لا بد من إمام بر او فاجر

09:04 - 2022/04/16

-إن في الإسلام نظما وسياسات ، وجهادا وتضحيات ، وفيه مواجهات لأصحاب الأهواء ، ونظام عقوبات . وفيه التحدي للطواغيت ، والتصدي للمجرمين وللفاسدين والمفسدين .

لا بد من إمام بر او فاجر

إن الإسلام لا يهدف إلى مجرد تحقيق العدل والمساواة ، بل هو يريد أن يتجاوز ذلك إلى تجسيد المعاني الإنسانية ، واظهار كنوز القيم والمثل العليا ، والإرتفاع بهذا الإنسان إلى المستوى الذي يكون جديراً بحمل الأمانة الإلهية ، ونيل منازل الكرامة والزلفى عنده ، من خلال جهده وجهاده ، وبذله وتضحياته ، وايثاره على النفس وبذل الأموال ، والتضحية بالأنفس من أجل المبادئ والقيم ، وفي سبيل الله والمستضعفين . .

من أجل ذلك نقول : إن مهمة الإسلام عسيرة وشاقة ، حيث لا بد أن يهيئ الإنسان الفرد لمواجهة نفسه الأمارة ، ويسيطر على غرائزه وشهواته ، ويتحكم باندفاعاته وطموحاته ، ويوجهها في سبل الخير والهدى ، وذلك في سياق بناء شخصيته الإنسانية المثلي والفضلي . .

وليصبح هذا الإنسان الصالح الأداة الفاعلة والمؤثرة في مجال تغيير البنى الاجتماعية على اختلافها إلى الأمثل والأفضل ، سواء أكانت سياسية ، أو اقتصادية ، أو تربوية أو غيرها ، ويقتلع منها كل جذور الشر ، ويستأصل كل عوامل الانحراف ، وآثاره ، ويستعيض عنها بمعاني الخير والصلاح والفلاح . .

وقد جهز الله الإنسان بعوامل داخلية ، وهيأ له أخرى خارجية من شأنها لو استفاد منها أن تمكنه من تحقيق هذه الغايات ، وينال تلك المقامات . .

ولكن من الواضح : أن الحاجة إلى مكابدة هذا الجهد ، ومعاناة هذا الجهاد تبقى قائمة ما دام هناك نفس أمارة ، وما دام هناك شيطان يغوي ، وهوى يردي . .

ولأجل ذلك : سمّى نبي الإسلام هذا بالجهاد الأكبر حين قال للمسلمين العائدين من حرب بدر : رجعتم من الجهاد الأصغر ، وبقي عليكم الجهاد الأكبر . . فلما سئل عن معنى ذلك أخبرهم : أن جهاد الإنسان مع نفسه وشهواته هو الجهاد الأكبر[1].

وإذا كان هذا الصراع مستمراً ما دام هناك انسان على مدى الأزمان ، وكان خطر الشذوذ والانحراف قائماً أيضاً . . فإن الحاجة إلى الهداية والهيمنة ، واستمرار عملية التزكية والتربية ، والتذكير بآيات الله وأيامه ، وتعليم احكام الشريعة ، وبيان حقائقها ، وإشاعة مفاهيمها ، والعمل على الزام الناس بها ، والرقابة المستمرة ، وأخذ الناس بذنوبهم ومخالفاتهم ، إن الحاجة إلى ذلك تبقى قائمة أيضاً . .

ومن هنا تبرز الحاجة إلى الوصي ، والإمام ، والحافظ للأمانة ، والناصر والولي ، والخليفة للرسول النبي « صلى الله عليه وآله » . فكان أن اختار الله تعالى علياً ولياً ، وإماماً ، ووصياً ، ونصبه رسول الله « صلى الله عليه وآله » علماً ، ورائداً وهادياً ، وإماماً وخليفة وقائداً . .

ولعل أول تنصيب علني عام له « عليه السلام » كان في مناسبة إنذار النبي « صلى الله عليه وآله » عشيرته الأقربين .

المصدر:

[1] - بحار الأنوار ج 64 ص 360 وتفسير السلمي ج 2 ص 28 وتفسير الثعالبي ج 4 ص 304 والفتوحات المكية لابن عربي ج 1 ص 564 .

Plain text

  • وسوم إتش.تي.إم.إل المسموح بها: <a> <em> <strong> <span> <blockquote> <ul> <ol> <li> <dl> <dt> <dd> <br> <hr> <h1> <h2> <h3> <h4> <h5> <h6> <i> <b> <img> <del> <center> <p> <color> <dd> <style> <font> <u> <quote> <strike> <caption>
  • تتحول مسارات مواقع وب و عناوين البريد الإلكتروني إلى روابط آليا.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
5 + 9 =
Solve this simple math problem and enter the result. E.g. for 1+3, enter 4.