السلفية الوهابية على خطى الحجاج

09:12 - 2022/03/02

إن سيرة السلفية الوهابية ومن قبلهم ابن تيمية لم تنشأ من فراغ، بل سبقهم بنو أمية في سوء نظرتهم وتصرفاتهم ومعاملاتهم تجاه الاسلام والمسلمين.

السلفية الوهابية على خطى الحجاج

إن الذي يلفت نظرنا هنا، أننا نجد الوهابيين ينفذون السياسات الاموية هذه تجاه الاسلام ومقدسات المسلمين، بأمانة ودقة حتى إن زعيمهم محمد بن عبد الوهاب يقول عن النبي (صلى الله عليه وآله): " إنه طارش ".

وبعض أتباعه يقول بحضرته، أو يبلغه فيرضى: عصاي هذه خير من محمد، لانه ينتفع بها في قتل الحية والعقرب، ونحوها، ومحمد قد مات، ولم يبق فيه نفع، وإنما هو طارش [1].

واذا رجعنا الى التاريخ لندرس نظرة الامويين إلى الحرم والكعبة وسائر المقدسات كزمزم، ومقام إبراهيم وغيرها، نجدها أوضح من الشمس وأبين من الامس. ويتضح ذلك من النصوص التالية:

1 - كان خالد القسري قد أخذ بعض التابعين، فحبسه في دور آل الحضرمي بمكة، فأعظم الناس ذلك وأنكروه، فخطب، فقال: قد بلغني ما أنكرتم من أخذي عدو أمير المؤمنين ومن حاربه. والله، لو أمرني أمير المؤمنين أن أنقض هذه الكعبة حجرا حجرا لنقضتها. والله، لاميرالمؤمنين أكرم على الله من أنبيائه " عليهم السلام "[2].

2 - قال المدائني: كان خالد يقول: لو أمرني أمير المؤمنين لنقضت الكعبة حجرا حجرا، ونقلتها إلى الشام [3].

3 - وأعظم من ذلك وأشد خطرا، وأعظم جرأة على الله عز وجل: أن الحجاج لم يكتف في حربه لابن الزبير برمي الكعبة بأحجار المنجنيق، حتى رماها - والعياذ بالله - بالعذرة أيضا لعنه الله وأخزاه [4].

نظرتهم الى مقام إبراهيم (عليه السلام):

قد روى عبد الرزاق عن الثوري، عن مغيرة، عن أبيه، قال: رأيت الحجاج أراد أن يضع رجله على المقام - مقام إبراهيم - فيزجره عن ذلك محمد ابن الحنفية، وينهاه عن ذلك.

أضاف الزمخشري: أن ابن الحنفية قال: " والله، لقد كنت عزمتُ إن أرادني، أن أجتذب عنقه فأقطعها "[5].

يسمّون زمزم أم الخنافس:

قال الاصمعي: قال أبو عاصم النبيل: ساق خالد (أي القسري) ماء إلى الكعبة، فنصب طستا إلى جانب زمزم، ثم خطب فقال: قد جئتكم بماء العادية، وهو لا يشبه أم الخنافس، يعني زمزم [6].

وقال خالد القسري لعامله ابن أمي: أيما أعظم، ركيتنا؟ أم زمزم؟ فقال له: أيها الامير، من يجعل الماء العذب النقاح مثل الملح الاجاج؟! وكان يسمي زمزم: أم الجعلان[7].

بين الخليفة الاموي وإبراهيم الخليل:

قال أبو عبيدة: خطب خالد (أي القسري) يوما فقال: إن إبراهيم خليل الله استسقى ماء فسقاه الله ملحاً أجاجا. وإن أمير المؤمنين استسقى الله ماء فسقاه عذبا نقاخا[8].

المصادر:

[1] - كشف الارتياب ، ص 139 ، عن خلاصة الكلام ، ص 230 ، والطارش هو: الرسول في الحاجة.

[2] - الاغاني، ج 19 ،ص 20 وراجع: تهذيب تاريخ دمشق، ج 5 ، ص 82.

[3] - الاغاني، ج 19 ، ص 59.

[4] - عقلاء المجانين، ص 178 ، والفتوح لابن أعثم،  ج 2 ، ص 486.

[5] - المصنف للصنعاني، ج 5 ، ص 49 ، وربيع الابرار، ج 1 ،ص 843 ، وطبقات ابن سعد، ج 5 ،ص 84.

[6] - تهذيب تاريخ دمشق ، ج 5 ، ص 82.

[7] - الاغاني، ج 19 ، ص 59.

[8] - الاغاني، ج 19، ص 60. و النقاخ: الماء العذب الصافي البارد.

Plain text

  • وسوم إتش.تي.إم.إل المسموح بها: <a> <em> <strong> <span> <blockquote> <ul> <ol> <li> <dl> <dt> <dd> <br> <hr> <h1> <h2> <h3> <h4> <h5> <h6> <i> <b> <img> <del> <center> <p> <color> <dd> <style> <font> <u> <quote> <strike> <caption>
  • تتحول مسارات مواقع وب و عناوين البريد الإلكتروني إلى روابط آليا.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
12 + 1 =
Solve this simple math problem and enter the result. E.g. for 1+3, enter 4.