الجوهرة الثمينة

14:01 - 2022/06/19

إنّ من أعظم نعم الله على العباد هي نعمة العمر فعلينا صرفه في ما رسمه لنا القرآن وروايات أهل البيت (عليهم السلام)

الجوهرة الثمينة

من أعظم النعم على العباد هي نعمة العمر، فهي الجوهرة الثمينة التي لا بديل لها، فإضاعتها قصة وحسرة، ومما يساعدنا على معرفة قيمة العمر هو قسم الله جل جلاله بالعمر، حيث يخاطب نبيه الأكرم محمد (صلى الله عليه وآله): «لَعَمْرُكَ إِنَّهُمْ لَفِي سَكْرَتِهِمْ يَعْمَهُونَ»[1] فمن الواجب على الإنسان أن يستثمر هذه الفرصة التي لا تتكرر فإنّ كل نفس من الإنسان يصعد أو ينزل سيدنيه إلى أجله، يقول أمير المؤمنين علي (عليه السلام): «نَفَس المَرءِ خُطاهُ إلى أجَلِهِ»[2] وأحياناً هذه الفرصة تنقضي بأمور لربما لم تنفعنا ليوم يطول وقوفه ولاينقضي أجله.

وقد ذكر شعر يحذرنا عن إضاعة هذه الجوهرة الثمينة:

إِذا عاشَ الفَتى ستينَ عاماً                                    فَنِصفُ العُمرِ تَمحَقُهُ اللَيالي

وَنِصفُ النِصفِ يَذهَبُ لَيسَ يَدري                               لِغَفلَتِهِ يَميناً مِن شِمالِ

وَثُلثُ النِصفِ آمالٌ وَحِرصٌ                                      وَشُغلٌ بِالمَكاسِبِ وَالعيالِ

وَباقي العُمرِ أَسقامٌ وَشَيبٌ                                         وَهَمٌّ بِاِرتِحالٍ وَاِنتِقالِ

الجوهرة الثمينة

من هذا المنطلق نقول، إنّ آيات القرآن الكريم وروايات أهل البيت (عليهم السلام) هي كفيلة ببيان كيفية الإعتناء بهذه الجوهرة الثمينة وكيفية استثمارها، فنذكر منها على سبيل الإختصار:

1. العبادة وطاعة الله، فمتى ما أدّى الشخص واجباته العبادية وترك ما حرّم الله عليه، فقد نال خيراً عظيما، يقول أمير المؤمنين (عليه السلام): «اِنَّ عُمْرَکَ مَهْرُ سَعادَتِکَ، اِنْ اَنْفَدْتَهُ فى طاعَةِ رَبِّکَ».[3]

2. طلب العلم أو المهنة التي تساعده في حياته وقضاء حوائجه وهذا مما أكد عليه القرآن وروايات المعصومين (عليهم السلام)، فعَنْ أَبِي عَبْدِ اَللَّهِ عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ قَالَ قَالَ رَسُولُ اَللَّهِ صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ : «طَلَبُ اَلْعِلْمِ فَرِيضَةٌ عَلَى كُلِّ مُسْلِمٍ أَلاَ إِنَّ اَللَّهَ يُحِبُّ بُغَاةَ اَلْعِلْمِ».[4]

3. الجد في العمل وكسب الحلال، حيث قرنت طاعة الله بالكد الحلال، يقول رسولُ اللّهِ صلى الله عليه و آله : «العِبادَةُ عَشرَةُ أجزاءٍ تِسعَةُ أجزاءٍ في طَلَبِ الحَلالِ».[5]

4. الإحسان إلى الناس، والإحسان له مصاديق كثيرة منها إغاثة الملهوف، قضاء حوائج الناس، الصدقة، الكلمة الطيبة، العفو و...فإنّ هذه الفرص لا تتاح للإنسان إلّا في دار الدنيا

زيـادَةُ المَرء فـي دُنيـاهُ نقصـانُ      وربْحُـهُ غَيرَ محض الخَير خُسـرانُ

أحسِنْ إذا كـانَ إمكانٌ ومَقـدِرةٌ فلن           يَـدومَ على الإحسـانِ إمكانُ

مسك ختام هذا المقال هي وصية النبي (صلّى الله عليه وآله) لإبي ذر الغفاري، حيث يقول: «یا أَبَا ذَرٍّ اغْتَنِمْ خَمْساً قَبْلَ خَمْسٍ شَبَابَک قَبْلَ هَرَمِک وَ صِحَّتَک قَبْلَ سُقْمِک وَ غِنَاک قَبْلَ فَقْرِک وَ فَرَاغَک قَبْلَ شُغْلِک وَ حَیاتَک قَبْلَ مَوْتِک یا أَبَا ذَرٍّ إِیاک وَ التَّسْوِیفَ بِعَمَلِک فَإِنَّک بِیوْمِک وَ لَسْتَ بِمَا بَعْدَهُ فَإِنْ یکنْ غَدٌ لَک فَکنْ فِی الْغَدِ کمَا کنْتَ فِی الْیوْمِ وَ إِنْ لَمْ یکنْ غدا [غَدٌ لَک ] لَمْ تَنْدَمْ عَلَی مَا فَرَّطْتَ فِی الْیوْم».[6] فالذكي والواعي من اتعظ بهذه الواعظ وأقدم على ما سينفعه ديناً ودنيا.

المصادر:

[1] . حجر، الآية 72.

[2] . نهج البلاغة، الحكمة74.

[3] . غرر الحکم، الحديث، ۳۴۲۹.

[4]   الکافي، ج۱، ص30.

[5]  بحار الأنوار، ج37، ص9.

[6]  بحارالانوار، ج 74، ص72.

كلمات دلالية: 

Plain text

  • وسوم إتش.تي.إم.إل المسموح بها: <a> <em> <strong> <span> <blockquote> <ul> <ol> <li> <dl> <dt> <dd> <br> <hr> <h1> <h2> <h3> <h4> <h5> <h6> <i> <b> <img> <del> <center> <p> <color> <dd> <style> <font> <u> <quote> <strike> <caption>
  • تتحول مسارات مواقع وب و عناوين البريد الإلكتروني إلى روابط آليا.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
10 + 5 =
Solve this simple math problem and enter the result. E.g. for 1+3, enter 4.