معنى المولى في حديث الغدير

11:59 - 2022/07/05

-إن المولوية المجعولة لعلي « عليه السلام » يوم الغدير تختزن معنى الحق ، والمسؤولية عنه ، علماً ، أو عملاً ، أو كليهما . ولولا ذلك لم يحتج إلى دعاء « وأدر الحق معه حيث دار ».

معنى المولى في حديث الغدير

لا يصح أن يكون المعنى المقصود من المولى في يوم الغدير « ابن العم ، والناصر، والجار » التي ذكروا أنها من معاني « المولى » .

لأن هذه المعاني بديهية الثبوت لعلي عليه السلام فيكون ذكرها في يوم الغدير عبثاً . لذا يتعين المعنى المقصود بما اشار اليه السيد المرتضى « رحمه الله » قال : مولى بمعنى أولى، كما قاله أئمة اللغة في تفسير الآية [1].

يوم الغدير

مولى يوم الغدير إشكال وجواب

واستشكل الرازي على ذلك بما ملخصه:

لو كان مولى وأولى بمعنى واحد لصح استعمال كل منهما مكان الآخر ، فيصح أن يقال : هذا مولى من فلان . . كما صح أن يقال : هذا أولى من فلان .[2]

وأجابه العلماء بما يلي:

أولاً : إن الترادف إنما يكون في حاصل المعنى ، دون الخصوصيات التي تنشأ من اختلاف الصيغ ، والإشتقاقات ، أو أنحاء الاستعمال . . فكلمة « أفضل » تضاف إلى صيغة التثنية بدون ذكر « من » ، فيقال : زيد أفضل الرجلين ، واذا أضيفت إلى المفرد ، فلا بد من ذكر من ،فيقال : زيد أفضل من عمرو   ولا يقال : زيد أفضل عمرو .

ثانياً : اذا أخذنا معنى الناصر في كلمة « مولى » . فإنه يصح أن يقال : فلان ناصر دين الله ، و لا يصح أن يقال : فلان مولى دين الله .

ثالثاً : إذا اردنا أن نلاحظ ما ذكروه من معاني المولى ، فيكون الجواب هو :

لو أُريد بالمولى المحب والناصر من قوله « صلى الله عليه وآله » : « من كنت مولاه فعلي مولاه » . فهذا إخبار بوجوب حبه أو إنشاء وجوب حبه « عليه السلام » على المؤمنين ، لكن هذا تحصيل الحاصل ، لأن كل مؤمن يجب حبه على أخيه المؤمن ، فما معنى أن يجمع عشرات الألوف في ذلك المكان ؟ ! ليقول لهم : يجب أن تحبوا أخاكم علياً ؟ !

ولماذا يكون ذلك موازياً لتبليغ الرسالة ( وَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ ) ؟ ! [3]. ولماذا يكمل به الدين ، وتتم به النعمة ؟ ! . ولماذا يهنئه عمر وأبو بكر بهذا الأمر ، ويقولان له : أصبحت مولاي ومولى كل مؤمن ومؤمنة ؟ ! وكأنه لم يكن كذلك قبل هذا الوقت باعتقادهما ! !

وإن كان المقصود هو إيجاب نصرة مخصوصة تزيد على ما أوجبه الله على المؤمنين تجاه بعضهم ، فهو المطلوب ، لأن هذا هو معنى الإمامة ، ولا سيما مع الإستدلال على هذه النصرة الخاصة بمولوية النبي « صلى الله عليه وآله » لهم .

فإن قوله « صلى الله عليه وآله » : « ألست أولى بكم من أنفسكم » يفيد أنها ولاية نصرة ومحبة ناشئة عن هذه الأولوية منهم بأنفسهم . . كما أن جعل وجوب نصرة علي « عليه السلام » كوجوب نصرة النبي « صلى الله عليه وآله » لهم يؤكد ذلك .فإن نصرة النبي « صلى الله عليه وآله » لهم إنما هي من حيث نبوته ، وملكه لأمورهم ، وزعامته عليهم . . وليست كوجوب نصرتهم أو محبتهم لبعضهم بعضاً .

النتيجة: لا يستقيم المعنى بإرادة غير الأولى من كلمة المولى في حديث يوم الغدير.

المصادر:

[1]. الشافي في الإمامة للشريف المرتضى، ج 2 ، ص 261.

[2]. التفسير الكبير، ج 29، ص 227.

[3]. المائدة، الآية 67.

Plain text

  • وسوم إتش.تي.إم.إل المسموح بها: <a> <em> <strong> <span> <blockquote> <ul> <ol> <li> <dl> <dt> <dd> <br> <hr> <h1> <h2> <h3> <h4> <h5> <h6> <i> <b> <img> <del> <center> <p> <color> <dd> <style> <font> <u> <quote> <strike> <caption>
  • تتحول مسارات مواقع وب و عناوين البريد الإلكتروني إلى روابط آليا.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
13 + 1 =
Solve this simple math problem and enter the result. E.g. for 1+3, enter 4.