل بأنفسنا فلا نتكلم بكل ما تشتهيه أنفسنا و لا نعمل بكل ما تراه لنا أنفسنا. طبعا في هذا الطريق الوعر عراقل و صعوبات فلنشد أحزمة العمل و أن نتوكل على الله تبارك و تعالى و نطلب الشفاعة ممن أذن الله لهم بالشفاعة.

Plain text

  • وسوم إتش.تي.إم.إل المسموح بها: <a> <em> <strong> <span> <blockquote> <ul> <ol> <li> <dl> <dt> <dd> <br> <hr> <h1> <h2> <h3> <h4> <h5> <h6> <i> <b> <img> <del> <center> <p> <color> <dd> <style> <font> <u> <quote> <strike> <caption>
  • تتحول مسارات مواقع وب و عناوين البريد الإلكتروني إلى روابط آليا.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
2 + 11 =
Solve this simple math problem and enter the result. E.g. for 1+3, enter 4.