إتباع الكفرة و التشبه بهم محرّم في الإسلام و أقل نتيجته التشكيك في الإعتقاد لدى المسلمين بمرور الزمان.
عندما يرى الإنسان المسلم الحياة في الغرب أمنيته و يرى العالم الغربي، المدينة الفاضلة؛ و ذلك إثر الروح الإنهزامية و عدم التعرف على تعاليم الإسلام و برامجه القيمة بشكل صحيح، فعندها يجعل الكفار و حياتهم قدوة له و يقتدي بهم و يحاول أن يعيش مثلهم، يلبس مثلهم، يأكل مثلهم و... .
هكذا إنسان يُغيّر حياته شيئاً فشيئاً عالماً كان أو جاهلاً.
هذا الإنسان المتشبه بالكفرة تظهر نتيجة تغييره في ظاهر حياته بعد مدة فيفقد التقيّد بتعاليم الدين و أحكامه شيئاً فشيئاً و تظهر عليه علائم اللامبالاة، الإسراف، عدم التقيّد، تقليد طريقة العيش من الغربيين، الإعتماد العشوائي على قوانين الغرب و تعاليمهم، الإبتعاد عن الله تبارك و تعالى، الخروج من ولاية الربّ، التخلّف في الحياة، فقدان الإستقلال في الحياة و... .
و الحال أنه طبقا للتعاليم الإلهية في القرآن الكريم؛ عاقبة هكذا أشخاص، مظلمة مشؤومة؛ كما يأتي في الآيات التالية:
يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنُوا إِنْ تُطيعُوا الَّذينَ كَفَرُوا يَرُدُّوكُمْ عَلى أَعْقابِكُمْ فَتَنْقَلِبُوا خاسِرينَ بَلِ اللَّهُ مَوْلاكُمْ وَ هُوَ خَيْرُ النَّاصِرينَ [1]
اللَّهُ وَلِيُّ الَّذينَ آمَنُوا يُخْرِجُهُمْ مِنَ الظُّلُماتِ إِلَى النُّورِ وَ الَّذينَ كَفَرُوا أَوْلِياؤُهُمُ الطَّاغُوتُ يُخْرِجُونَهُمْ مِنَ النُّورِ إِلَى الظُّلُماتِ أُولئِكَ أَصْحابُ النَّارِ هُمْ فيها خالِدُونَ [2]
وَ الَّذينَ كَفَرُوا أَعْمالُهُمْ كَسَرابٍ بِقيعَةٍ يَحْسَبُهُ الظَّمْآنُ ماءً حَتَّى إِذا جاءَهُ لَمْ يَجِدْهُ شَيْئاً وَ وَجَدَ اللَّهَ عِنْدَهُ فَوَفَّاهُ حِسابَهُ وَ اللَّهُ سَريعُ الْحِسابِ [3]
أما ماذا علينا فعله لكي لانقع في فخّ كهذا؟
لكي لانقع في منكر كهذا، يجب علينا أن نتعلم تعاليم الإسلام بشكل كامل و صحيح و يحصل إما بإجتهادنا و هذا يتطلب سنيناً طويلة؛ أو بأن نتعلم ما يلزمنا و نسأل عن ما يحصل لنا من تساؤل من إنسان مجتهد صادق صالح أمين يعرف الإسلام و حدوده، إحكامه و تعاليمه؛ حتى لانُخدع إثر تبليغات الكفرة المُغوية و نزلّ عن الصراط بأدنى شبهة و سؤال فنبيع آخرتنا و سعادتنا الأبدية رخيصة و نطيع الأغيار الذين هم أعداء الله و أعوان الشيطان؛ فقد روى عن الصادق (عليه السلام) أنه قال:
«أَوْحَى اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ إِلَى نَبِيٍّ مِنْ أَنْبِيَائِهِ قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ لَا تَلْبَسُوا لِبَاسَ أَعْدَائِي وَ لَا تَطْعَمُوا طَعَامَ أَعْدَائِي وَ لَا تَسْلُكُوا مَسَالِكَ أَعْدَائِي فَتَكُونُوا أَعْدَائِي كَمَا هُمْ أَعْدَائِي.» [4]
المصادر
[1] آلعمران، 149-150
[2] البقرة، 257
[3] النور، 39
[4] إبن بابویه، علل الشرایع، ص 348؛ الشیخ الحر العاملي، وسائل الشیعة، ج 4، ص385؛ الشیخ الطبرسي، مشکاة الأنوار في غرر الأخبار، ص325.