قد يقال إن عليا عليه السلام سمى أولاده باسم الخلفاء الثلاث حبا لهم ولكن ستقف في المقال التالي أن هذا دعوى فارغة.
قد يثار سؤال حول اسماء أبناء الإمام علي (عليه السلام) فيقال: لماذا سمى أمير المؤمنين علي (عليه السلام) أولاده باسم الخلفاء الثلاث أبي بكر وعمر وعثمان، ألا يدل ذلك على كمال محبته لهم؟! وعلى مكان الإخاء والمودة فيما بينه وبينهم وعلى بطلان ما يدّعيه الخاصة من أنه كان يعاديهم؟!
الجواب هو أولاً: إن محض تسمية إنسان ولده باسم شخص لا تكشف عن محبته لذلك الشخص، إلا إذا صرح أن السبب في تسميته له باسمه، هو حبه له، ولا شيء غير ذلك أو أن يخبرنا بذلك علام الغيوب، والمطلع على الأسرار والسرائر، وعلى خفيات الضمائر.
ثانياً: إنه قد يكون الداعي لتسمية استلطاف ذاك الاسم ، وإن لم يكن يعرف الواضع ، أن أحداً قد سُمِّي به أصلاً ، والأسباب والدوافع تختلف باختلاف الأشخاص وحالاتهم، وما يفكرون به وما يعرض لهم.
ثالثاً: إن هاته الأسماء ليست حكراً على هؤلاء الأشخاص، فقد سجل لنا التاريخ المكتوب أسماء كثيرين من الصحابة كانت لهم هاته الأسماء وقد كان فيهم من يحبهم الإمام علي (عليه السلام) ، ويهتم بهم؛
منهم عمر بن أبي سلمة ربيب الرسول (صلى الله عليه وآله)، وقد شهد مع الإمام علي (عليه السلام) حرب الجمل واستعمله (عليه السلام) على البحرين وعلى فارس وكان من الذين يثق فيهم الإمام ويحبهم، بل ما أكثر اسم عمر فيما بين الصحابة ، وكذلك الحال بالنسبة لغيره من الأسماء. [1]
رابعاً: قد ورد أن الإمام علياً (عليه السلام) قد قال عن سبب تسميته ولده باسم عثمان: إنما سميته باسم أخي عثمان بن مظعون. [2]
وأما أبو بكر فهو كنية لولده محمد الأصغر وليس اسما له وليس ثمة ما يدل على أن الإمام علياً (عليه السلام)، هو الذي كناه بها.
أما التسمية بعمر فعلّها كانت لأجل عمر بن أبي سلمة أو غيره حسبما أشرنا إليه آنفا.
خامساً: إن كثيراً من النساء اللواتي يرزقن أولاداً يرغبن في تسمية أبنائهن باسم بعض من يعز عليهن، كالأب أو الأخ أو الجد أو ما إلى ذلك، فلعل تسمية بعض أولاده (عليه السلام) قد جاءت استجابة لرغبة كهذه.
وعلى أیة حال فإن على من يدّعي سبباً بعينه أن يأتي بالنص المثبت لما يدّعيه فدونه خرط القتاد والحمد لله رب العالمين. [3]
1. الإصابة للعسقلاني ، وأسد الغابة لابن الأثير ، والاستيعاب لأبي عمر بن عبد البر ، وغير ذلك .
2. قاموس الرجال ج6، ص287.
3. مختصر مفيد ( أسئلة وأجوبة في الدين والعقيدة ) ، السيد جعفر مرتضى العاملي ، « المجموعة الرابعة » ، المركز الإسلامي للدراسات ، الطبعة الأولى ، 1423 ـ 2002 ، السؤال (203).