تسعى الوهابية في الآونة الاخيرة أن تنزه نفسها عن التكفير ولكنك ستقف في المقال التالى أن هذا وصمة عار على جبين الوهابية لا يتأتى التخلص منها.
تسعی الوهابية ليلَ نهار لتظهر أنها ليست مدرسة تكفيرية ولا تستبعد المسلمين من دائرة الإسلام ، بينما هنالك الكثير من الأدلة على أن الوهابية تؤمن أساسًا بأن المذاهب الإسلامية الأخرى لم صلة لهم بالإسلام. سليمان بن سحمان (ت 1349 هـ) هو أحد الدعاة الوهابيين الذين ألفوا عدة كتب رداً على اعتراضات السنة على الوهابية. ما يميز كتاباته أنه كفر الآخرين صراحة. ومن بينها كتاب "الصواعق المرسلة الشهابیة علی الشبه الداحضة الشامیة" الذي كتبه رفضا لكتاب "الاقوال المرضیة في الرد علی الوهابیة" تأليف الشيخ محمد عطا الكسم. إنه كفر اثنين من أشهر علماء السنة. يكتب سليمان بن سحمان عن الفقيه الشهير شهاب الدين الرملي الأنصاري الشافعي (ت 957 هـ) وعن الفقيه الشافعي المعروف تقي الدين السبكي قاضي منطقة الشام (ت 756هـ):
(فهذا الرجل المسمى الشهاب الرملي إن كان من المعروفين بالعلم - لأني لا أعرف ما حاله - فهو من جنس السبكي وأضرابه الغالين الذين يصنفون في إباحة الشرك وجوازه زاعمين أن ذلك من تعظيم الرسول, وتعظيم الأنبياء والأولياء وذلك لجهلهم, وعدم إدراكهم لحقائق الدين, ومدارك الأحكام وليس لهم قدم صدق في العالمين, ولا كانوا من العلماء العاملين, فلا حجة في أقوالهم {وَمَنْ لَمْ يَجْعَلْ اللَّهُ لَهُ نُورًا فَمَا لَهُ مِنْ نُورٍ} [النور: آية 40]. ثم لو كان الشهاب الرملي من أهل الفضل والعلم والعبادة وأكابر أهل الفقه والورع والزهادة لكان قد أخطأ فيما قاله وأراده, ودعا إلى عبادة غير الله, وهذا يوجب كفره وارتداده).[1]
هذا التكفير الوهابي لا يقف عند حد بل يطال السنة والشيعة. فقد أفتى الشيخ "عبد الرحمن البراك" بكفر الإمامية جمعاء وقال الشيخ في الفتوى التي نشرت على موقعه على الإنترنت :
(الرافضة في جملتهم هم شر طوائف الأمة، واجتمع فيهم من موجبات الكفر؛ تكفير الصحابة.. وتعطيل الصفات.. والشرك في العبادة بدعاء الأموات.. والاستغاثة بهم..هذا واقع الرافضة الإمامية الذين أشهرهم "الاثنا عشرية"، فهم في الحقيقة كفار، مشركون، لكنهم يكتمون ذلك... أن مذهب أهل السنة.. ومذهب الشيعة ضدان لا يجتمعان، فلا يمكن التقريب إلا على أساس التنازل عن أصول مذهب السنة، أو بعضها، أو السكوت عن باطل الرافضة، وهذا مطلب لكل منحرف عن الصراط المستقيم).
إلى غير ذلك مما يدل على أن الوهابية لا يألو المسلمين تكفيرا وتفسيقا.
[1] . بن سحمان، سلیمان، الصواعق المرسلة الشهابیة علی الشبهات الداحضةالشامیة، مطابع الریاض، 1376هـ، ص 119.