الإطاعة المشروعة و المحرمة

19:29 - 2017/12/12

الطاعة لله وحده لا شريك له و لا تكون لغيره أبدا إلا لمن أذن الله في طاعته بل اوجب علينا ذلك؛ ولكن على مرّ التأريخ نرى أن بعض المسلمين إتبعوا الكفار و أطاعوهم فنهى الله عن إطاعتهم و إتباعهم.

الإطاعة المشروعة, الإطاعة المحرمة, إتباع الكفار

الإطاعة لله فقط؛ الذي خلق الإنسان و هو أعلم بسعادته و شقاوته؛ و في طاعته الوصول إلى أعلى عليين و في عصيانه السقوط إلى أسفل السافلين. لذا إطاعة كل من سواه محرمة إلا من أذن في طاعته من الذين تكون طاعتهم في الحقيقة طاعة الله تبارك و تعالى كالنبيين. أما في إتباع الأهواء النفسانية، إتباع الشيطان و جنوده و كذلك إتباع الكفرة المايلين عن درب الله، السقوط و المذلة.

أمرنا الله في كتابه بالإطاعة المشروعة و حذّرنا من الإطاعة الممنوعة؛ فقال:
«اللَّهُ وَلِيُّ الَّذينَ آمَنُوا يُخْرِجُهُمْ مِنَ الظُّلُماتِ إِلَى النُّورِ»[1]، ثم قال:
«وَ الَّذينَ كَفَرُوا أَوْلِياؤُهُمُ الطَّاغُوتُ يُخْرِجُونَهُمْ مِنَ النُّورِ إِلَى الظُّلُماتِ»[2].

يقول آية الله الشيخ محمدتقي المصباح اليزدي في كتابه خداشناسي (معرفة الله):
«عندما نقول أنه لايحق لغير الله التشريع، الأمر و النهي و كذلك أن يُطاع من دون أي قيد و شرط، فهو يعني أنه لا يحق لأي أحد أن يأمر و ينهى من نفسه مستقلا عن الله تبارك و تعالى؛ ولكن عندما يجعل الله له هذا الحق فإطاعة هكذا إنسان في الواقع هي إطاعة الله تبارك و تعالى كما جاء في القرآن الكريم: «وَمَا أرْسَلْنَا مِن رَّسُولٍ إِلاَّ لِيُطَاعَ بِإِذْنِ اللّه»[3] و أيضا إطاعة من نُصب ببيان عام أو خاص من قِبَل النبي (صلى الله عليه و آله و سلم) أو الإمام المعصوم (عليه السلام) تكون في إمتداد إطاعة النبي (صلى الله عليه و آله و سلم).»

يقول الله تبارك و تعالى:
«يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنُوا أَطيعُوا اللَّهَ وَ أَطيعُوا الرَّسُولَ وَ أُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ ... .»[4]

في هذه الكريمة يُبين الله جل وعلى إطاعات مشروعة ثلاثة: إطاعة الله و إطاعة النبي (صلى الله عليه و آله و سلم) و إطاعة أولي الأمر؛ و حيث ذكر إطاعة النبي (صلى الله عليه و آله و سلم) و إطاعة أولي الأمر من دون أي قيد و شرط أو حال دون حال، نفهم منه أن النبي (صلى الله عليه و آله و سلم) و المراد منهم بأولي الأمر معصومون لايصدر منهم الخطأ و لا تصدر منهم معصية.

أما بعض الإطاعات المحرمة و المنهية المذكورة في القرآن الكريم فهي كمايلي:
«يا أَيُّهَا النَّاسُ كُلُوا مِمَّا فِي الْأَرْضِ حَلالاً طَيِّباً وَ لا تَتَّبِعُوا خُطُواتِ الشَّيْطانِ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبينٌ»[5]

«وَ أَنَّ هذا صِراطي‏ مُسْتَقيماً فَاتَّبِعُوهُ وَ لا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبيلِهِ ذلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ»[6]

«يا داوُدُ إِنَّا جَعَلْناكَ خَليفَةً فِي الْأَرْضِ فَاحْكُمْ بَيْنَ النَّاسِ بِالْحَقِّ وَ لا تَتَّبِعِ الْهَوى‏ فَيُضِلَّكَ عَنْ سَبيلِ اللَّهِ إِنَّ الَّذينَ يَضِلُّونَ عَنْ سَبيلِ اللَّهِ لَهُمْ عَذابٌ شَديدٌ بِما نَسُوا يَوْمَ الْحِسابِ»[7]

«يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنُوا إِنْ تُطيعُوا الَّذينَ كَفَرُوا يَرُدُّوكُمْ عَلى‏ أَعْقابِكُمْ فَتَنْقَلِبُوا خاسِرينَ بَلِ اللَّهُ مَوْلَئكُمْ وَ هُوَ خَيرُ النَّاصرِين»[8]

 

لمزيد الإطلاع

  1. سید محسن الخرازي، مقاله تشبه به کفار و پیروی از آنان (مقالة التشبه بالكفار و إتباعهم)، مجلة فقه اهل البیت (علیهم السلام)، سنة 1377 ه.ش، رقم 15
  2. حسین علي الأحمدي، مقاله قاعده فقهی نفی سلطه کافر بر مسلمان (مقالة القاعدة الفقهية نفي سلطة الكافر على المسلم)، مجلة درسهایی از مکتب اسلام (دراسات منمكتب الإسلام)، سنة 1383 ه.ش، رقم 6

 

المصادر
[1] البقرة، 257
[2] البقره، 257
[3] نساء،64
[4] النساء، 59
[5] البقرة، 168
[6] الأنعام، 153
[7] ص، 26
[8] آل‏عمران، 150- 149

Plain text

  • وسوم إتش.تي.إم.إل المسموح بها: <a> <em> <strong> <span> <blockquote> <ul> <ol> <li> <dl> <dt> <dd> <br> <hr> <h1> <h2> <h3> <h4> <h5> <h6> <i> <b> <img> <del> <center> <p> <color> <dd> <style> <font> <u> <quote> <strike> <caption>
  • تتحول مسارات مواقع وب و عناوين البريد الإلكتروني إلى روابط آليا.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
14 + 4 =
Solve this simple math problem and enter the result. E.g. for 1+3, enter 4.