الناس معادن

21:35 - 2022/06/15

مما لا ريب فيه هو اختلاف الناس في مواهبهم ولكن قد جهلت هذه المواهب عند بعض الأفراد فعليهم أن يعرفوها ويستثمروها من أجل حياتهم الدنيوية والأخروية.

الناس معادن

من أهم الأمور في حياة الإنسان هو كشف المواهب البشرية التي أودعها الله في البشر وتنميتها واستثمارها في الحياة  وقد تختلف هذه المواهب في الأفراد لأن الناس معادن والمعادن تختلف بعض ها مع بعض، وبهذا يتميز الإنسان عما خلق الله من الحيوان وكل ذي نفس كالحشرات، فالحيوان لديه مواهب متعددة ولكن لا يستطيع أن ينمّيها، أو الحشرات منذ أن خلقها الله سبحانه وتعالى فهي تسلك طريقاً واحداً في حياتها وأحياناً هذه الحالة تسمّى الهداية التكوينية، ولكن البشر بما منحه الله من نعمة العقل والتفكر فقد استطاع أن يغيّر الحياة من حالة إلى حالة أخرى وأن يستكشف مواهبه حتى جعلته يحصل على أشياء جديدة تستوجب له حياة مثالية. فنحن مسؤولون عنها كما قال الله سبحانه وتعالى: «ثُمَّ لَتُسْئَلُنَّ یَوْمَئِذٍ عَنِ النَّعیمِ»[1] فالمواهب التي أودعها الله فينا هي من أعظم النعم.

المواهب البشرية

اختلاف المواهب

هذا، وقد اختلفت المواهب البشرية وذلك ليقوم النظام الإجتماعي على أحسن حال ولولا ذلك لتضاربت المصالح والأهواء واختل النظام البشري، يقول أمير المؤمنين (عليه السلام): «لايَزالُ النّاسُ بِخَيرٍ ما تَفاوَتوا، فَإِذا استَوَوا هَلَكوا»[2] فلنتصور أنّ الناس كلّهم أطبّاء أو مدرّسون أو موظّفون في الدوائر، فمن الذي يقوم بالزراعة؟ أو من يقوم بصناعة الأدوات والأثاث التي نحتاج إليها؟ فالاختلاف في المواهب أو الأرزاق جعله الله لينتظم على أساسه النظام الإجتماعي البشري. وفي رواية أخرى عَنْ أَبِي عَبْدِ اَللَّهِ عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ قَالَ: «اَلنَّاسُ مَعَادِنُ كَمَعَادِنِ اَلذَّهَبِ وَ اَلْفِضَّةِ...»[3]

فعلى الإنسان أن يستكشف مواهبه التي تنفعه في حياته. فإنّ كثيراً من الأشخاص لم ينجحوا في مهنة أو في عمل، ولكن بعدها استكشفوا مواهبهم وطاقاتهم فأدّى ذلك إلى نجاح كبير. يُنقل أنّ العالم الشهير «إينشتاين» الذي كان لا يستطيع أن يقرأ حتى السنة السابعة من عمره ولكن استكشف مواهبه ونمّاها وفي النهاية أصبح من أعظم علماء الفيزيا.

فالله سبحانه وتعالى خلق الخلق ثم هداه إلى ما فيه صلاحه وقوام أمره كما جاء في الذكر الحكيم: «قَالَ رَبُّنَا الَّذِي أَعْطَىٰ كُلَّ شَيْءٍ خَلْقَهُ ثُمَّ هَدَىٰ»[4].

ومن أهم مانستطيع أن نستكشف به مواهبنا هي:

1- التفكر في الطاقات البشرية التي منحها الله إيّانا، فالتكفر يفتح آفاقاً للبشر ويهديه إلى مافيه صلاحه، كما دعانا القرآن الكريم إلى هذا الأمر غير مرة، كقوله تعالى: «أَوَلَمْ يَتَفَكَّرُوا فِي أَنْفُسِهِمْ»[5] فالفکر کما وصفه أميرالمؤمنين (عليه السلام) بقوله: «اَلْفِكْرُ مِرْآةٌ صَافِيَةٌ»[6] ومن خلال هذه المرآة الصافية يستطيع الإنسان أن يرى واقع الأمور ومنها مواهبه.

2- الإستشارة، وهو أن يستشير الآخرين ويكسب التجارب منهم فإنّ فيها الأثر البالغ في تقدمه وكشف مواهبه كما ورد عن أميرالمؤمنين (عليه السلام): «...مَنْ شاوَرَ الرِّجالَ شارَكَها فى عُقولِها»[7].

3- الإنشغال بالعمل أو الأمر الذي يلائم طبعه، فأكثر الناس الذين لم يتوفقوا في أعمالهم ولا يحصل لهم أي تقدم، نتيجة عدم رغبتهم في ذلك العمل أو الأمر، فالإنسان عن طريق التفكر والإستشارة أيضاً يستطيع أن يغيّر مصيره.  

فالحركة والتقدم لا يتوقفان ولا يوجد أي مبرر للأفراد بأن ييأسوا في أمورهم بحجة أنّ الله لم يمنحهم موهبة بل أودع الله  المواهب في كل أفراد البشر ولكن تختلف درجتها بحسب الأشخاص وذلك لحكمة من الله سبحانه وتعالى. 

المصادر:

[1] . التکاثر، الآیة ۸.

[2] . امالى الشيخ الصدوق، ص 531، ح 718.

[3] . الکافي، ج۸، ص۱۷۷.

[4] . طه، الآية 50.

[5] . الروم، الآية 8.

[6] . نهج البلاغة، ص538.

[7] . بحار الأنوار، ج72، ص104.

كلمات دلالية: 

Plain text

  • وسوم إتش.تي.إم.إل المسموح بها: <a> <em> <strong> <span> <blockquote> <ul> <ol> <li> <dl> <dt> <dd> <br> <hr> <h1> <h2> <h3> <h4> <h5> <h6> <i> <b> <img> <del> <center> <p> <color> <dd> <style> <font> <u> <quote> <strike> <caption>
  • تتحول مسارات مواقع وب و عناوين البريد الإلكتروني إلى روابط آليا.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
1 + 0 =
Solve this simple math problem and enter the result. E.g. for 1+3, enter 4.