الترهات والاباطيل في حق حمزة

08:24 - 2022/04/30

نظرة الذين مردوا على النفاق سلبية تجاه كل من له صلة بالنبي صلى الله عليه وآله وسلم.

الترهات والاباطيل في حق حمزة

حاكوا الترهات والأباطيل في حق حمزة سيد الشهداء بانه كان يشرب الخمر في زفاف فاطمة « عليها السلام ».

فقد رووا عن علي بن الحسين ، عن أبيه ، عن علي « عليهم السلام »أنه بينما كان يستعد لنقل فاطمة « عليها السلام » وعنده شارفان من الإبل ، كان أخذهما من خمس غنائم بدر ، قد أناخهما إلى جانب حجرة لبعض الأنصار ، وإذا بحمزة بن عبد المطلب قد خرج عليهما من بيت كان يشرب فيه ، وعنده قينة تغنيه : « ألا يا حمز للشرف النواء » .

خرج عليهما وهو سكران ؛ فجب أسنمتهما ، وبقر خاصرتيهما ، وأخرج كبدهما ، ومضى لسبيله .

فشكاه علي « عليه السلام » إلى رسول الله « صلى الله عليه وآله »... وذلك قبل تحريم الخمر.[1]

وفي رواية : أن حمزة قد فعل ذلك في واقعة أحد ، وزعمت أن الرسول إنما رضي عنه في وسط المعركة ، بعد أن حمل عدة حملات صاعقة على العدو.[2]

وذلك لا يصح : أولاً :

لأن مختلف الروايات الواردة في زواج أمير المؤمنين « عليه السلام » تقول : إنه لم يكن يملك إلا درعه الحطمية ، التي باعها وأنفق ثمنها على الزفاف ، وتضيف بعض الروايات فرسه أيضاً .

ولو كان عنده شارفان من الإبل ، لكان الأولى أن يذكرهما للنبي « صلى الله عليه وآله » حينما سأله عما يملك ، مما يريد أن يقدمه مهراً ، فلم يذكر له إلا درعه الحطمية ؛ فلتراجع الروايات .

ثانياً : إن زفاف فاطمة « عليها السلام » كان قبل أحد بعدة أشهر ، فكيف تقول الرواية الثانية : إن ذلك قد كان في أحد ؟ !

ثالثاً : ذكروا : أن حمزة كان يوم أحد وقبله صائماً[3] . فكيف يكون قد شرب الخمر ، وفعل ما فعل في ذلك اليوم ، أو في الذي قبله ؟ ! .

رابعاً : إن الخمر لم تكن سمعتها حسنة عند العرب ، وكانوا يدركون سوءها ، وقد حرمها عدد منهم على نفسه قبل مجيء الإسلام ، مثل : أبي طالب[4] وعبد المطلب[5].

وذكر ابن الأثير عدة أفراد ممن حرمها على نفسه منهم عثمان بن مظعون ... وأبو بكر ، وعمر ، وعثمان بن عفان ، وعبد الرحمن بن عوف[6] .

وإن كنا نشك في ذلك بالنسبة إلى بعض من ذكرهم ، مثل أبي بكر ، وعبد الرحمن بن عوف.[7]

وأما ذكر عمر بن الخطاب مع هؤلاء ، فلا شك في أنه من إضافات النساخ ، جرياً على العادة في ذكر هذه الأسماء ، لأنه كان من أشرب الناس للخمر في الجاهلية ، بل لقد استمر على ذلك حتى بعد أن أسلم كما أوضحه العلامة الأميني[8] . .

وإنما حرمها هؤلاء على أنفسهم ، لأنهم رأوها لا تناسب كرامتهم وسؤددهم ، كما يظهر من رواية تنسب إلى أبي بكر.[9]

وعلل العباس بن مرداس رفضه لشربها بقوله : « لا أصبح سيد قومي ، وأمسي سفيهها ، لا والله ، لا يدخل جوفي شيء يحول بيني وبين عقلي أبداً ».[10]

خامساً : إن الخمر لم تزل محرمة في الشرائع السابقة ، وقد كان الإعلان بتأكيد تحريمها إما في أول البعثة كما نقول ، أو كان بعد زواج علي بالزهراء « عليهما السلام » كما يقول الآخرون.[11]

المصادر:

[1] - مسند أحمد ج 1 ص 142

[2] - الميزان ج 6 ص 131.

[3] - مغازي الواقدي ج 1 ص 211

[4] - السيرة الحلبية ج 1 ص 113

[5] - أسنى المطالب ص 58

[6] - الملل والنحل للشهرستاني ج 2 ص 242

[7] - الصحيح من سيرة النبي الأعظم « صلى الله عليه وآله » ( الطبعة الخامسة ) ج 6

[8] - الغدير ج 6 ص 95 - 103

[9] - الصواعق المحرقة ص 73

[10] - أسد الغابة ج 3 ص 113

[11] - الصحيح من سيرة النبي « صلى الله عليه وآله » ( الطبعة الخامسة ) ج 6 ص 244 فما بعدها

Plain text

  • وسوم إتش.تي.إم.إل المسموح بها: <a> <em> <strong> <span> <blockquote> <ul> <ol> <li> <dl> <dt> <dd> <br> <hr> <h1> <h2> <h3> <h4> <h5> <h6> <i> <b> <img> <del> <center> <p> <color> <dd> <style> <font> <u> <quote> <strike> <caption>
  • تتحول مسارات مواقع وب و عناوين البريد الإلكتروني إلى روابط آليا.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
1 + 0 =
Solve this simple math problem and enter the result. E.g. for 1+3, enter 4.