دعوى نفي التلازم بين خلافة النبي ومؤازرته

06:55 - 2022/04/17

-من شبهات ابن تيمية أن استجابة علي لمؤازرة النبي يوم الدار، لا توجب الخلافة له لحضور حمزة وجعفر وغيرهما.

دعوى نفي التلازم بين خلافة النبي ومؤازرته

ذكر ابن تيمية : أن حمزة وجعفر ، وعبيدة بن الحارث قد أجابوا إلى ما أجاب إليه علي « عليه السلام » . بل لقد أسلم حمزة قبل أن يصير المؤمنون أربعين رجلاً [1]. فحصلت المؤازرة منهم ، فلماذا لم يستحقوا مقام الخلافة بعدها . .

والجواب :

ألف : بالنسبة لحمزة « رضوان الله تعالى عليه »:

أولاً : لا دليل أن حمزة قد أسلم قبل حديث إنذار العشيرة الأقربين . . بل إن صريح حديث إسلامه : أنه أعلنه بعد اشتداد الأمر بين النبي « صلى الله عليه وآله » وبين قريش ، لأجل سب أبي جهل للنبي « صلى الله عليه وآله » ، وذلك إنما كان بعد إنذار العشيرة .

ثانياً : إن وجود حمزة في حديث إنذار العشيرة مسلماً ، لا يضر ، إذ هو كأبي طالب « عليه السلام » ، إذ من القريب جداً أن يكون قد اعتبر نفسه غير مقصود بخطاب النبي « صلى الله عليه وآله » ، فإنه يرى أن بقاءه حياً إلى ما بعد وفاة النبي « صلى الله عليه وآله » أبعد احتمالاً ، لأنه كما يظهر لنا كان أكبر من النبي « صلى الله عليه وآله » بحوالي عشرين سنة ، بدليل : أنه كان أكبر من عبد الله والد رسول الله « صلى الله عليه وآله » ، الذي كان أصغر أولاد عبد المطلب .

ب : بالنسبة لأبي طالب:

أولاً : إنه كان شيخاً هرماً ، لا يكاد يحتمل البقاء إلى ما بعد وفاة رسول الله « صلى الله عليه وآله » .

ثانياً : إن المطلوب هو : أن يبقى إسلام أبي طالب غير ظاهر إلى هذا الحد . .

ثالثاً : إن احتمال أن يتمكن من مؤازرة النبي « صلى الله عليه وآله » بمستوى مؤازرة غيره وفي جميع المجالات ، حتى في مجالات الجهاد والتضحية وفي سائر الشؤون غير ظاهر ، بل هو كان يرى نفسه عاجزاً عن ذلك بسبب ضعف قواه وتقدمه في السن ، ولعله يتقدم ولده علي « عليه السلام » في مزايا أخرى . .

ج : بالنسبة لعبيدة بن الحارث بن المطلب :

فأولاً : هو أسن من النبي « صلى الله عليه وآله » بعشر سنين[2].

ثانياً : ان أصل حضوره - مسلماً - في قضية إنذار العشيرة غير معلوم ، لأنهم يقولون : إنه أسلم قبل دخول النبي « صلى الله عليه وآله » دار الأرقم[3] . وإنما كان ذلك في آخر السنة الثالثة من البعثة .

د : بالنسبة لجعفر بن أبي طالب . .

إنه أسلم بعد أخيه علي « عليه السلام » ، وذلك حين أمره أبوه بأن يصل جناح ابن عمه في الصلاة ، إضافة إلى خديجة وعلي « عليهما السلام »[4]. ولم يعلم تاريخ حصول ذلك ، فلعله تأخر إلى ما بعد حديث إنذار العشيرة وقبيل إسلام أبي ذر ، الذي كان رابعاً أو خامساً في الإسلام . .

ولا شيء يثبت لنا : أن إسلام الناس قد تواصل بعد علي وخديجة « عليهما السلام » ، فلعله توقف لسنوات ، ثلاث أو أكثر ، ثم أسلم جعفر بأمر أبيه ، ثم أسلم أبو ذر . .

المصادر:

[1] - منهاج السنة ج 4 ص 82 و 83 .

[2] - أسد الغابة ج 3 ص 356 وسير أعلام النبلاء ج 1 ص 256

[3] - الأعلام للزركلي ج 4 ص 198 وإمتاع الأسماع ج 6 ص 169 .

[4] - أسنى المطالب ص 10 و 17

Plain text

  • وسوم إتش.تي.إم.إل المسموح بها: <a> <em> <strong> <span> <blockquote> <ul> <ol> <li> <dl> <dt> <dd> <br> <hr> <h1> <h2> <h3> <h4> <h5> <h6> <i> <b> <img> <del> <center> <p> <color> <dd> <style> <font> <u> <quote> <strike> <caption>
  • تتحول مسارات مواقع وب و عناوين البريد الإلكتروني إلى روابط آليا.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
3 + 1 =
Solve this simple math problem and enter the result. E.g. for 1+3, enter 4.