التكفير عذر يستخدم منذ سنوات لقتل المسلمين المضطهدين أرجاء العالم ويستخدمه المستعمرون على مدار الساعة. إن الاحادیث الشيعية ترغب إلى التعامل مع إخواننا السنة ، لكن الوهابيين خلافًا لأمر أهل البيت (عليهم السلام) يعتبرون كل من يعارضهم كافرًا ویستحلون اراقة دمه ، ويعتبرون قتل ذلك المسلم فرضًا دينيًا.
التكفیر كلمة مؤسفة انتشر استخدامها على نطاق واسع من قبل الذين ينتمون انفسهم للاسلام في السنوات الأخيرة. هذا في حين أن الشيعة ، بناءً على أوامر وتعاليم أهل البيت (عليهم السلام) في موضوع الوحدة، يعتبرون التفاعل مع السنة أمرًا ضروريًا في المجتمع.
لم يكن للإمام الصادق (عليه السلام) تفاعل جيد مع السنة فحسب ، بل نصح الشيعة أيضًا بمعاملتهم معاملة لائقة وودودة. عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ وَهْبٍ قَالَ: قُلْتُ لَهُ كَيْفَ يَنْبَغِي لَنَا أَنْ نَصْنَعَ فِيمَا بَيْنَنَا وَ بَيْنَ قَوْمِنَا وَ بَيْنَ خُلَطَائِنَا مِنَ النَّاسِ مِمَّنْ لَيْسُوا عَلَى أَمْرِنَا قَالَ تَنْظُرُونَ إِلَى أَئِمَّتِكُمُ الَّذِينَ تَقْتَدُونَ بِهِمْ فَتَصْنَعُونَ مَا يَصْنَعُونَ فَوَ اللَّهِ إِنَّهُمْ لَيَعُودُونَ مَرْضَاهُمْ وَ يَشْهَدُونَ جَنَائِزَهُمْ وَ يُقِيمُونَ الشَّهَادَةَ لَهُمْ وَ عَلَيْهِمْ وَ يُؤَدُّونَ الْأَمَانَةَ إِلَيْهِمْ.[1]
وفي رواية أخرى عَنْ أَبِي أُسَامَةَ زَيْدٍ الشَّحَّامِ قَالَ قَالَ لِي أَبُو عَبْدِ اللَّهِ ع اقْرَأْ عَلَى مَنْ تَرَى أَنَّهُ يُطِيعُنِي مِنْهُمْ وَ يَأْخُذُ بِقَوْلِيَ السَّلَامَ وَ أُوصِيكُمْ بِتَقْوَى اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ وَ الْوَرَعِ فِي دِينِكُمْ وَ الِاجْتِهَادِ لِلَّهِ وَ صِدْقِ الْحَدِيثِ وَ أَدَاءِ الْأَمَانَةِ وَ طُولِ السُّجُودِ وَ حُسْنِ الْجِوَارِ فَبِهَذَا جَاءَ مُحَمَّدٌ ص أَدُّوا الْأَمَانَةَ إِلَى مَنِ ائْتَمَنَكُمْ عَلَيْهَا بَرّاً أَوْ فَاجِراً فَإِنَّ رَسُولَ اللَّهِ ص كَانَ يَأْمُرُ بِأَدَاءِ الْخَيْطِ وَ الْمِخْيَطِ- صِلُوا عَشَائِرَكُمْ وَ اشْهَدُوا جَنَائِزَهُمْ وَ عُودُوا مَرْضَاهُمْ وَ أَدُّوا حُقُوقَهُمْ فَإِنَّ الرَّجُلَ مِنْكُمْ إِذَا وَرِعَ فِي دِينِهِ وَ صَدَقَ الْحَدِيثَ وَ أَدَّى الْأَمَانَةَ وَ حَسُنَ خُلُقُهُ مَعَ النَّاسِ قِيلَ هَذَا جَعْفَرِيٌّ فَيَسُرُّنِي ذَلِكَ وَ يَدْخُلُ عَلَيَّ مِنْهُ السُّرُورُ وَ قِيلَ هَذَا أَدَبُ جَعْفَرٍ وَ إِذَا كَانَ عَلَى غَيْرِ ذَلِكَ دَخَلَ عَلَيَّ بَلَاؤُهُ وَ عَارُهُ وَ قِيلَ هَذَا أَدَبُ جَعْفَرٍ فَوَ اللَّهِ لَحَدَّثَنِي أَبِي ع أَنَّ الرَّجُلَ كَانَ يَكُونُ فِي الْقَبِيلَةِ مِنْ شِيعَةِ عَلِيٍّ ع فَيَكُونُ زَيْنَهَا آدَاهُمْ لِلْأَمَانَةِ وَ أَقْضَاهُمْ لِلْحُقُوقِ وَ أَصْدَقَهُمْ لِلْحَدِيثِ إِلَيْهِ وَصَايَاهُمْ وَ وَدَائِعُهُمْ تُسْأَلُ الْعَشِيرَةُ عَنْهُ فَتَقُولُ مَنْ مِثْلُ فُلَانٍ إِنَّهُ لآَدَانَا لِلْأَمَانَةِ وَ أَصْدَقُنَا لِلْحَدِيثِ.[2]
لكن تهمة التكفير للمسلمين متجذرة في الفكر الوهابي. الوهابية طائفة نشأت باسم الإسلام لكنها ضد المسلمين. يعتقدون أن من يخالف معتقداتهم كافر ويجب قتله. هذا هو الاعتقاد الذي على اساسه أصدروا فتاوى في قتل المسلمين منذ سنوات. يتم إعطاء مثال في هذا السياق.
سئل أبناء الشیخ محمد بن عبد الوهاب، رحمهم الله تعالى: من لم تشمله دائرة إمامتكم، ویتسم بسمة دولتكم، هل داره دار كفر وحرب على العموم؟...وأما من بلغته دعوتنا إلى توحید الله، والعمل بفرائض الله، وأبى أن یدخل فی ذلك، وأقام على الشرك بالله، وترك فرائض الإسلام، فهذا نكفره ونقاتله، ونشن علیه الغارة، بل بداره; وكل من قاتلناه فقد بلغته دعوتنا، بل الذی نتحقق ونعتقده... .[3]
فلهذا يتوجب على علماء الدين أن يواجهوا الفكر الوهابي السلفي المشؤوم الذي يدعو للقتل والتكفير والتفسيق. ثم لا يخفى أن أتباع الحنابلة وابن تيمية وابن عبد الوهاب يمثلون 5 % فحسب من المسلمين وليسوا هم الامة الاسلامية جمعاء.
أجل إن ما نسمعه اليوم من قتل وتشريد للمدنيين في البلاد الاسلامية على غرار باكستان وافغانستان والعراق وليبيا وسوريا وهلم جرا هو نتاج الفكر الوهابي هذا وما تمخض عنه من حركات التطرف المنتشرة في عالمنا المعاصر، ولا علاج لمرض التطرف هذا، إلاّ بكبح جماح التطرف والتشدد الديني.
المصادر:
[1] . الکلیني، الكافي، دارالكتب الإسلامیة - طهران، الطبعة الرابعة، 1407 هـ، ج2، ص636.
[2] . المصدر
[3] . الدرر السنیة فی الأجوبة النجدیة، علماء نجد الأعلام، ج9، ص253.