الرجعة حق

21:00 - 2022/04/04

الرجعة تعني أن الله عزوجل سوف يعيد قوماً من الأموات إلى دار الدنيا على صورهم التي كانوا عليها وهي بمعنى ارجاع الموتى في هذه الدنيا بذاتها ممكنة وبمعناها الخاص عند الشيعة أيضا ممكنة يدل عليها أدلة من القرآن والأخبار.

الرجعة عند الشيعة الاثني عشرية

الرجعة تعني أن الله عزوجل سوف يعيد قوماً من الأموات إلى دار الدنيا على صورهم التي كانوا عليها وهم من تمحض على الإيمان ومن تمحض على الكفر وهو نفس المعنى المحقّق اللغوي للكلمة وذلك سيحصل لدى قيام الإمام المهدي عجل الله تعالى فرجه وبعد ذلك يصيرون إلى الموت وتقوم الساعة.

والرجعة بمعنى ارجاع الموتى في هذه الدنيا بذاتها ممكنة وقد صرح بذلك القرآن الكريم. كما في قوله الله تعالى: ألم تَرَ إلى الَّذِينَ خَرَجُوا مِن دِيارِهِم وَهُم أُلُوفٌ حَذَرَ المَوتِ فَقَالَ لَهُم اللهُ مُوتُوا ثُمَّ أحيَاهُم إنَّ اللهَ لذُو فَضلٍ على النَّاسِ وَلَكِنَّ أكثَرَ النَّاسِ لايَشكُرُونَ.[1]

وجميع الروايات الواردة في تفسير هذه الآية المباركة تدل على أنَّ هؤلاء ماتوا مدة طويلة، ثم أحياهم الله تعالى فرجعوا إلى الدنيا وعاشوا مدة طويلة فهذه رجعة إلى الحياة الدنيا بعد الموت .

وقوله تعالى: أَوْ كَالَّذِي مَرَّ عَلَىٰ قَرْيَةٍ وَهِيَ خَاوِيَةٌ عَلَىٰ عُرُوشِهَا قَالَ أَنَّىٰ يُحْيِي هَٰذِهِ اللَّهُ بَعْدَ مَوْتِهَا فَأَمَاتَهُ اللَّهُ مِائَةَ عَامٍ ثُمَّ بَعَثَهُ قَالَ كَمْ لَبِثْتَ قَالَ لَبِثْتُ يَوْمًا أَوْ بَعْضَ يَوْمٍ ۖ قَالَ بَلْ لَبِثْتَ مِائَةَ عَامٍ.[2]

قال الآلوسي من علماء السنة في كتابه روح المعاني: وكون الإحياء بعد الإماتة والإرجاع إلى الدنيا من الأمور المقدورة له عزَّ وجلَّ مما لا ينتطح فيه كبشان ، إلا أن الكلام في وقوعه.[3]

فأصل الرجعة ليس بمستحيل وإنما الكلام في تحققها في المستقبل وفي آخر الزمان.

ومن أدلة الرجعة عند الشيعة قوله تعالى: وَيَوْمَ نَحْشُرُ مِن كُلِّ أُمَّةٍ فَوْجًا مِّمَّن يُكَذِّبُ بِآيَاتِنَا[4]، فالكلام في هذه الآية عن حشر خاصّ يشمل فوجاً ممن يكذب بآيات الله، بينما في يوم القيامة يكون الحشر عامًا، بدليل قوله تعالى: وَحَشَرْنَاهُمْ فَلَمْ نُغَادِرْ مِنْهُمْ أَحَدً.[5] وهذا الحشر الخاص لايكون إلا بالرجعة وأما غيرها فلا دليل عليه.

وورد عن أبي بصير: قال لي أبو جعفر أي الإمام الباقر عليه السلام ينكر أهل العراق الرجعة؟ قلت: نعم، قال: أما يقرؤون القرآن: وَيَوْمَ نَحْشُرُ مِن كُلِّ أُمَّةٍ فَوْجًا مِّمَّن يُكَذِّبُ بِآيَاتِنَا.[6]

والأخبار في هذا المعنى كثيرة جداً فقد ذكر العلامة المجلسيّ في البحار أنّ أحاديث الرجعة تقارب مئتي حديث صحيح، رواها نيّف وأربعون من الثقاة العظام، والعلماء الأعلام.[7]

والشيخ الحرّ العامليّ قدس سره أورد في الباب الثاني من كتابه (الإيقاظ من الهجعة بالبرهان على الرجعة) اثني عشر دليلاً على صحّة الاعتقاد بالرجعة.

 

المصادر

[1] . البقرة : ۲۴۳ .

[2] . البقرة: 259.

[3] . روح المعاني، ج 10، ص237 .

[4] . سورة النمل: 83.

[5] . سورة الكهف: 47.

[6] . بحار الأنوار، ج53، ص 40.

[7] . بحار الأنوار، ج53، ص 122.

Plain text

  • وسوم إتش.تي.إم.إل المسموح بها: <a> <em> <strong> <span> <blockquote> <ul> <ol> <li> <dl> <dt> <dd> <br> <hr> <h1> <h2> <h3> <h4> <h5> <h6> <i> <b> <img> <del> <center> <p> <color> <dd> <style> <font> <u> <quote> <strike> <caption>
  • تتحول مسارات مواقع وب و عناوين البريد الإلكتروني إلى روابط آليا.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
3 + 0 =
Solve this simple math problem and enter the result. E.g. for 1+3, enter 4.