إن مواجهة إيران بعد الثورة الإسلامية مع أقوى دول العالم يدفع الباحث للبحث عن سر القوة التي تتمتع بها هذه الثورة! فلنبحث عن ذلك خلال سطور.
إن الثورة الاسلامية في ايران الإباء لم تكن مجرد حركة لتغيير نظام بنظام أو حاكم بحاكم ولم تكن انقلابا عسكريا تحركه دولة اجنبية وإنما كانت فعل تحرر من الاستعمار والتبعية بإرادة من الشعب في ظل الاعتقاد الديني الإسلامي.
لم يكن درب الثورة الاسلامية في إيران ـ بعد نجاح الثورة – طريقاً ناعماً مفروشا بالورد بل عانت من ظلم المجتمع الدولي وجوبهت بحرب عدوانية عليها حرب صدام حسين موّلتها دول إقليمية وسلحتها دول غربية كان كل ذلك من اجل تدمير ثورة ثبت أنها ثورة شعب يريد الحرية والاستقلال والتمتع بثرواته دون شريك أجنبي.
إن مواجهة إيران بعد الثورة الإسلامية مع أقوى دول العالم ثم تنجح في إرساء مسار سلوك دولي يسجل لهذه الثورة بأعجاب و يقود احيانا الى الذهول و يدفع الباحث للبحث عن سر القوة التي تتمتع بها هذه الثورة!
لقد أدركت إيران منذ البدء مدى الاخطار التي تواجهها وايقنت بان الغرب لن يتركها وشانها، حتى تستسلم له فاتخذت له القيادةُ الإيرانيةُ بدعم وتأييد الشعب استيراتجيةَ "بناء الدولة القوية القادرة على حماية نفسها والدفاع عن شعبها وثرواتها". فهذا القرار ذو ابعاد علمية واستراتيجية متعددة نعد منها:
الأول: القوة السياسية: فقد اعتمدت إيران النظامَ الجمهوري منذ البدء وطبقته نصا وروحا ما جعل النظام السياسي مستجيبا لقاعدة "الشعب يحكم نفسه" وهذا غاية القوة للنظام السياسي.
الثاني: القوة العسكرية الدفاعية : تجد أكثر دول العالم نفسّها مكرهة على الخضوع أما ايران فقد وعت هذه الحقيقة و اتجهت لبناء القوة الدفاعية الكفؤة وتوفير السلاح الكافي و الملائم لكل ذلك عن طريقي التصنيع العسكري المحلي الذاتي ، و الاستيراد من مصادر التسليح.
الثالث: القوة الاقتصادية: إن الاقتصاد والمال هو عصب الحياة وقد وعت إيران ذلك فجعلت إيران تعتمد على نفسها بشكل أساسي وهنا نجد إيران رغم الحصار نجحت بامتلاك السيطرة على الثروات الوطنية واستعمالها لصالح الشعب الإيراني.
الرابع: القوة العلمية: إن إيران قد فهمت الإسلام كما هو دين للحياة والتطور والتقدم فما رأت تناقضاً بين الدين والعلم فقدمت نموذجا فذا في مجال التقدم العلمي وخاضت بنجاح ميدان الذرة والفضاء والنانو ومختلف العلوم الحديثة.
الخامس: القوة الاجتماعية: إن مجتمع كل دولة قد يشكل نقطة ضعف الدول، كما إذا كان التماسك الاجتماعي واهنا او إذا كان الحس الوطني في المجتمع مترهلا. لكن اثبت الشعب إلإيراني خلال 40 عاما من عمر الثورة الإيرانية استعصاءه على التدخل الأجنبي وهذه المناعة هي التي اسقطت كل امال الغرب في النيل من الثورة الإسلامية.
السادس: القوة التحالفية الاستراتيجية: تمكنت ايران من نسج تحالفات هامة رفدت قوتها الذاتية و زودتها بشبكة امان إقليمية ودولية ما يسمى بمحور المقاومة.