مذبحة حجاج اليمن المروّعة

09:39 - 2021/04/05

قبل مائة عام هاجمت الوهابية على قافلة الحج اليمانية وقتلوا 3000 حاج ثم نهبوا أموالهم.

الوهابية,كارثة الحج,الحجاج اليمنيون

إن الإجرام السعودي بحق اليمن ليس بجديد بل قديم متجذر يعود إلى قبل قرن.  سنة 1341 ه التقى الوهابيون بالحجاج اليمنيين و هم عزل من السلاح و جميع آلات الدفاع فسايروهم في الطريق و اعطوهم الأمان  وتأمين الطرق. ثم غدروا بهم فلما وصلوا إلى سفح جبل مشى الوهابيون في سفح الجبل و اليمانيون تحتهم فعطفوا على اليمانيين وانقضوا عليهم بوحشية عديمة النظير واطلقوا عليهم الرصاص متنادين فيما بينهم "اقتلوا المشركين" إلى أن قتلوهم رجالا ونساءعن بكرة أبيهم و كانوا ثلاثة آلاف حاج و لم يسلم منهم غير رجلين هربا و أخبرا بالحال. ثم سطوا على دوابهم التي كانت تحمل أموالهم فنهبوا ما نهبوا.
و أراد رشيد رضا صاحب المنار على عادته في تلفيق الأعذار عن افعال الوهابيين الاعتذار عن هاته الجريمة النكراء الشنعاء فقال[1] : ان الملك حسينا كان أرسل حملة على منطقة عسير بعد وفاة السيد محمد علي الإدريسي الذي كان قد تخلى عنها لسلطان نجد و في أثر تنكيل الوهابية بحملته هنالك وقعت حادثة حجاج اليمن الذين اعتقد الوهابيون انهم نجدة منه فاطلقوا عليهم الرصاص و بعد ان عرف الأمر اعتذر السلطان عبد العزيز للامام يحيى عن هذا الخطأ و اتفقا على حفظ‍‌ المودة بينهما بتعويض مقبول معقول، انتهى.
و هذا عذر فاسد بارد يراد به التضليل لرأي المسلمين والتنصل من العار والشين وستر فظائع الوهابيين في استحلالهم دماء المسلمين و توجيه بأسهم و سطوتهم و افواه بنادقهم كلها إلى قتال المسلمين خاصة و غزوهم كلما سنحت لهم فرصة و قتلهم بانواع الغدر و البغي تارة في سوريا و أخرى في الحجاز و ثالثة في العراق و رابعة في اليمن و هيهات ان تستر هذه الاعذار الفاسدة فظائعهم و قد عرفها العام و الخاص و لم تعد تخفى على أحد من الناس.
يقول صاحب المنار انهم اعتقدوهم نجدة و كيف ذلك و هم عزل من السلاح و لا يؤذن لهم بحمله في مملكة اجنبية و لو كانوا مسلحين ما استطاع الوهابية قتلهم و لكانوا اقصر باعا من ذلك و هل تخفى حالة الحجاج من حالة الغزاة المحاربين فكيف يمكن لعاقل ان يعتقد او يظن او يحتمل انهم نجدة. و هل اعتقد الوهابيون في اعراب شرق الأردن انهم نجدة حينما غزوهم في عقر دارهم و اعملوا فيهم رصاص البنادق و حدود السيوف و هل اعتقدوا في أهل العراق انهم نجدة فتابعوا عليهم الغزو و القتل و النهب. و كيف ساغ للوهابيين و هم وحدهم المسلمون الموحدون الأبرار الاتقياء الورعون الذين تورعوا  عن الفتيا في التلغراف لعدم النص فيه ان يقتلوهم قبل سؤالهم و تعرف حالهم و لكن حالهم كما قال الحسن البصري في أهل العراق يسألون عن دم البقة و يستحلون دم الحسين و كما اقتضت المصلحة الانكليزية و الدهاء البريطاني ان يكون الشريف حسين ملك الحجاز و الأمير ابن سعود سلطان نجد اقتضت ثانيا ان يكون السلطان ابن سعود أيضا ملكا على الحجاز مكان الملك حسين و أولاده عقيب امتناعه عن امضاء المعاهدة البريطانية الحجازية.
فعلى أية حال، فقد قضى في هاته المجزرة خيرة أعلام اليمن من صالح وعالم وقارئ ورجل دين وقال أحد شعراء اليمن في ذلك:
جنيت على الاسلام يابن سعود/جناية ذي كفرٍ به وجحود
جناية من لم يدر ما شرعُ أحمد/ولا فاز من عذب الهدى بورود  

 

[1] . في مجموعة مقالاته (الوهابيون و الحجاز)، ص33.

 

إن الإجرام الوهابي باليمن ليس بجديد بل قديم متجذر يعود إلى قبل مائة عام. ففي سنة 1341 ه انقضوا على 3000 حاج يماني أعزل بهمجية منقطعة النظير ، فتهبوا ما نهبوه وقتلوا من قتلوه ولم ينج منهم إلا رجلان.

Plain text

  • وسوم إتش.تي.إم.إل المسموح بها: <a> <em> <strong> <span> <blockquote> <ul> <ol> <li> <dl> <dt> <dd> <br> <hr> <h1> <h2> <h3> <h4> <h5> <h6> <i> <b> <img> <del> <center> <p> <color> <dd> <style> <font> <u> <quote> <strike> <caption>
  • تتحول مسارات مواقع وب و عناوين البريد الإلكتروني إلى روابط آليا.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
6 + 0 =
Solve this simple math problem and enter the result. E.g. for 1+3, enter 4.