بحسب ما ورد في القرآن و الحدیث إن الله تعالى ورسوله صلى الله عليه و آله والأئمة علیهم السلام على علم بأعمال العباد وأفعالهم.
بحسب آية من القرآن الكريم إن الله تعالى ورسوله صلى الله عليه و آله والمؤمنون على علم بأعمال العباد وأفعالهم. قال الله تعالی:
«وَ قُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَي اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَ رَسُولُهُ وَ الْمُؤْمِنُونَ وَ سَتُرَدُّونَ إِلى عالِمِ الْغَيْبِ وَ الشَّهادَةِ فَيُنَبِّئُكُمْ بِما كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ»[1]
تَعتبر الروايات التي وردت في المصادر الشيعية عن رسول الله والأئمة عليهم السلام الأئمةَ مصداقاً للمؤمنين المذکور فی الآیة. نتيجة لذلك يرى الأئمة عليهم السلام أيضًا تصرفات العباد.
وقد جاء في الروايات السنية الصحيحة أیضاً أن أفعال الأحياء تعرض حتى علی أقربائهم الموتی، ويؤكد ذلك علماء السنة ويقولون إن الله تعالى يُعلمهم بذلك.
قال الإمام الباقر عليه السلام عن عرض الأعمال لرسول الله صلى الله عليه وآله في رواية صحيحة: هذا الأمر قطعي ولا شك فيه.
حَدَّثَنَا السِّنْدِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنِ الْعَلَاءِ بْنِ رَزِينٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمٍ عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ عليه السلام قَالَ: سَأَلْتُهُ عَنِ الْأَعْمَالِ هَلْ يُعْرَضُ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وآله قَالَ مَا فِيهِ شَكٌّ قِيلَ لَهُ أَرَأَيْتَ قَوْلَ اللَّهِ تَعَالَى اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَ رَسُولُهُ وَ الْمُؤْمِنُونَ فَقَالَ لِلَّهِ شُهَدَاءُ فِي أَرْضِهِ.[2]
روی الشيخ الكليني بسند صحیح عن الرضا عليه السلام أن جمیع الأعمال تعرض علی النبي صلى الله عليه وآله:
عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنِ الْوَشَّاءِ قَالَ سَمِعْتُ الرِّضَا عليه السلام يَقُولُ إِنَّ الْأَعْمَالَ تُعْرَضُ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وآله أَبْرَارَهَا وَ فُجَّارَهَا.[3]
وکذا روي صحیحاً عن أَبِي عَبْدِاللَّهِ عليه السلام:
مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنِ الْحُسَيْنِ بْنِ سَعِيدٍ عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي حَمْزَةَ عَنْ أَبِي بَصِيرٍ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ عليه السلام قَالَ: تُعْرَضُ الْأَعْمَالُ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وآله أَعْمَالُ الْعِبَادِ كُلَّ صَبَاحٍ أَبْرَارُهَا وَ فُجَّارُهَا فَاحْذَرُوهَا وَ هُوَ قَوْلُ اللَّهِ تَعَالَى اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَ رَسُولُهُ وَسَكَتَ.[4]
حسب هذه الروايات الصحيحة تعرض أعمال العباد على رسول الله صلى الله عليه وآله.
و هناك أخبار أخری صحیحة تدل علی عرض الأعمال علی أئمة الهدی عليهم السلام:
حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنِ الْحُسَيْنِ بْنِ سَعِيدٍ عَنِ النَّضْرِ بْنِ سُوَيْدٍ عَنْ يَحْيَي الْحَلَبِيِّ عَنْ عَبْدِ الْحَمِيدِ الطَّائِيِّ عَنْ يَعْقُوبَ بْنِ شُعَيْبٍ الْمِيثَمِيِّ قَالَ: سَأَلْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ عليه السلام عَنْ قَوْلِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَ اعْمَلُوا فَسَيَرَي اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَ رَسُولُهُ وَ الْمُؤْمِنُونَ قَالَ هُمُ الْأَئِمَّةُ.[5]
و قال أيضا: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنِ الْحُسَيْنِ بْنِ سَعِيدٍ عَنِ الْحُسَيْنِ بْنِ بَشَّارٍ عَنْ أَبِي الْحَسَنِ عليه السلام فِي قَوْلِ اللَّهِ تَبَارَكَ وَ تَعَالَى اعْمَلُوا فَسَيَرَي اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَ رَسُولُهُ وَ الْمُؤْمِنُونَ قَالَ نَحْنُ هُمْ .[6]
والروايات في هذا المجال متعددة كثيرة جداً بل متواترة.
قال فقیه الإمامیة الشهيد الأول في كتاب «ذكری الشيعه»: وروى الأصحاب في تفسير قوله تعالي : (وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنين) : ان أعمال العباد تعرض علی رسول الله صلى الله عليه وآله وعلى الأئمة عليهم السلام كل يوم ، ابرارها وفجارها.[7]
ونقل أیضاً عن رسول الله صلى الله عليه وآله في مصادر أهل السنة بطرق مختلفة أن أعمال الأمة ستعرض عليه بعد وفاته.
روی البزار في مسنده عن عبد الله بن مسعود بسند صحيح قال: عن النبي صلى الله عليه وآله... قال رسول الله حياتي خير لكم تحدثون ونحدث لكم ووفاتي خير لكم تعرض علي أعمالكم فما رأيت من خير حمدت الله عليه وما رأيت من شر إستغفرت الله لكم.[8]
قال الغزالي عن هذه الروایة: أخرجه البزار من حديث عبد الله بن مسعود ورجاله رجال الصحيح. [9]
بل روی أن الأعمال حتی تعرض علی موتی المؤمنین:
عن النعمان بن بشير أنه قال وهو على المنبر: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ألا إنه لم يبق من الدنيا إلا مثل الذباب تمور في جوها فالله الله في إخوانكم من أهل القبور فإن أعمالكم تعرض عليهم.
قال الحاکم: هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه.[10]
والروایات عن الشیعة و السنة کثیرة.
ثم اختلفت الروايات الشيعية حول كيفية عرض الأفعال، فحسب بعض الاخبار تُعرض كل يوم وحسب فئة اُخرى كل يوم خميس و حسب بعض الاخبار كل شهر لکن المقام لایسع التفصیل فلا نطیل.
المصادر
[1] . التوبه: 105.
[2] . بصائر الدرجات، محمد بن الحسن الصفار، ص 450.
[3] . الكافي - الشيخ الكليني، ج 1 ، ص 220.
[4] . الكافي، الشيخ الكليني، ج 1، ص 219.
[5] . بصائر الدرجات، محمد بن الحسن الصفار، ص 448، حديث 11.
[6] . بصائر الدرجات، محمد بن الحسن الصفار، ص 447، حديث 6.
[7] . ذكری الشيعة في أحكام الشريعة، الشهيد الأول، ج 2 ص 90.
[8] . مسند البزار، ج 5، ص 308.
[9] . إحياء علوم الدين، ج 4 ، ص 148.
[10] . المستدرك على الصحيحين، ج 4 ، ص 342