المسموح لهم بالفتوى بعد فترة الخلافة

21:50 - 2022/03/23

-إن الذين تصدوا للفتوى بعد خلافة الامام علي عليه السلام، ما كانوا من الشخصيات الطليعية في المجتمع الإسلامي ، بل إن بعضهم لا يعد حتى من أهل الدرجة الثانية أو الثالثة.

المسموح لهم بالفتوى بعد فترة الخلافة

إن بعض من تصدى للفتوى أو كلهم لم يكن يسمح لهم بالفتوى في عهد الخلفاء الثلاثة أبي بكر ، وعمر ، وعثمان . يقول زياد بن ميناء :«...كان ابن عباس ، وابن عمر ، وأبو سعيد الخدري ، وأبو هريرة ، وعبد الله بن عمرو بن العاص ، وجابر بن عبد الله ، ورافع بن خديج ، وسلمة بن الأكوع ، وأبو واقد الليثي ، وعبد الله بن بحينة ، مع أشباه لهم من أصحاب رسول الله « صلى الله عليه وآله » يفتون بالمدينة ، ويحدثون عن رسول الله « صلى الله عليه وآله » ، من لدن توفي عثمان إلى أن توفوا . والذين صارت إليهم الفتوى منهم : ابن عباس ، وابن عمر ، وأبو هريرة ، وجابر بن عبد الله »[1].

وقد حُظرتْ الرواية على عبد الله بن عمر بن الخطاب ، وعبد الله بن عمرو بن العاص.

فأما بالنسبة إلى ابن عمر فقد رووا : أن معاوية قال له : « لئن بلغني أنك تحدث لأضربن عنقك ».[2]

وأما بالنسبة لعبد الله بن عمرو بن العاص ؛ فإنما كان يسمح له بالرواية والفتوى قبل حرب صفين - على ما يظهر - ثم منعه معاوية من الرواية بعدها . وقد استمر هذا المنع إلى عهد يزيد بن معاوية أيضاً.[3]

وأسباب منعهما من الرواية ، هي أن عبد الله بن عمر بن الخطاب ، كان يروي أحاديث رسول الله في معاوية ، كقوله: لا أشبع الله بطنه . وقوله : اللهم العن القائد ، والسائق ، والراكب . وقوله: يطلع عليكم من هذا الفج رجل يموت حين يموت ، وهو على غير سنتي . فطلع معاوية . وأن تابوت معاوية في النار فوق تابوت فرعون . وقوله : يموت معاوية على غير الإسلام.[4]

وأما عبد الله بن عمرو بن العاص ، فإنه قد أحرج معاوية في صفين بحديث قتل الفئة الباغية لعمار . وبحديث : أنه سيكون ملك من قحطان . فقال معاوية لأبيه ، عمرو : ألا تغني عنا مجنونك ؟.[5]

ايضاً، معاوية كان يتعامل بالربا ، فحاول أن يمنع عبادة بن الصامت من رواية حديث عن النبي « صلى الله عليه وآله » حول تحريم الربا ، فلم يفلح.[6] كما أنهم قد منعوا أبا ذر من الفتيا - منعه عثمان - فلم يمتنع،[7] فواجهوه بأنواع كثيرة من الأذى ، حتى مات غريباً مظلوماً في الربذة ، منفاه.[8]

وخلاصة الأمر : إن الحكام إنما كانوا يسمحون بالفتوى لأشخاص بأعيانهم ، ويمنعون من عداهم من ذلك ، إلا إذا اطمأنوا إلى أنه من مستوى يؤهله لأن ينسجم في ما يفتي به ويرويه ، مع مقاصد الحكم وأهدافه . كما كان الحال بالنسبة لأبي هريرة . وحتى لو سمحوا للبعض بممارسة دوره الفتوائي ، فإن ذلك يبقى مرهوناً بهذا الانسجام ، فإذا ما أخل به أحياناً ، ولو عن غير قصد ، فإنه يمنع من الحديث ، ولو بلغ إلى درجة الإضرار فإنه يهدد بالقتل ، والضرب ، بل وينفى إلى أبغض البلاد إليه . كما كان الحال بالنسبة الى أبي ذر.

المصادر:

[1] - حياة الصحابة ج 3 ص 288 عن الطبقات الكبرى ج 4 ص 187

[2] - صفين للمنقري ص 220

[3] - مسند أحمد بن حنبل ج 2 ص 167

[4] - قاموس الرجال ، ترجمة معاوية

[5] - أنساب الأشراف ( بتحقيق المحمودي ) ج 2 ص 312 - 313

[6] - تهذيب تاريخ دمشق ج 7 ص 215

[7] - حلية الأولياء ج 1 ص 160 وصحيح البخاري ج 1 ص 15 - ط سنة 1309

[8] - دراسات وبحوث في التاريخ والإسلام ج 1 ص 111 - 141

Plain text

  • وسوم إتش.تي.إم.إل المسموح بها: <a> <em> <strong> <span> <blockquote> <ul> <ol> <li> <dl> <dt> <dd> <br> <hr> <h1> <h2> <h3> <h4> <h5> <h6> <i> <b> <img> <del> <center> <p> <color> <dd> <style> <font> <u> <quote> <strike> <caption>
  • تتحول مسارات مواقع وب و عناوين البريد الإلكتروني إلى روابط آليا.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
8 + 4 =
Solve this simple math problem and enter the result. E.g. for 1+3, enter 4.