-لا شك في رواية رد الشمس لعلي بن ابي طالب عليه السلام من حيث الاسانيد، فقد رواها ثلاثة عشر صحابياً ، وقد وردت رواية اثني عشر منهم في مصادر أهل السنة، ومع ذلك حاولوا التشكيك فيها لأنها ترتبط بعلي بن ابي طالب عليه السلام وهم لا يستطيعون أن يسمعوا لمثل هذه الكرامات لداحي باب خيبر.
حديث رد الشمس لعلي « عليه السلام »
ذكروا تشكيكاتهم ابتداء برواية عن ابي هريرة أن النبي « صلى الله عليه وآله » قال : لم تحبس الشمس على أحد إلا ليوشع ، أو نحو ذلك .
جواب التشكيشك على رد الشمس لعلي « عليه السلام »
أولاً : إن أبا هريرة لا يؤتمن فيما يرويه على علي « عليه السلام » ، كيف وقد ضرب على صلعته في باب مسجد الكوفة ، ثم روى لهم حديث : من أحدث في المدينة أو آوى محدثاً فعليه لعنة الله . ثم شهد بالله أن علياً « عليه السلام » قد أحدث في المدينة [1] . مكذباً بذلك آية التطهير ، وجميع أقوال النبي « صلى الله عليه وآله » في حق علي « عليه السلام » ، مثل أن علياً مع الحق والحق مع علي ، ونحو ذلك . .
ومن جهة أخرى ، فقد روي عن علي « عليه السلام » قوله : ألا إن أكذب الناس ، أو أكذب الأحياء على رسول الله « صلى الله عليه وآله » ، أبو هريرة [2].
ثانياً : لو صح هذا الحديث ، فلعل أبا هريرة قد دلس فيه ، ورواه عن شخص آخر . ويكون قول النبي « صلى الله عليه وآله » : لم تحبس الشمس إلا ليوشع ، قد صدر عنه قبل رد الشمس لعلي « عليه السلام » في خيبر وفي بدر . .
ثالثاً : إن هذا الحديث لو صح : فإنما ينفي حبس الشمس لغير يوشع ، ولا ينفي ردها . . رد الشمس لعلي « عليه السلام »
رابعاً : حديث أبي هريرة مردود عليه ، فقد روي حبس الشمس لرسول الله « صلى الله عليه وآله » صبيحة الإسراء ، وفي الخندق [3].
التشكيك الثاني:
قالوا: إن رد الشمس لعلي « عليه السلام » غير ممكن ، لأنها لو تخلفت أو ردّت لاختلت الأفلاك ، وفسد النظام.[4]
والجواب:
أولاً : إن أمر الكون بيد الله تعالى ، فهو يخضعه للمعجزة ، دون أن يوجب حدوثها أي اختلال في نظامه . . لأن صانع المعجزة هو إله قادر عالم حكيم . . وليس عاجزاً ولا جاهلاً .
ثانياً : هذا الكلام لو صح للزم تكذيب جميع المعجزات التي لها ارتباط بالنظام الكوني ، ومن ذلك معجزة انشقاق القمر . ومعجزة حبس الشمس ليوشع . وغير ذلك . .
التشكيك الثالث :
قالوا : لو ردت الشمس لعلي « عليه السلام » لردت للنبي « صلى الله عليه وآله » ، حينما نام هو وأصحابه عن صلاة الصبح في الصهباء ، وهو راجع من غزوة خيبر نفسها.[5]
والجواب :
أولاً : حديث نوم النبي « صلى الله عليه وآله » عن صلاة الصبح لا يمكن قبوله .
ثانياً : إن الشمس ردت على رسول الله « صلى الله عليه وآله » في غزوة الخندق وغيرها ، وحبست له « صلى الله عليه وآله » حين الإسراء . كما أنها ردَّت وحبست لغيره من الأنبياء والأوصياء السابقين . .
___________
المصادر:
[1] - أضواء على السنة المحمدية لمحمود أبي رية، ص 218
[2] - تأويل مختلف الحديث لابن قتيبة، ص 16 .
[3] - عمدة القاري، ج 15، ص 42 و 43
[4] - السيرة الحلبية، ج 3 ،ص 385 .
[5] - منهاج السنة، ج 4 ، ص 187 و 189 .