ابن تيمية وحديث الانذار- القسم الاول

07:34 - 2022/04/04

-موقف ابن تيمية دائما سلبي تجاه أمير المؤمنين علي بن ابي طالب عليه السلام، يبذل كل جهده لتضعيف اي رواية لها صلة بفضائله، مثل قوله صلى الله عليه وآله في رواية الطبري: إن هذا أخي ، ووصي ، وخليفتي فيكم ؛ فاسمعوا له وأطيعوا.

ابن تيمية وحديث الانذار- القسم الاول

قد جرى ابن تيمية على عادته في إنكار فضائل أمير المؤمنين « عليه السلام » ، فزعم أن في سند رواية الطبري أبا مريم الكوفي ، وهو مجمع على تركه . وقال أحمد : ليس بثقة . واتهمه ابن المديني بوضع الحديث.[1]

لكن هذا الكلام مردود :

ألف : بالنسبة لأبي مريم نقول :

أولاً : إن من يراجع كتب الجرح والتعديل عند أهل السنة يرى أن أحداً من رجال الأسانيد الذي يروي عنهم البخاري ومسلم ، وغيرهما من أصحاب الصحاح والمسانيد - لم يسلم من الجرح والقدح ، باستثناء الشاذ النادر الذي قد لا يصل إلى واحد بالمئة . . فلو أخذنا بقاعدة ابن تيمية ، وهي ترك رواية كل من ورد فيه قدح لم تسلم لنا رواية واحدة من ذلك ، سوى المتواترات . وهي قليلة جداً ، لا تؤسس لفقه ، ولا لدين . . فكيف إذا كنا نرى ابن تيمية يطعن حتى في المتواترات نفسها . .

ثانياً : بالنسبة لأبي مريم نقول : قال ابن عدي : سمعت ابن عقدة يثني على أبي مريم ويطريه ، وتجاوز الحد في مدحه.[2] وقال عنه الذهبي : كان ذا اعتناء بالعلم وبالرجال.[3]

ثالثاً : قد صرحوا بسبب تضعيفهم لأبي مريم ، وهو كونه شيعياً . وهي تهمة لا تضر ، فقد روى أصحاب الصحاح ولا سيما البخاري ومسلم عن عشرات الشيعة ، وقد أورد في المراجعات قائمة طويلة بأسماء عدد منهم.[4]

رابعاً : قد صحح حديث إنذار العشيرة المتقي الهندي[5] ، والإسكافي المعتزلي[6] ، والخفاجي في شرح الشفاء.[7] ورواه أحمد بسندٍ جميع رجاله من رجال الصحاح بلا كلام ، وهم : شريك ، والأعمش ، والمنهال ، وعباد ، وعلي « عليه السلام ».[8]

خامساً : لو سلمنا أن ثمة جرحاً في بعض رجال سند بعينه فنقول : إن طرق هذا الحديث مستفيضة ، يقوي بعضها بعضاً . .

ب : بالنسبة للطعن في رواية ابن أبي حاتم باشتمال سندها على عبد الله بن عبد القدوس[9]، الذي ضعفه الدار قطني.[10] وقال النسائي : ليس بثقة .[11] وقال ابن معين : ليس بشيء ، رافضي خبيث.[12]

قال الشيخ المظفر« رحمه الله : « تضعيفهم معارض بما في تقريب ابن حجر : بأنه صدوق . وفي تهذيب التهذيب : قال محمد بن عيسى ، ثقة . وذكره ابن حبان في الثقات . وقال البخاري : هو في الأصل صدوق ، إلا أنه يروي عن أقوام ضعاف ، مع أنه أيضاً من رجال سنن الترمذي . . ومدح هؤلاء مقدم ، لعدم العبرة في قدح أحد المتخالفين في الدين في الآخر ، ويقبل مدحه فيه . وهم قذفوه بذلك ، لأنهم رموه بالتشيع ، ولا نعرفه من رجالهم . ولكن قد ذكر ابن عدي : أن عامة ما يرويه في فضائل أهل البيت،[13] ولعل هذا هو سر تهمتهم له ».[14]

المصادر:

[1] - منهاج السنة النبوية  ج7 ص302

[2] - لسان الميزان ج 4 ص 42 و 43

[3] - ميزان الإعتدال ج 2 ص 631 و 640 ولسان الميزان ج 4 ص 42 .

[4] - المراجعات ( ط سنة 1426 ه - ) من ص 137 حتى ص 233 .

[5] - كنز العمال ( ط الهند ) ج 15 ص 113 .

[6] - شرح نهج البلاغة للمعتزلي ج 13 ص 244

[7] - الغدير ج 2 ص 280.

[8] - مسند أحمد ج 1 ص 111

[9] - منهاج السنة النبوية ج7 ص303

[10] - ميزان الإعتدال ج 2 ص 457

[11] - الضعفاء والمتروكين ص 199

[12] - الكامل ج 4 ص 197

[13] - ميزان الإعتدال ج 2 ص 457

[14] - دلائل الصدق ج 2 ص 23

Plain text

  • وسوم إتش.تي.إم.إل المسموح بها: <a> <em> <strong> <span> <blockquote> <ul> <ol> <li> <dl> <dt> <dd> <br> <hr> <h1> <h2> <h3> <h4> <h5> <h6> <i> <b> <img> <del> <center> <p> <color> <dd> <style> <font> <u> <quote> <strike> <caption>
  • تتحول مسارات مواقع وب و عناوين البريد الإلكتروني إلى روابط آليا.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
8 + 1 =
Solve this simple math problem and enter the result. E.g. for 1+3, enter 4.