فضائل أميرالمؤمنين علي على لسان علماء أهل السنة

أميرالمؤمنين (عليه السلام) هو الصحابي الكريم عند أهل السنة ونفس رسول الله (صلى الله عليه وآله) فما ندري ماذا نقدم أو نؤخّر في ذكر فضائله عنهم، وهل تكفي هذه الأسطر لبيان ما جاء في فضله؟

فهو عندهم عضيد النبي (صلى الله عليه وآله) وكاشف الكرب عن وجهه، هو عندهم حبيب الله ورسوله، وهو من المبشرین فی الجنة، هو عندهم الرجل المغوار الذي قتل صناديد العرب وناوش ذؤبانهم حتى قال فيه رسول الله (صلى الله عليه وآله): «ما قام ولا استقام ديني إلا بشيئين: مال خديجة وسيف علي بن أبي طالب»[1]فهو الفارس في ساحة العلم والعمل والحكم والعدل والبيان، وهو عندهم جامع الفضائل التي لم ترد في غيره من الصحابة.

بعد هذه المقدمة نذكر أقوال علماء أهل السنة وكبارهم حول شخصية أميرالمؤمنين علي (عليه السلام):

«أحمد بن حنبل»

من أعاظم أهل السنة وينسب إليه المذهب الحنبلي الذي يبتني على آراءه الفقهية والعقائدية، جاء عنه مدح كثير في شخصية أميرالمؤمنين علي (عليه السلام)، يروى أنّه قال: « لم يزل علي بن أبي طالب مع الحق والحق معه حيث كان»[2] وفي مقال آخر عنه يقول: « ما جاء لأحد من أصحاب رسول اللّه صلى اللّه عليه ( وآله ) وسلم من الفضائل ما جاء لعلى بن أبى طالب عليه‌السلام»[3]

«ابن ادريس الشافعي»

من أئمة أهل السنة ومؤسس المذهب الشافعي، أثنى على أهل البيت (عليهم السلام) وأفرد أميرالمؤمنين (عليه السلام) بمدحه في مواضع متعددة فأنشأ مدائحه بشكل الشعر غالباً، يقول في مدح أهل البيت (عليهم السلام):

يا راكبا قف بالمحصب من منى     واهتف بقاطن خيفها والناهض

سحرا إذا فاض الحجيج إلى منى       فيضا كملتطم الفرات الفائض

إن كان رفضا حب آل محمد     فليشهد الثقلان أني رافضي[4]

وقد سئل عن أميرالمؤمنين (عليه السلام) فأجاب: « ما أقول في رجل أخفت أولياؤه فضائله خوفا، و أخفت أعداؤه حسدا، و شاع له من هذين ما ملأ الخافقين»[5] وله أقوال كثيرة في هذا الشأن ولكن نكتفي بهذا المقدار.

«ابن أبي الحديد»

 الشارح لكتاب نهج البلاغة، الكتاب الذي جمع فيه السيد الرضي (ره) أقوال أميرالمؤمنين (عليه السلام) ، يقول في مقدمة كتابه بعدما حمد الله وأثنى عليه : «الحمدلله الذي...قدم المفضول على الأفضل لمصلحة اقتضاها التكليف و اختص الأفضل من جلائل المآثر و نفائس المفاخر...»[6] حيث يرى أنّ الأفضل من بين الخلفاء هو شخص أميرالمؤمنين (عليه السلام) وله مدح آخر في حقه، يقول: « و منها أن الغالب على شرفاء الناس و من هو من أهل بيت السيادة و الرئاسة أن يكون ذا كبر و تيه و تعظم و تغطرس خصوصا إذا أضيف إلى شرفه من جهة النسب شرفه من جهات أخرى و كان أمير المؤمنين ع في مصاص الشرف و معدنه و معانيه لا يشك عدو و لا صديق أنه أشرف خلق الله نسبا بعد ابن عمه ص و قد حصل له من الشرف غير شرف النسب جهات كثيرة متعددة قد ذكرنا بعضها و مع ذلك فكان أشد الناس تواضعا لصغير و كبير و ألينهم عريكة و أسمحهم خلقا و أبعدهم عن الكبر و أعرفهم بحق و كانت حاله هذه في كلا زمانيه زمان خلافته و الزمان الذي قبله لم تغيره الإمرة و لا أحالت خلقه الرئاسة و كيف تحيل الرئاسة خلقه و ما زال رئيسا و كيف تغير الإمرة سجيته و ما برح أميرا»[7] لقد ذكرنا شيئاً يسيراً من مدائحه وإذا أحب القارئ العزيز أن يلع أكثر عليها، فليراجع مقدمة الشرح المذكور.

«ابن حجر الهیتمي»

وهو صاحب کتاب «الصواعق المحرقة»، الذي نصب العداء لأهل البيت (عليهم السلام) واتباعهم، حينما ينتهي إلى ذكر فضائل أميرالمؤمنين (عليه السلام)، يقول: «وَهِي كَثِيرَة عَظِيمَة شهيرة حَتَّى قَالَ أَحْمد مَا جَاءَ لأحد من الْفَضَائِل مَا جَاءَ لعَلي وَقَالَ إِسْمَاعِيل القَاضِي وَالنَّسَائِيّ وَأَبُو عَليّ النَّيْسَابُورِي لم يرد فِي حق أحد من الصَّحَابَة بِالْأَسَانِيدِ الحسان أَكثر مِمَّا جَاءَ فِي عَليّ»[8]

إنّ ما ذكرناه كان مختصراً عن فضائل أميرالمؤمنين (عليه السلام) التي جاءت على لسان علماء وكبار أهل السنة وبقي الكثير منها في طيّات كتبهم.

المصادر:

[1]. شجرة طوبى، ج2، ص233

[2] تاریخ دمشق لابن عساكر، ج42، ص419.

[3] المستدرك على الصحيحين، ج3، ص 116.

[4] تاریخ دمشق لابن عساكر، ج9، ص20.

[5] الإمام الصادق و المذاهب الأربعة، ج2، ص208.

[6] شرح نهج البلاغة، ج1، ص3.

[7] نفس المصدر، ج1، ص51.

[8] الصواعق المحرقة، ج2، ص353.