أسطورة خطبة علي عليه السلام بنت أبي جهل - القسم الثاني

08:23 - 2022/05/02

لا يزال أعداء أسد الله الغالب الإمام علي يكيلون عليه الافتراءات لتشويه سمعته ومنها خطبته بنت ابي جهل.

أسطورة خطبة علي عليه السلام بنت أبي جهل

تقدم قسم من الجواب على تلك الأسطورة المكذوبة واليك ادامة الرد على تلك المزاعم فنقول:

رابعاً : تقول الرواية : إنه « صلى الله عليه وآله » قال في خطبته : « إني لست أحرم حلالاً ، ولا أحل حراماً » . . ثم هو يفرض على علي « عليه السلام » أن يطلق ابنته إن أراد التزويج ببنت أبي جهل . مع أن الله لم يجعل لأبي الزوجة الحق في أن يفرض على صهره طلاق ابنته كما لم يجعل للزوجة أن تفرض عليه ذلك . ولا أن يفرض على صهره عدم الزواج بالثانية ، إذا كان الله قد أحل ذلك له في قوله تعالى : ( فَانْكِحُوا مَا طَابَ لَكُمْ مِنَ النِّسَاءِ مَثْنَى وَثُلَاثَ وَرُبَاعَ ).[1]

فإن قيل : لعله « صلى الله عليه وآله » استعمل ولايته في هذا المورد على علي « عليه السلام » ، فإنه « صلى الله عليه وآله » أولى بالمؤمنين من أنفسهم .

فيجاب :

ألف : لو استعمل ولايته في ذلك لكان ينبغي أن يستعملها أيضاً في أمر الطلاق ، فيطلقها منه أيضاً بحسب ولايته ، ولا يترك ذلك له ، فإن من يعصيه في أمر الزواج يعصيه في أمر الطلاق أيضاً .

ب : إن التعليل الذي ذكره « صلى الله عليه وآله » لمنعه علياً من التزويج يدل على أن ما فعله « صلى الله عليه وآله » لم يكن تصرفاً ولائياً ، لأنه ذكر علةً يوجب تعميمها وجوب طلاق الكثيرين ، إذا كان الزواج يوجب اجتماع بنت عدو الله ، وبنت ولى الله .

خامساً : إذا كانت لفاطمة خصوصية هي عدم جواز التزويج بالثانية معها ، فقد كان يكفي أن يخبره النبي « صلى الله عليه وآله » بهذا الحكم بينه وبينه ، ولم يكن علي « عليه السلام » بالرجل الذي يتعمد مخالفة حكم الله سبحانه . . لا سيما وأن آية التطهير تنص على أنه طاهر مطهر من الرجس ، ومنه مخالفة أحكام الله تعالى . . فما معنى أن يبادر إلى فضحه ، وإهانته بهذه الطريقة ؟ ! .

سادساً : ألم يكن لدى علي من أدب المعاشرة مع رسول الله « صلى الله عليه وآله » ما يدعوه إلى استئذانه في هذا الأمر ولو بمقدار ما كان لدى بني المغيرة ، حيث جاءوا ليستأذنوا رسول الله « صلى الله عليه وآله » في تزويج ابنتهم ؟ !

سابعاً : ما معنى القول المنسوب إليه « صلى الله عليه وآله » : « لا تجتمع بنت عدو الله ، وبنت رسول الله عند رجل » ؟ ! وهم يدعون : أن عثمان قد تزوج بنتي رسول الله « صلى الله عليه وآله » ( وإن كنا نحن نقول : أنهن لسن بناته على الحقيقة ) وقد جمع بين أحداهما وبين فاطمة بنت الوليد ، ورملة بنت شيبة ، وأم البنين بنت عيينة . . وهن بنات أعداء الله .

ثامناً : أن النبي « صلى الله عليه وآله » نفسه قد جمع بين بنات أعداء الله ، وهن اللواتي كان آباؤهن مشركين أو ماتوا على الشرك ، وبين بنات أناس دخلوا في الإسلام .

تاسعاً : تزعم الرواية : أنه « صلى الله عليه وآله » وصف بنت أبي جهل على المنبر بقوله : « بنت عدو الله » . . مع أنهم يروون أنه « صلى الله عليه وآله » منع الناس من أن يقولوا لعكرمة أخيها : إنه « ابن عدو الله » ، معللاً ذلك بأن « سب الميت يؤذي الحي ».[2]

عاشراً : لقد ولد المسور بن مخرمة ، المعروف بتعصبه ضد علي « عليه السلام » في السنة الثانية من الهجرة ، فما معنى قوله : إنه سمع النبي « صلى الله عليه وآله » يخطب على المنبر ، وهو محتلم ؟ ! .

المصادر:

[1] - الآية 3 من سورة النساء

[2] - تنزيه الأنبياء للسيد المرتضى ص 168

Plain text

  • وسوم إتش.تي.إم.إل المسموح بها: <a> <em> <strong> <span> <blockquote> <ul> <ol> <li> <dl> <dt> <dd> <br> <hr> <h1> <h2> <h3> <h4> <h5> <h6> <i> <b> <img> <del> <center> <p> <color> <dd> <style> <font> <u> <quote> <strike> <caption>
  • تتحول مسارات مواقع وب و عناوين البريد الإلكتروني إلى روابط آليا.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
9 + 3 =
Solve this simple math problem and enter the result. E.g. for 1+3, enter 4.