اكمال الدين في يوم الغدير و يأس الكفار

11:48 - 2022/07/06

-ذُكرت آية اكمال الدين وسط آيات تشرح بعض المحرمات ، فقد يقال : إن وقوع هذه الفقرة في ضمن بعض المحرمات ، يدل على أن إكمال الدين حصل بتشريع هذه الأحكام . . فلا ربط لها بالإمامة والولاية.

اكمال الدين يوم الغدير و يأس الكفار

اكمال الدين والاحكام الشرعية

تثار بعض الأسئلة عن  ورود آية اكمال الدين بين آيات تتضمن احكاما شرعية، وجميع هذه الأحكام قد سبق أن بينها الله تعالى في آيات نزلت قبل سنوات من نزول سورة المائدة . إما بنحو التنصيص والصراحة ، أو ببيان حكم العنوان العام الشامل لها . كعنوان الميتة ، وعنوان الفسق.

فكيف يأس الكفار والحال أن نفس تحريم هذه الأمور الواردة في الآية لا يوجب يأس الذين كفروا ، فإنها لا تختلف عن غيرها من الأحكام. كما أن تشريع الأحكام قد استمر إلى ما بعد يوم الفتح، وبعد نزول سورة براءة ، وقد تضمنت سورة المائدة بعضاً من ذلك.[1]

اكمال الدين

اكمال الدين وسبب يأس الكفار

لكن بالتأمل في واقع حال المسلمين في عصر الرسالة، نجد السبب الحقيقي ليأس الذين كفروا من اكمال الدين ليس ما تقدم بل يأس الكفار بإيجاد العلة المبقية لإستمرار هذا الدين ، وتكريس معنى الإمامة فيه بنصب الحافظ له ، والمبين لحقائقه ، والأمين على شرائعه ، والعالم بمعاني قرآنه ، والعارف بناسخه وبمنسوخه ، ومحكمه ومتشابهه ، والمسدد والمؤيد ، والمعصوم الذي لا يخطئ في شيء من ذلك وسواه .

إنه بهذا يئس الذين كفروا من التمكن بعد وفاة رسول الله « صلى الله عليه وآله » من تحريف هذا الدين ، والتلاعب بأحكامه ، وإلقاء الشبهات حول حقائقه .

وكما أن الكافرين ييأسون ، فإن المؤمنين سوف يشعرون بكمال دينهم ، وبتمام النعمة عليهم ، بعد أن وضعت الضمانات لحفظه ، وبذلك رضي الله لهم الإسلام ديناً عالمياً باقياً ، وأبدياً للبشرية كلها .

إنه بذلك قد زالت موجبات خشية المؤمنين من كيد الذين كفروا ، وأصبح الأمر مرهوناً بالمسلمين أنفسهم ، وبمدى التزامهم بما أُخِذَ عليهم من عهد وميثاق منه تعالى ، وخضوعهم للتدبير الرباني ، وباستجابتهم لما يحييهم ، وطاعتهم لمن نصبه الله ورسوله ولياً وحافظاً لهم ، ولدينهم .

فآية ( فَلَا تَخْشَوْهُمْ وَاخْشَوْنِي )[2]  تريد أن تحدد المسؤوليات ، وتسد أبواب التملصات المقيتة ، من قبل من يظهرون الطاعة والانقياد ، ويبطنون الصدود والعناد ، ويدبرون في الخفاء للإستئثار بالأمر ، وإقصاء صاحبه الشرعي عنه ، ولا شيء يدفعهم إلى ذلك سوى حب الدنيا وزينتها ، وعدم الاعتداد بشيء آخر سواها .

فعلى الناس أن يحفظوا نعمة الله عليهم ، وأن لا يخضعوا لأهواء أهل الكفر ، ولا يخشوا كيدهم ومؤامراتهم ، وإلا فإنهم سيذوقون وبال أمرهم ، وستكون أعمالهم هي السبب في سلب هذه النعمة منهم وعنهم .

إذن فالنعمة التي أتمها الله في غدير خم ، هي تشريع ما يكون موجباً لحفظ الدين ، وهو ولاية أولياء الله تبارك وتعالى ، لتقام بهم أركان الإسلام ، وتنشر بهم أعلامه .

وبذلك يأمن المؤمنون من أي فتنة أو افتتان . ويتحقق بذلك شرط قبول أعمال العباد ، فإذا نقض المسلمون عهدهم ، ولم يلتزموا بطاعة الإمام ، حرموا من بركات وجوده ، وعاشوا في المصائب والبلايا في حياتهم الدنيا ، ويكونون عرضة للفتن والمحن بما كسبت أيديهم .

والنتيجة: ان الاهتمام الذي أبداه رسول الله « صلى الله عليه وآله »  قبل يوم الغدير وبعده ، يتناسب لمثل هذا الحدث المهم وهو منصب الولاية الذي كمل الدين به، لا الوجوه التي ذكرها بعضهم.

المصادر

[1] . الصحيح من سيرة النبي الأعظم « صلى الله عليه وآله » ج 31 ص 300 و 301 .

[2] . سورة البقرة، الآية 150.

Plain text

  • وسوم إتش.تي.إم.إل المسموح بها: <a> <em> <strong> <span> <blockquote> <ul> <ol> <li> <dl> <dt> <dd> <br> <hr> <h1> <h2> <h3> <h4> <h5> <h6> <i> <b> <img> <del> <center> <p> <color> <dd> <style> <font> <u> <quote> <strike> <caption>
  • تتحول مسارات مواقع وب و عناوين البريد الإلكتروني إلى روابط آليا.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
3 + 5 =
Solve this simple math problem and enter the result. E.g. for 1+3, enter 4.