أخلاق النبي صلى الله عليه وآله

11:06 - 2022/02/26

كل من وقف أمام الشخصية الفذة التي خلقها الله تعالى  كأفخر وأروع شخصية في الحياة ثم تأمل في سيرة هذه الشخصية، انبهر بها أيّما انبهار .

أخلاق النبي صلى الله عليه وآله

إن شخصية النبي محمد (صلى الله عليه وآله) هي اللوحة الجميلة الجليلة التي رسم فيها كل سمو ، وكل جمال تأخذ بمجامع قلوب الناظرين إليها ، سواء كان الناظر مسلماً أو غير مسلم .. وسواء كان ممن يدرك معنى الجمال والكمال ، أولا يفهم ذلك ، فإن هذه اللوحة الباهرة تبلغ من الظهور والوضوح مبلغاً لايدع فرداً نظر إليها إلاّ وجذبته نحوها جذباً .

لقد احتج الإمام أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (عليه السلام) بعجز الإنسان عن التعبير الكامل عن أخلاق النبيّ (صلى الله عليه وآله) ، احتج لذلك احتجاجاً لطيفاً بأن الله تعالى يقول في كتابه : { وَإِن تَعُدُّوا نِعْمَتَ الله لاَ تُحْصُوهَآ }[1] في حين يقول في آية أخرى : { فَمَا مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا فِي الأَخِرَةِ إِلاَّ قَلِيلٌ }[2] فالحياة الدنيا مع أنها قليلة عند الله ، فإنها لايمكن الإحاطة بها . واحصاء ما فيها .. فكيف بأخلاق النبي صلى الله عليه وآله الذي يقول فيه الله تعالى : { وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ }[3] حيث عبّر عنه بالعظيم .. فإذا لم يكن إحصاء القليل ممكناً فكيف يمكن إحصاء العظيم .

كان النبي - أشجع ، وأحلم ، وأعدل ، وأعف ، وأسخى الناس جميعاً ، وكان لايبيت عنده دينار ولا درهم .[4]

وكان أزهد الناس ، وأبسطهم في العيش ، حيث كان يخصف النعل ويرقع الثوب ، ويخدم في البيت مع سائر أهل بيته .[5]

وكان أشد الناس حياءً ، فلا يثبت بصره في وجه أحد أبداً .

وكان أسمح الناس وأسهلهم . وكان يجيب دعوة الحر والعبد ، ويقبل الهدية ولو أنها جرعة لبن ، ويكافئ عليها أحسن مكافأة . وكان لايستكبر عن اجابة أَمَةٍ أو مسكين .

وكان يغضب لله ولا يبغض لنفسه ؛ ويُجري حكم الله وإن تضرَّر هو أو أحد من أصحابه به . فقد أشار عليه أصحابه ذات مرة بأن ينتصر على أعدائه المشركين بسائر المشركين ، فأبى قائلا : انّا لا نستنصر بمشرك مع أنه كان أحوج ما يكون إلى ذلك .

وكان يربط الحجر على بطنه من الجوع . فإذا حضر الأكل . أكل ما وجد ولم يردّ شيئاً .. وكان متواضعاً في أكله ، فلا يأكل متوكئا ، ولا على خو ان . ويؤاكل المساكين ويجالس الفقراء ، ويكرم أهل الفضل ، ولا يجفو أحداً .

أما في شؤونه الإجتماعية ، فكان يعود المريض كائناً من كان وكيف كان ، ويشيّع الجنائز ، ويمشي وحده ولا يتخذ حاشية أبداً . ويركب ما حضر إن فرساً ، أو بغلة ، أو حماراً ، إن حافياً أو ناعلاً ، مع الرداء حيناً ، وحيناً بلا رداء وبلا عمامة ولا قلنسوة . ولكنه كان يسير بمظهر القوة لا الضعف .

وكان يحب الطِّيب حبّاً جمّاً .. وكان له عبيد وإماء ، ولكن لم يكن يترفع عليهم أبداً . وكان لا يمضي عليه وقت ليس في طاعة الله .

وكان يبدأ مَن لقيه بالسلام ، ومن قام معه في حاجة سايَرَه حتى يكون هو المنصرف . وكان إذا لقي أحداً من أصحابه بدأه بالمصافحة ، ثم أخذ يده وشابكه ثم قبض عليها .

المصادر:

[1] - اِبراهيم، الآية 34

[2] - التوبة، الآية 38

[3] - القَلَم، الآية 4

[4] - أخلاق النبي لأبي الشيخ الأصبهاني (1/ 71)

[5] - الإشارة إلى سيرة المصطفى وتاريخ من بعده من الخلفا (ص419)

Plain text

  • وسوم إتش.تي.إم.إل المسموح بها: <a> <em> <strong> <span> <blockquote> <ul> <ol> <li> <dl> <dt> <dd> <br> <hr> <h1> <h2> <h3> <h4> <h5> <h6> <i> <b> <img> <del> <center> <p> <color> <dd> <style> <font> <u> <quote> <strike> <caption>
  • تتحول مسارات مواقع وب و عناوين البريد الإلكتروني إلى روابط آليا.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
5 + 2 =
Solve this simple math problem and enter the result. E.g. for 1+3, enter 4.