الولي على لسان النبي

قد جاء مدح أميرالمؤمنين الإمام علي (عليه السلام) على لسان النبي (صلى الله عليه وآله) وبيان عظمته في كثير من المواطن وعديد من المواضع.

 وقد اعترف بذلك المسلمون أجمعهم فنقلت فضائله من صدر إلى صدر ومن جيل إلى جيل ومن سفر إلى سفر فهو حيّ ما بقي الدهر

علي أبو السبطين باق مخلد                      لأن علياً لا يحد له عمر

أخو الذكر والمحراب إن جنّ ليله         وصنو القنا والسيف إن طلع الفجر

ستلقاه حيّاً في الروائع كلها                   وفي كل سفر من روائعه سطر

تزوّد منه كل عصر كما اشتهي           وما زال للدنيا بمزوده ذخر

وعن أحمد بن حنبل يقول : ما جاء لأحد من أصحاب رسول اللّه صلى اللّه عليه ( وآله ) وسلم من الفضائل ما جاء لعلى بن أبى طالب عليه‌السلام[1] 

ثم نحن في هذا المقال بصدد ذكر قطرة من بحر فضائل أميرالمؤمنين (عليه السلام) التي جاءت عن لسان النبي (صلى الله عليه وآله) من كتب الفريقين والفضائل هي:

1) سبق الإمام في الإسلام، فأول من آمن بالنبي (صلى الله عليه وآله) أو بالأحرى نقول إنّ أول من إظهر إسلامه وإيمانه هو أميرالمؤمنين علي بن أبيطالب (عليهما السلام) فعَنْ سَلْمَانَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: «قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «أَوَّلُكُمْ وَارِدًا عَلَى الْحَوْضِ، أَوَّلُكُمْ إِسْلَامًا، عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ»[2] وفي تَارِيخِ اَلطَّبَرِيِّ وَ تَفْسِيرِ اَلثَّعْلَبِيِّ أَنَّهُ قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ اَلْمُنْكَدِرِ وَ رَبِيعَةُ بْنُ أَبِي عَبْدِ اَلرَّحْمَنِ وَ أَبُو حَازِمٍ اَلْمَدَنِيُّ وَ مُحَمَّدُ بْنُ اَلسَّائِبِ اَلْكَلْبِيُّ وَ قَتَادَةُ وَ مُجَاهِدٌ وَ اِبْنُ عَبَّاسٍ وَ جَابِرُ بْنُ عَبْدِ اَللَّهِ وَ زَيْدُ بْنُ أَرْقَمَ وَ عَمْرُو بْنُ مُرَّةَ وَ شُعْبَةُ بْنُ اَلْحَجَّاجِ : «عَلِيٌّ أَوَّلُ مَنْ أَسْلَمَ»[3]

2) إطاعته إطاعة الله ورسوله، فعن أبى ذر الغفارى قال: «قال رسول اللّه صلى اللّه عليه ( وآله ) وسلم لعلى عليه السلام : من أطاعك فقد أطاعنى ، ومن أطاعنى أطاع اللّه ، ومن عصاك عصانى»[4]

3) هو الصدّيق الأكبر وفاروق الأمة، فعن أبي ليلى الغفاريّ، قال: سمعت رسول اللَّه (صلى اللَّه عليه و سلّم) يقول: «سيكون من بعدي فتنة، فإذا كان ذلك فالزموا عليّ بن أبي طالب، فإنّه أوّل من آمن بي، و أوّل من يصافحني يوم القيامة، و هو الصّدّيق الأكبر، و هو فاروق هذه الأمّة، و هو يعسوب‌ المؤمنين، و المال يعسوب المنافقين»[5]

4) حبه إيمان وبغضه نفاق، فعن المطلب بن عبد اللّه بن حنطب عن أبيه قال: «قال رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و سلّم) يا أيها الناس أوصيكم بحب ذي قرنيها أخي و ابن عمي علي بن أبي طالب فإنه لا يحبه إلا مؤمن و لا يبغضه إلا منافق من أحبه فقد أحبني، و من أبغضه فقد أبغضني»[6]

5) أنّ أميرالمؤمنين (عليه السلام) وارث علم النبي (صلى الله عليه وآله)، فقد جاء في كنز العمال أنّه لما آخى النبي صلى الله عليه وسلم بين أصحابه قال علي: لقد ذهب روحي وانقطع ظهري حين رأيتك فعلت بأصحابك ما فعلت غيري، فإن كان هذا من سخط علي فلك العتبى والكرامة، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «والذي بعثني بالحق! ما أخرتك إلا لنفسي، وأنت مني بمنزلة هارون من موسى غير أنه لا نبي بعدي، وأنت أخي ووارثي؛ قال: وما أرث منك يا رسول الله؟ قال: ما ورث الأنبياء من قبلي، قال: وما ورث الأنبياء من قبلك؟ قال: كتاب ربهم وسنة نبيهم، وأنت معي في قصري في الجنة مع فاطمة ابنتي، وأنت أخي ورفيقي»[7]

هذا غيض من فيض من ذكر فضائل أميرالمؤمنين (عليه السلام) وقد ذكرت فضائل كثيرة له في كتب الفريقين والغرض من ذكرها هنا هي إنارة طريق المسلمين ليتبعوا شخصاً يستحق التبعية، ولننبه القارئ العزيز بقوله تعالى: «أَفَمَنْ يَهْدِي إِلَى الْحَقِّ أَحَقُّ أَنْ يُتَّبَعَ أَمَّنْ لَا يَهِدِّي إِلَّا أَنْ يُهْدَىٰ ۖ فَمَا لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ»[8]

المصادر:

[1]  المستدرك على الصحيحين، ج3، ص 116.

[2]  نفس المصدر، ج3، ص147.

[3]  المناقب، ج۲،ص۷.

[4]  الرياض النضرة في مناقب العشرة، ج3، ص123.

[5]   الإصابة في تمييز الصحابة، ج7، ص294.

[6]  الرياض النضرة في مناقب العشرة، ج3، ص190.

[7]   كنز العمال، ج13، ص106.

[8]  یونس، الآية35.