إهانات ابن تيمية لأهل البيت

11:39 - 2021/12/15

-إن إهانات ابن تيمية لأهل البيت عليهم السلام حقيقة لا يمكن تجاهلها.انه يرفض في كتبه روايات في فضائل أمير المؤمنين عليه السلام . ويهين آباء وأجداد النبي صلى الله عليه وآله، ويعتقد عدم فائدة دعاء النبي صلى الله عليه وآله لهم ، لكنه يؤكد دعاء النبي صلى الله عليه وآله لأبي هريرة.

إهانات ابن تيمية لأهل البيت

يمكن اعتبار ادعاء ابن تيمية محبته لأهل البيت عليهم السلام من أكبر أكاذيب الوهابية. انهم من خلال نشر سطر من كتابه يزعمون  أن ابن تيمية محب لأهل البيت عليهم السلام وأن الشيعة يكذبون على ابن تيمية حيث يُصوّرونه عدواً لأهل البيت عليهم السلام. يقول ابن تيمية في مجموع الفتاوى: "قُلْت: مَحَبَّتُهُمْ عِنْدَنَا فَرْضٌ وَاجِبٌ يُؤْجَرُ عَلَيْهِ " [1].

بمراجعة كتب ابن تيمية ، لا نجد منه ميلاً  قلبيّاً نحو محبة أهل البيت عليهم السلام، والموجود هو سوء الأدب والاهانة والجرأة على أئمة أهل البيت الطاهرين. إن إهانة ابن تيمية لأبي رسول الله صلى الله عليه وآله، أبشع جسارة على ساحته المقدسة. انه يعتقد بكفر والد وعم الرسول صلى الله عليه وآله ، وأن الله تعالى نهاه أن يستغفر لهما!

قال في مجموع الفتاوى: "وَالتَّوَسُّلُ بِدُعَائِهِ وَشَفَاعَتِهِ يَنْفَعُ مَعَ الْإِيمَانِ بِهِ وَأَمَّا بِدُونِ الْإِيمَانِ بِهِ فَالْكُفَّارُ وَالْمُنَافِقُونَ لَا تُغْنِي عَنْهُمْ شَفَاعَةُ الشَّافِعِينَ فِي الْآخِرَةِ وَلِهَذَا نُهِيَ عَنْ الِاسْتِغْفَارِ لِعَمِّهِ وَأَبِيهِ وَغَيْرِهِمَا مِنْ الْكُفَّارِ "[2]

وهذه الإهانة والوقاحة تظهر أكثر عند مقارنة والدة أبي هريرة بأبي رسول الله صلى الله عليه وآله. قال ابن تيمية: "وَأَيْضًا فَقَدْ يَدْعُو لِبَعْضِ الْكُفَّارِ بِأَنْ يَهْدِيَهُ اللَّهُ أَوْ يَرْزُقَهُ فَيَهْدِيَهُ أَوْ يَرْزُقَهُ كَمَا دَعَا لِأُمِّ أَبِي هُرَيْرَةَ ‌حَتَّى ‌هَدَاهَا ‌اللَّهُ" [3].

ان ابن تيمية يناقض نفسه لما يروي عن مجاهد أن سلمان سأل النبي صلى الله عليه وآله عن الذين كان معهم في عبادتهم، أجابه النبي ولم يذكر انهم من اهل النار، ثم قال:" وَالنَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَمْ يَكُنْ يُجِيبُ بِمَا لَا عِلْمَ عِنْدِهِ وَقَدْ ثَبَتَ أَنَّهُ أَثْنَى عَلَى مَنْ مَاتَ فِي الْفَتْرَةِ كَزَيْدِ بْنِ عَمْرٍو وَغَيْرِهِ." [4] فأي عاقل يقبل هذه الترّهات من ابن تيمية أن النبي يمدح الذين ماتوا في الفترة اي قبل البعثة كزيد بن عمرو، لكن ابوي النبي وعمه في النار؟ هذا الكلام من ابن تيمية يظهر حقده لا على النبي فقط بل على كل من له صلة بالنبي صلى الله عليه وآله.

يقول ابن تيمية عن ثورة سيد الشهداء في كربلاء: " لَمْ يَكُنْ فِي الْخُرُوجِ لَا مَصْلَحَةُ دِينٍ وَلَا مَصْلَحَةُ دُنْيَا...وَكَانَ فِي خُرُوجِهِ وَقَتْلِهِ مِنَ الْفَسَادِ مَا لَمْ يَكُنْ حَصَلَ لَوْ قَعَدَ فِي بَلَدِهِ، فَإِنَّ مَا قَصَدَهُ مِنْ تَحْصِيلِ الْخَيْرِ وَدَفْعِ الشَّرِّ لَمْ يَحْصُلْ مِنْهُ شَيْءٌ، بَلْ زَادَ الشَّرُّ بِخُرُوجِهِ وَقَتْلِهِ، وَنَقَصَ الْخَيْرُ بِذَلِكَ، وَصَارَ ذَلِكَ سَبَبًا لِشَرٍّ عَظِيمٍ. وَكَانَ قَتْلُ الْحُسَيْنِ مِمَّا أَوْجَبَ الْفِتَنَ، كَمَا كَانَ قَتْلُ عُثْمَانَ مِمَّا أَوْجَبَ الْفِتَنَ."[5]

يرى ابن تيمية أن عدم بيعة الإمام الحسين عليه السلام ليزيد الملعون ظلم وتمرد على خليفة المسلمين ، ويقول بكل وقاحة وبلا خجل أن ما حدث في كربلاء كان سببه القرار الخاطئ من الامام عليه السلام وبذلك يلقي اللوم بالكامل على الامام. انه يقول في مجموع الفتاوى: "فَلَمَّا ذَهَبَ الْحُسَيْنُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ وَأُرْسِلَ ابْنُ عَمِّهِ مُسْلِمُ بْنُ عَقِيلٍ إلَيْهِمْ وَاتَّبَعَهُ طَائِفَةٌ - الى قوله - وَكَانَ ذَلِكَ مِنْ نِعْمَةِ اللَّهِ عَلَى الْحُسَيْنِ ‌وَكَرَامَتِهِ لَهُ" (6) وغرض ابن تيمية من كلامه هذا القاء اللوم على غير يزيد وإبراء ذمة يزيد الفاسق مما ارتكبه من قتل الحسين عليه السلام.

_____________

[1]. مجموع الفتاوى، ج4، ص487

[2]. مجموع الفتاوى، ج1، ص143

[3]. مجموع الفتاوی، ج1، ص145

[4]. مجموع الفتاوى، ج14 ص 68

[5]. منهاج السنه ج4، ص530

[6]. مجموع الفتاوى، ج27، ص471

Plain text

  • وسوم إتش.تي.إم.إل المسموح بها: <a> <em> <strong> <span> <blockquote> <ul> <ol> <li> <dl> <dt> <dd> <br> <hr> <h1> <h2> <h3> <h4> <h5> <h6> <i> <b> <img> <del> <center> <p> <color> <dd> <style> <font> <u> <quote> <strike> <caption>
  • تتحول مسارات مواقع وب و عناوين البريد الإلكتروني إلى روابط آليا.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
2 + 1 =
Solve this simple math problem and enter the result. E.g. for 1+3, enter 4.