رجل يحبه الله ورسوله

13:01 - 2022/06/01

حاصر المسلمون حصون خيبر، وكان أشدها حصن القموص وأكثرها رجالاً،ففتح الله هذا الحصن على يد علي أمير المؤمنين عليه السلام كما هو صريح كلمات المؤرخين ، وروايات  المحدثين .

رجل يحبه الله ورسوله

روى الشيخان وغيرهما أن رسول الله « صلى الله عليه وآله » أحيانا تأخذه الشقيقة ، فيمكث اليوم واليومين لا يخرج ، فلما نزل خيبر أخذته الشقيقة ، فلم يخرج إلى الناس ، فأرسل أبا بكر ، فأخذ راية رسول الله « صلى الله عليه وآله »[1]

فانصرف ولم يفتح له ، ثم أخذها عمر من الغد ، فخرج ورجع ، ولم يفتح له . وأصاب الناس يومئذٍ شدة جهد.[2]

ونحن لم نعرف حقيقة هذا الجهد إلا الهزيمة . والعودة إلى النبي « صلى الله عليه وآله » وهو يجبن أصحابه وهم يجبنونه .

وعند الطبري : فانكشف عمر وأصحابه ، فرجعوا إلى رسول الله « صلى الله عليه وآله » ، يجبِّنه أصحابه ويجبِّنهم ، فقال رسول الله « صلى الله عليه وآله » : لأعطين الراية - اللواء - غداً رجلاً يحب الله ورسوله ، ويحبه الله ورسوله . فلما كان من الغد تطاول لها أبو بكر ، وعمر . ..[3]

قال بريدة : فبتنا طيبةً أنفسنا أن يفتح غداً ، وبات الناس يدوكون ليلتهم أيهم يعطاها . فلما أصبح الناس غدوا على رسول الله « صلى الله عليه وآله » كلهم يرجو أن يعطاها . قال أبو هريرة : قال عمر : فما أحببت الإمارة قط حتى كان يومئذ .[4]

وهنا يطرح سؤال:

هل كان إرسال أبي بكر لمهاجمة الحصن الخيبري ، لكي لا يدعي محبوه له الشجاعة النادرة ، لمجرد أنه قال لعمر : إن النبي « صلى الله عليه وآله » قد مات بعد أن كان عمر قد أنكر موته في غياب أبي بكر؟ أو لأنه كان مع النبي « صلى الله عليه وآله » في العريش ، أو نحو ذلك ؟

وقد ظهر من هزيمته ، وهزيمة صاحبه هنا ، بالإضافة إلى هزائمهما في قريظة ، وأحد ، وحنين ، وسواهما ، أن هذا هو طبعهما الحقيقي . . وأن توثبهما للراية حين أعطاها النبي « صلى الله عليه وآله » لعلي في خيبر لم يكن في محله ، بل كان توثباً لما يريدان أن يحصلا عليه من دون مخاطر . . ولربما يكون ادِّعاء هذا التوثب قد جاء متأخراً منهما ، ليستردا بعض ماء الوجه الذي فقداه بهزيمتهما في اليومين الأولين .

وعلى كل حال ، فإن هذين الرجلين كانا قد أثبتا بصورة عملية ، وبنحو قد تكرر ، وتقرر أنهما ليسا من السنخ الذي يفتح الله على يديه الحصون ، وتقر بقلع أبوابها العيون . . بل الذي يقوم بهذه المهمات الجسام ، هو من نزل فيه قوله تعالى :( وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْرِي نَفْسَهُ ابْتِغَاءَ مَرْضَاةِ اللهِ وَاللهُ رَؤُوفٌ بِالْعِبَادِ )[5] . ومن يحب الله ورسوله ، ويحبه الله ورسوله ، ومن هو كرار غير فرار ، لا يرجع حتى يفتح الله على يديه .

_______

المصادر:

[1] - مسند أحمد، ج 5، ص 358.

[2] - أسد الغابة، ج 4، ص 334.

[3] - تاريخ الأمم والملوك، ج 3، ص 30.

[4] - سبل الهدى والرشاد، ج 5، ص 124.

[5] - سورة البقرة، 207.

Plain text

  • وسوم إتش.تي.إم.إل المسموح بها: <a> <em> <strong> <span> <blockquote> <ul> <ol> <li> <dl> <dt> <dd> <br> <hr> <h1> <h2> <h3> <h4> <h5> <h6> <i> <b> <img> <del> <center> <p> <color> <dd> <style> <font> <u> <quote> <strike> <caption>
  • تتحول مسارات مواقع وب و عناوين البريد الإلكتروني إلى روابط آليا.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
8 + 5 =
Solve this simple math problem and enter the result. E.g. for 1+3, enter 4.