الوهابية وبغض آل البيت

11:59 - 2021/12/18

يزعم الوهابيون أنهم يحبون آل البيت عليهم السلام، ولكن أحيانًا تتجلى في كلماتهم كراهية خاصة لهم. فمثلاً عبد الله بسام ، أحد مشايخ الوهابيين ، في تحقيقه لسند رواية قال: ففي سندها: جعفر بن محمد الهاشمي، وهو ضعيف، وأخذ الحديث وجادةً، هذا الكلام منه يدل على ما في قلبه تجاه أهل البيت عليهم السلام.

الوهابية وبغض آل البيت

من ادعاءات الوهابية أن آل البيت ليسوا للشيعة فقط ، ان محبة أهل البيت، للآيات والروايات شاملة لجميع المسلمين، والشيعة ألصقوا انفسهم بأهل البيت واعتقدوا أن أهل البيت خاصة لهم ؛ لكن عند دراسة أحوال الوهابية، نجد أحيانًا كراهية  وعدم ارتياح منهم يظهر ذلك في كلماتهم تجاه أهل البيت عليهم السلام .

إنّ عبد الله بسام، أحد أصحاب الفتوى من مشايخ الوهابية، لمّا رأى ابن تيمية لم يقبل بجزء من الحديث ، صار بصدد توجيه رد ابن تيمية لذلك بقوله: القسم الأول في مسلم، أما زيادة: "وكل ضلالة في النار" من زيادة النسائي، ففي سندها: جعفر بن محمد الهاشمي، وهو ضعيف، وأخذ الحديث وجادةً(1) ‌ولهذا ‌نفى ‌الشيخ ‌ابن ‌تيمية هذه الزيادة.

والرواية جاءت في صحيح مسلم وفيها " حَدَّثَنَا أَبُوبَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ جَعْفَرٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَابِرٍ، قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَخْطُبُ النَّاسَ، يَحْمَدُ اللهَ وَيُثْنِي عَلَيْهِ بِمَا هُوَ أَهْلُهُ، ثُمَّ يَقُولُ: «مَنْ يَهْدِهِ اللهُ فَلَا مُضِلَّ لَهُ، وَمَنْ يُضْلِلْ فَلَا هَادِيَ لَهُ، وَخَيْرُ الْحَدِيثِ كِتَابُ اللهِ."(2)

رواية أخرى في سنن النسائي في نفس المضمون: «عُتْبَةُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ: أَنْبَأَنَا ابْنُ الْمُبَارَكِ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ فِي خُطْبَتِهِ: يَحْمَدُ اللَّهَ وَيُثْنِي عَلَيْهِ بِمَا هُوَ أَهْلُهُ، ثُمَّ يَقُولُ: «مَنْ يَهْدِهِ اللَّهُ فَلَا مُضِلَّ لَهُ، وَمَنْ يُضْلِلْهُ فَلَا هَادِيَ لَهُ، إِنَّ أَصْدَقَ الْحَدِيثِ كِتَابُ اللَّهِ، وَأَحْسَنَ الْهَدْيِ هَدْيُ مُحَمَّدٍ، وَشَرُّ الْأُمُورِ مُحْدَثَاتُهَا، وَكُلُّ مُحْدَثَةٍ بِدْعَةٌ وَكُلُّ بِدْعَةٍ ضَلَالَةٌ، وَكُلُّ ضَلَالَةٍ فِي النَّارِ». ...[3]

وابن تيمية نقل رواية النسائي وقال: « كان النبي صلى الله عليه وسلم ‌يقول ‌في ‌الحديث ‌الصحيح {في خطبة يوم الجمعة: خير الكلام كلام الله وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم وشر الأمور محدثاتها وكل بدعة ضلالة} ولم يقل: وكل ضلالة في النار بل يضل عن الحق من قصد الحق وقد اجتهد في طلبه فعجز عنه فلا يعاقب وقد يفعل بعض ما أمر به فيكون له أجر على اجتهاده وخطؤه الذي ضل فيه عن حقيقة الأمر مغفور له. وكثير من مجتهدي السلف والخلف قد قالوا وفعلوا ما هو بدعة ولم يعلموا أنه بدعة إما لأحاديث ضعيفة ظنوها صحيحة وإما لآيات فهموا منها ما لم يرد منها وإما لرأي رأوه وفي المسألة نصوص لم تبلغهم» [4]

والسر في نفي ابن تيمية للجملة الاخيرة من كلام الرسول التماس تبرير للأخطاء والمخالفات التي وقع فيها الصحابة بطرح فكرة الاجتهاد، كما لاحظتم ذلك في متن عبارته، مع أن هذا التبرير والتوجيه في غير محله بعد قوله عن الصحابة والتابعين: «فَالصَّحَابَةُ ‌أَعْلَمُ ‌الْأُمَّةِ وَأَفْقَهُهَا وَأَدْيَنُهَا»(5) وقال ابن باز: «فهم ‌أعلم ‌الأمة بمراد الله عز وجل في كتابه، فعليهم نزل، وهم أول من خوطب به من الأمة، وقد شاهدوا تفسيره من الرسول صلى الله عليه وسلم علما وعملا» [5]

 

________________

(1) الْوِجَادَةُ (في اصطلاح المحدِّثين) : اسمٌ لما أُخذ من العلم من صَحيفةٍ، من غير سماعٍ ولا إِجازة ولا مُناولة 

(2) صحیح مسلم، ج2، ص593.

(3) سنن النسائی، ج3، ص188.

(4) مجموع الفتاوى (19/ 191)

(5) منهاج السنة النبوية (6/ 81)

(6) مجموع فتاوى ومقالات متنوعة لابن باز (21/ 123)

Plain text

  • وسوم إتش.تي.إم.إل المسموح بها: <a> <em> <strong> <span> <blockquote> <ul> <ol> <li> <dl> <dt> <dd> <br> <hr> <h1> <h2> <h3> <h4> <h5> <h6> <i> <b> <img> <del> <center> <p> <color> <dd> <style> <font> <u> <quote> <strike> <caption>
  • تتحول مسارات مواقع وب و عناوين البريد الإلكتروني إلى روابط آليا.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
4 + 5 =
Solve this simple math problem and enter the result. E.g. for 1+3, enter 4.