مصحف أميرالمؤمنين علي بن أبي طالب

22:34 - 2022/03/31

هناك نصوص تدلنا على شئ يسمى مصحف الإمام علي عليه السلام وهو ليس قرآناً آخر غير هذا القرآن بل كان لبعض الصحابة مصاحف كاملة وكان للإمام علي عليه السلام أيضاً مصحف كباقي المصاحف التي جمعت بعد وفاة رسول الله صلى لله عليه واله.

تفسير علي بن أبي طالب للقران

تتفق نصوص الإمام علي عليه السلام في نهج البلاغة على أن هذا القرآن الموجود بين المسلمين هو الكتاب الذي نزل على خاتم النبيين محمد صلى الله عليه و اله وهو الذي تداوله المسلمون جيلاً بعد جيل.

قال عليه السلام:  وَاعْلَمُوا أنَّ هَذا الْقُرْآنَ هُوَ النَّاصِحُ الَّذِی لا یَغُشُّ وَالْهادِی الَّذِی لا یُضِلُّ، وَالْمُحَدِّثُ الَّذِی لا یَکْذِبُ، وَما جالَسَ هَذا الْقُرْآنَ أحَدٌ إِلا قامَ عَنْهُ بِزِیادَةٍ أو نُقْصانٍ: زِیادَةٍ فِی هُدىً، وَ نُقْصَانٍ مِنْ عَمىً.وَاعْلَمُوا أنَّهُ لَیْسَ عَلى أحَدٍ بَعْدَ الْقُرْآنِ مِنْ فاقَةٍ، وَ لا لِأحَدٍ قَبْلَ الْقُرْآنِ مِنْ غِنىً، فاسْتَشْفُوهُ مِنْ أدْوائِکُمْ، وَاسْتَعِینُوا بِهِ عَلَى لَأوَائِکُمْ، فَإِنَّ فِیهِ شِفاءً مِنْ أکْبَرِ الدَّاءِ،وَ هُوَ الْکُفْرُ وَالنِّفاقُ وَالْغَیُّ وَالضَّلالُ، فَاسْألُوا اللَّهَ بِهِ، وَ تَوَجَّهُوا إِلَیْهِ بِحُبِّهِ.[1]

هذا أحد مواقف علي بن أبي طالب عليه السلام من كتاب الله تعالى.

لكن هناك نصوص تدلنا على شئ يسمى مصحف الإمام علي عليه السلام. فما هي حقيقة هذا المصحف؟!

نقول: إن القرآن الكريم قد جمع على عهد رسول الله صلى لله عليه واله حسب ما ذهب اليه بعض علماء الشيعة وتدل عليه أخبار: من قرء القرآن حتى یستظهره و یحفظه ادخله الله الجنه و شفعه فى عشره من اهل بیته کلهم وجبت لهم النار.[2] ولا يمكن حفظه للناس لو لم يكن مجموعا أنذاك.

وروي أن الصحابة كانوا يختمون القرآن من أوله إلى أخره.[3]وقد كان لبعض الصحابة مصاحف كاملة وكان للإمام علي عليه السلام مصحف كباقي المصاحف التي جمعت بعد وفاة رسول الله صلى لله عليه واله كمصحف زيد و مصحف ابن مسعود وغيرهم. روي أن علياً رأى من الناس طيرة عند وفاة رسول الله صلى لله عليه واله فأقسم أن لايضع رداءه حتى يجمع القرآن.[4]

وامتاز مصحف أميرالمؤمنين عليه السلام بأنه مرتب على ما نزل على رسول الله صلى لله عليه واله ومشتمل على شرح وتفسير الايات مع بيان أسباب النزول ومواقعه. ومشتمل على جملة من علوم القرآن الكريم كالمحكم والمتشابه والمنسوخ والناسخ.

قال عليه السلام ما نزلت آية على رسول الله صلى لله عليه واله إلا اقرأنيها وأملاها عليّ، فأكتبها بخطي. وعلّمني تأويلها وتفسيرها وناسخها ومنسوخها ومحكمها ومتشابهها. ودعا الله لي أن يعلمني فهمها وحفظها، فما نسيت آية من كتاب الله، ولا علماً أملاه عليّ فكتبته منذ دعا لي ما دعا.[5]

ثم قد عرض الإمام عليه السلام مصحفه لكن قيل له: يا علي أردده فلا حاجة لنا فيه.[6] فقال عليه السلام: : أما واللّه ما ترونه بعد یومکم هذا أبدا، إنّما کان علي أن اُخبرکم حین جمعته لتقرؤوه.[7]

فنستنتج أن مصحف علي عليه السلام ليس قرآناً آخر غير هذا القرآن لكن افترى على الشيعة بعض من في قلبه مرض وتابعه من له حظ في الجهل بأن للشيعة قرآناً آخر يسمى مصحف علي عليه السلام.

 

المصادر

[1] . نهج اليلاغة، الخطبة 176.

[2] . مسند أحمد، ج۵، ۳۲۴.

[3] . سنن الدارمي،ج 2، ص 559 و 561.

[4] . المناقب، ج۲، ص ۴۰.

[5] . تفسير البرهان، ج1، ص 16.

[6] . بحار الأنوار، ج92، ص51.

[7] . تفسير الصافي ، ج۱، س۳۶.

Plain text

  • وسوم إتش.تي.إم.إل المسموح بها: <a> <em> <strong> <span> <blockquote> <ul> <ol> <li> <dl> <dt> <dd> <br> <hr> <h1> <h2> <h3> <h4> <h5> <h6> <i> <b> <img> <del> <center> <p> <color> <dd> <style> <font> <u> <quote> <strike> <caption>
  • تتحول مسارات مواقع وب و عناوين البريد الإلكتروني إلى روابط آليا.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
6 + 10 =
Solve this simple math problem and enter the result. E.g. for 1+3, enter 4.