لقد حاول مناوؤا علي « عليه السلام » ، والرافضون لإمامته بعد رسول الله « صلى الله عليه وآله » أن يتخلصوا من حديث الغدير بمحاولات متعددة.
قاموا بمحاولات لتحريف حديث الغدير تارة :
1 - بتغييبه من التاريخ بادعاء أن هذه الواقعة حدث جاهلي .
2- أو قالوا إنه حدث اسلامي ، لا ربط له بموضوع الإمامة ، وانما أريد به تبرئة علي « عليه السلام » من تهمة وجهت إليه.
حديث الغدير واقعة حرب :
أما ما زعمه الدكتور ملحم إبراهيم الأسود من أن واقعة الغدير هي واقعة حرب معروفة [1] في الجاهلية بهذا الاسم.
فجوابه: إن ما ذكره بعض ارباب التصانيف من وجود واقعة حرب بهذا الاسم حدثت في الجاهلية [2]، وارادة إبراهيم الأسود تطبيقها على حديث الغدير هنا لا معنى له ، فإنه لم يكن للنبي « صلى الله عليه وآله » ولا لعلي « عليه السلام » أدنى ارتباط بها . . فلا معنى لتفسير المراد بذلك بصورة مطلقة ، وبطريق التعميم . . فإن ما حدث في الإسلام وذكر فيه النبي « صلى الله عليه وآله » وعلي « عليه السلام » لا يمكن أن يراد به تلك الواقعة التي كانت في الجاهلية .
حديث الغدير يراد به تبرءة علي :
والاحتمال الثاني ذكره ابن كثير ، قال: إنه « صلى الله عليه وآله » خطب بمكان بين مكة والمدينة يقال له غدير خم - فبين فيها فضل علي بن أبي طالب ، وبراءة عرضه مما كان تكلم فيه بعض من كان معه بأرض اليمن ، بسبب ما كان صدر منه إليهم من المعدلة ، التي ظنها بعضهم جوراً. [3]
وجوابه: إن ما زعمه ابن كثير مجرد حدس ، وتخمين ، ليس له ما يدل عليه في كلمات الرسول في غدير خم ، ولا في النصوص التاريخية التي يمكن التعويل عليها ، هذا إن لم نقل : إن وراء الأكمة ما وراءها من الكيد ، والتعصب ضد علي « عليه السلام » . . والسعي لإنكار مقاماته وفضائله .
والنصوص المعتبرة والمتواترة صريحة : بأنه « صلى الله عليه وآله » قد نصب علياً « عليه السلام » ولياً في ذلك اليوم ، وليست القضية قضية تبرئة علي « عليه السلام » مما نسب إليه . .
اضافة الى أن نزول قوله تعالى : ( ألْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِيناً ) [4] شاهد صدق على ما نقول ، ويسقط ما يريد ابن كثير أن يسوِّق له .
المصادر:
[1] - الغدير للعلامة الأميني، ج 1 ،ص 12 وج 2 ،ص 331.
[2] - الأغاني ، ج 10 ص 14 و 15 ، والعقد الفريد، ج 5 ص 99 .
[3] - البداية والنهاية، ج 5 ،ص 227.
[4] - المائدة ، الآية 3 .