تمرد الصحابة على النبي، عرفة نموذجا – القسم الاول

تمرد الصحابة كثير منهم على الرسول « صلى الله عليه وآله » فقد كانت هناك قلة من الصحابة تلتزم بأوامره « صلى الله عليه وآله » ، وتنتهي بنواهيه ، لكن الأكثرية هم أصحاب الطموحات ، و من غُلِبُوا على أمرهم فاستسلموا ، بل الأكثرية الساحقة من هؤلاء الحاضرين إنما أعلنت إسلامها بعد فتح مكة .

وكان من بين هؤلاء ثلة كانوا يتبركون بفضل وضوء رسول الله « صلى الله عليه وآله » ، ويدّعون الحرص على امتثال أوامر الله سبحانه بتوقيره ، وبعدم رفع أصواتهم فوق صوته[1] ، وبالتأدّب معه ، وبأن لا يقدموا بين يدي الله ورسوله.[2]

لكن ما وقع خارجا يخبرنا: أن تمرد الصحابة هؤلاء في عرفة، حين كان رسول الله صلى الله عليه وآله يبين لهم ما يصلحهم ويضمن مستقبلهم، إلا انهم بمجرد إحساسهم بأنه « صلى الله عليه وآله » يريد الحديث عن الأئمة الاثني عشر ، وبيان مواصفاتهم، ثارت ثائرتهم . لخشيتهم من إعلان إمامة من لا يرضون إمامته ، وخلافة من يرون أنه قد وترهم ، دفاعاً عن الحق والدين - ألا وهو علي أمير المؤمنين « عليه السلام » ، فظهر حقدهم ، وعلا ضجيجهم ، وزاد صخبهم.

تعابير الحاضرين عن تمرد الصحابة 

ومن التعبيرات التي وردت في الروايات واصفة حالهم : ثم لغط القوم وتكلموا [3] . أو: وتكلم الناس فلم أفهم [4] . أو: وضج الناس [5] . أو: فقال كلمة أصمّنيها الناس [6] . أو: فصرخ الناس ، فلم أسمع ما قال [7] . أو: فجعل الناس يقومون ، ويقعدون [8].

تمرد الصحابة ومشاهدة الحاضرين لما حدث 

تمرد الصحابة بحضور المجتمعين في موسم الحج وهم من كل بلد وقبيلة . انهم سوف يرجعون من سفرهم هذا المحفوف بالأخطار وسيحدثون بكل ما مر بهم ، يحدثون الناس  عن ما شاهدوه وعن أعظم نبي ، وأفضل مخلوق في الدنيا ، وسيحرص الناس على استخراج كل كلمة من أولئك الحجاج ، فكيف يكون حال المستمعين لأخبارهم اذا حدثهم الحجاج عما شاهدوه من تمرد الصحابة على الرسول و قالوا لهم إن أقرب الناس إلى الرسول ، الذين يدعون التقوى ، والزهد والعلم ، والمكانة عنده ، والأثرة لديه ، يعاملونه بطريقة تخالف أبسط قواعد الأدب ، وبنحو يمس قداسته ، ويقوض هيبته ، حقا إن هذا الخبر سيكون له وقع الصاعقة عليهم.

______

المصادر

[1] - الحجرات ، الآية 2 .

[2] - الحجرات الآية 1 .

[3] - المعجم الكبير ج 2 ص 196

[4] - عوالم العلوم، ص 153 / 106 ح 16 .

[5] - مسند أبي عوانة، ج 4 ،ص 394.

[6] - صحيح مسلم، ج 6 ،ص 4.

[7] - إثبات الهداة ،ج 1 ،ص 494 و 507.

[8] - مسند أحمد ،ج 5 ،ص 99.