إيران وإنجازات ثورتها

كانت العلاقات الإيرانية الغربية تطبعها الحميمية اللا متناهية فترة حكم الشاه لإيران ، حيث اكتنف تلك العلاقة تحكُّم غربي بالشاه، ونهبٌ لاحدود له لخيرات وثروات الشعب الإيراني ؛ كما هو الحال اليوم في سائر البلدان الإسلامية لوهَنِ حكامها وفسادهم للأسف .

بعد قيام الثورة الإسلامية المباركة وانتصارها بقيادة الإمام الخميني قدس سره ؛ تغيّر خط العلاقة بين الغرب والجمهورية بشكل كبير ، حيث غيّرت الثورة الإسلامية مفهوم تلك العلاقة ، إن لم نقل بأنها أعدمتها، لأنه من المبادئ الأساسية للثورة الإسلامية؛ قطع حبل الظلم والتبعية للغرب والشرق، وبناء دولة اسلامية قوية ومستقلة، وترسيخ مفهوم العدالة والدفاع عن المظلومين.

وكباقي أي طريق اصلاحي ونهضة اصلاحية؛ واجهت الثورة الإسلامية فى إيران تحديات كثيرة داخلية وخارجية، هائلة وكبيرة ومازالت، فإن أعين الأعداء والمتربّصين والخونة لم تنم ، ولن تنام. ورغم حياكتهم للمؤامرات من أجل الإطاحة  بالثورة والقضاء عليها في مهدها ، إلا أن النظام الاسلامي المبارك الذي جاءت به الثورة بقي قائما وصامدا في الجمهورية الإسلامية الإيرانية، واستمرت الجمهورية على مبادئ الثورة دون مَحيد عنها . وهي اليوم تتحمل تبعات ثقيلة جدا نتيجة تلك التمسك بتلك المبادئ . وها نحن اليوم كأشخاص نشهد الإنجازات العظيمة للثورة الميمونة في شتى المجالات على أرض الواقع، وانعكاسات ذلك إيجابا على الشعب الإيراني والدولة الإيرانية رغم الحصار والعقوبات والضغوطات.

ونختم بمقتطف من مقال استعرضت فيه انجازات الثورة الاسلامية تقول فيه: ... وبالطبع لا يمكننا في أسطر قليلة ان نعدد انجازات هذه الثورة المباركة، ولكننا على سبيل المثال لا الحصر نورد بعضا من أهم هذه الانجازات:

الانجاز الاول لهذه الثورة المباركة تمثل في القضاء على أعتى نظام ديكتاتوري في المنطقة؛ نظام كان مرتبطا بالنظام الاستكباري الغربي. هذا النظام مارس شتى أنواع الظلم والفساد وكبت الحريات الدينية والفكرية وحارب الدين وأهله وعمل على نشر الفساد والقضاء على الهوية الاسلامية للشعب الإيراني. ولو لم يكن للثورة الا هذا الانجاز على الصعيد الاقليمي، لكفى به انجازا عظيما، حيث كان النظام الشاهنشاهي حليفا للكيان الصهيوني، فمثلا سارع لإمداده بالنفط الرخيص خلال حروبه ضد العرب، ودعم حركات التمرد والانفصال ضد الدول العربية. لذلك كان إسقاط هذا النظام ضربة قوية للاستكبار والصهيونية، وإرباكا لمعادلاتهما في المنطقة. إلا أن انجازات هذه الثورة المباركة، لم تقف عند هذا الحد، حيث تحولت الى قدوة للشعوب المستضعفة، وملهمة لها بأنها قادرة على كما اصبحت ايران الاسلامية مثالا يقتدى به في أن الدين الاسلامي قادر على تقديم نموذج لإدارة الحكم وتسيير شؤون الدولة، وتحقيق التطور والتقدم في مختلف المجالات العلمية والتقنية ومواكبة متطلبات العصر والحداثة. وهذا بحد ذاته انجاز عظيم لعله لم يتحقق منذ صدر الإسلام.

ولقد نجحت الجمهورية الاسلامية الايرانية بفضل خبرائها وعلمائها في تحقيق طفرات علمية وتقنية، ودخلت ضمن الاوائل عالميا في عدد من التقنيات الاستراتيجية كالتقنية النووية وتقنية النانو والبايوتكنولوجي، محققة الاكتفاء الذاتي في العديد من مجالات التصنيع بما فيها الصناعات الدفاعية من صواريخ وطائرات مسيرة وانظمة دفاع جوي وغواصات وزوارق سريعة وأقمار صناعية وغيرها.. في حين يؤكد المسؤولون الايرانيون أن اختراعاتهم وانجازاتهم هي انجازات للعالم الاسلامي وفي خدمته.

ومن الانجازات الاخرى للثورة الاسلامية المباركة، أنها ناصرت القضية الفلسطينية وعملت على إحيائها بعد ان حاولت بعض الانظمة الرجعية طمس هذه القضية، فقامت بإخراج هذه القضية من إطارها القومي الضيق لتدخله الى نطاقه الاسلامي الاوسع.

ومن أهم الانجازات للثورة المباركة، تشكيل محور المقاومة في منطقة غرب آسيا الاستراتيجية، حيث احتلت فيه ايران الاسلامية مكان القلب، فقدمت ومازالت الدعم وكل مقومات الصمود والخبرات والاسلحة والمجاهدين. ولو تتبعنا تطورات المقاومة في كل جبهاتها لشاهدنا الانتصارات التي تحققت على أيدي أبطالها سواء في لبنان وفلسطين وسوريا واليمن والعراق، الامر الذي جعل المحور الاخر المتمثل بالمحور الاستكباري الصهيوني الرجعي، يتكبد الهزائم الواحدة تلو الاخرى.

ما ذكرناه كان كالقطرة من بحر انجازات الثورة الاسلامية المباركة، لأن الكتابة في هذا الموضوع قد تحتاج الى مجلدات من الكتب. ومازالت انجازات هذه الثورة مستمرة، ففي كل يوم نقرأ او نشاهد في الاخبار تحقيق جانب من هذه الانجازات. [1]

________________________

[1]. انتصار الثورة الاسلامية في إيران.. انتصار لكل شعوب المنطقة، وکالة فارس، 2022 فبراير/ شباط 14.