هناك كثير من علماء السنة انبروا للرد على ابن تيمية الحراني وقد تطرقنا في هذا المقال إلى بعض ما قالوا عنه وكتبوا.
العلامة الكوثری ، عالم سني معروف ، يعبّر عن آرائه في الموقف العلمي لابن تيمية وعلاقته بالسنة في بيان مقتضب وصريح:
"وهو ان کان ممن خدم العلم لکنه قد غلط في کثیر من الأحکام کما ذکره العلماء الأعلام مع أنه من المجسمه المراغمه لأهل السنه، فلا یکفي الطعن فیه بالالسنه بل بالأسنه. وقد انتصب جماعة من المحققين لرد أباطيله منهم: الإمام المجتهد ابو احسن السبكي رحمه الله ولله دره حيث رد أباطيل ابن تيمية حق الرد في مؤلفاته سيما في شفاء السقام في زيارة خير الأنام ومنهم التاج السبكي والإمام عز بن جماعة وابن حجر وأهل عصرهم وغيرهم من الحنفية والشافعية والمالكية"[1]
يقول الإمام الحافظ تقي الدين السُّبكي في مقدمة الدُرَّة المضية ما نصّه : "أما بعد، فإنه لمّا أحدث ابن تيمية ما أحدث في أصول العقائد، ونقض من دعائم الإسلام الأركان والمعاقد، بعد أن كان مستترا بتبعية الكتاب و السُّنة، مظهرا أنه داع إلى الحقّ هاد إلى الجنة، فخرج عن الاتّباع إلى الابتداع، وشذَّ عن جماعة المسلمين بمخالفة الإجماع، وقال بما يقتضي الجسميّة والتركيب في الذات المقدّس، وأن الافتقار إلى الجزء ليس بمحال، وقال بحلول الحوادث بذات الله تعالى، وأن القرآن مُحدَث تكلم الله به بعد أن لم يكن، وأنه يتكلم ويسكت ويحدث في ذاته الإرادات بحسب المخلوقات، وتعدى في ذلك إلى استلزام قِدَم العالم، والتزامه بالقول بأنه لا أول للمخلوقات فقال بحوادثٍ لا أول لها ، فأثبت الصفة القديمة حادثة والمخلوق الحادث قديما، ولم يجمع أحد هذين القولين في ملة من الملل ولا نِحلة من النحل، فلم يدخل في فرقة من الفرق الثلاث والسبعين التي افترقت عليها الأمة، ولا وقفت به مع أمة من الأمم هِمّة، وكل ذلك وإن كان كفرا شنيعا مما تَقِلَّ جملته بالنسبة لما أحدث في الفروع ".[2]
إذن، يجب على الأمة الإسلامية سنة وشيعة أن تتعرف على العقائد الباطلة لهذا المارق من الدين وأن يقفوا في وجه من يريد نشر أفكاره.
المصادر:
[1] . الکوثري، محمد زاهد: إرغام المَريد في شرح النظم العتيد لتوسل المُريد، القاهرة، المکتبه الازهریة للتراث، ص 6.
[2] . بحوث في الملل والنحل، ج 4 ص 42.