ختم النبوة واستمرار الإمامة

19:37 - 2021/11/05

دل القرآن الكريم علی أن النبي محمداً (صلی الله علیه و آله و سلم) خاتم النبيين لکن ختام النبوة لا یلازم ختام سائر المقامات، فالمقامات الأخرى كالإمامة والاصطفاء ليس فيها اختتام.

الفرق بين النبي والرسول

القرآن الكريم وصف النبي محمداً (صلی الله علیه و آله و سلم) بأنه خاتم النبيين في قوله: (ما كانَ مُحَمَّدٌ أَبا أَحَدٍ مِنْ رِجالِكُمْ وَ لكِنْ رَسُولَ اللَّهِ وَ خاتَمَ النَّبِيِّينَ وَ كانَ اللَّهُ بِكُلِّ شَيْ‏ءٍ عَلِيماً)[1]
وقد دل هذا الوصف على أن رسالته آخر الرسالات السماوية وأن النبي محمداً (صلی الله علیه و آله و سلم) آخر نبي أتی من جانب الله إلى الناس.
ورسالة الاسلام جمعت كمالات ومعارف النبوات وزيادة وهذه الرسالة ستستمر سليمةً  وضمن القرآن بأنه لايتعرّض لأيّ تحريف، قال الله سبحانه وتعالى: إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَ إِنَّا لَهُ لَحافِظُونَ‏.
واستمر الاسلام بعد النبي (صلی الله علیه و آله و سلم) من خلال الاوصياء الذين الذین هم حجج الله تعالى في خلقه وبقاء العالم مترتب على وجودهم ع  بإذن اللّه سبحانه. قال (صلی الله علیه و آله و سلم):
«أهل بيتي أمان لأهل الارض، فإذا ذهب أهل بيتي ذهب أهل الارض»[2].
وقال الامام أميرالمؤمنين (علیه السلام):
«اللّهمّ بلى لا تخلو الارض من قائم للّه بحجّة إمّا ظاهراً مشهوراً أو خائفاً مغموراً»[3].
فختام النبوة لا یلازم ختام سائر المقامات، فالمقامات الأخرى كالإمامة والاصطفاء ليس فيها اختتام. فقد قَالَ (صلی الله علیه و آله و سلم) لا نبي بعدي ولم يقل لا صفي بعدي أو لا ولي بعدي أو لا خليفة بعدي أو لا إمامة بعدي أو لا حجج لله بعدي وإنما لا نبي بعدي ومن هنا من لا يقر بجميع السلسلة وهي سلسلة من اصطفاهم الله واختارهم او يقتطعها فانه نفس الطبيعة العامة لم يدركها ولم يقر بها.[4]
فکما یجب علی الناس اتباع الأنبیاء فکذلك یجب علیهم اتباع الأوصیاء.
وقد روي عن النبي (صلی الله علیه و آله و سلم): «من جحد عليا إمامته بعدي فقد جحد نبوتي، ومن جحد نبوتي فقد جحد الله ربوبيته»[5].
وقال (صلی الله علیه و آله و سلم) لعلي (علیه السلام): «يا علي، أنت المظلوم بعدي، من ظلمك فقد ظلمني، ومن أنصفك فقد أنصفني، ومن جحدك فقد جحدني، ومن والاك فقد والاني، ومن‏ عاداك فقد عاداني، ومن أطاعك فقد أطاعني، ومن عصاك فقد عصاني».[6]
قال الفيض الكاشاني: «ومن جحد إمامة أحدهم- أي الأئمة الاثني عشر- فهو بمنزلة
من جحد نبوة جميع الأنبياء (عليهم السلام)».[7]
فتبین أن جمیع صفات النبي (صلی الله علیه و آله و سلم )تبقی في اوصیاءه الا النبوة التي ختمت بوجوده (صلی الله علیه و آله و سلم )وأن مَن أنكر وصياً من أوصياء النبي (صلی الله علیه و آله و سلم) الاثني عشر فكأنما أنكر جميع سلسلة الأوصياء والمرسلين، فالربط بين النبوة والوصاية والإمامة عبارة عن التنفيذ والتطبيق لنفس شريعة النبوة، فان شريعة النبوة لم تأت لأجل العرض التشريعي بشكل تجريدي فقط وإنما جاءت لأجل التطبيق في الحیاة. 

المصادر
[1] سورة الأحزاب: الآية 40.
[2] الصواعق المحرقة: 233- 234.
[3] .نهج البلاغة: 497.
[4]. سند، محمد، مباحث حول النبوات، ص: 200.
[5] .الشيخ الصدوق، الاعتقادات ص 38.
[6] .الشيخ الصدوق، الاعتقادات ص 104.
[7] منهاج النجاة ص 48.

كلمات دلالية: 

Plain text

  • وسوم إتش.تي.إم.إل المسموح بها: <a> <em> <strong> <span> <blockquote> <ul> <ol> <li> <dl> <dt> <dd> <br> <hr> <h1> <h2> <h3> <h4> <h5> <h6> <i> <b> <img> <del> <center> <p> <color> <dd> <style> <font> <u> <quote> <strike> <caption>
  • تتحول مسارات مواقع وب و عناوين البريد الإلكتروني إلى روابط آليا.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
14 + 3 =
Solve this simple math problem and enter the result. E.g. for 1+3, enter 4.