ابن تيمية والغدير

10:12 - 2022/07/07

-زعم ابن تيمية ان سورة المعارج مكية استنادا الى بعض الروايات فأنكر صحة نزول آية العذاب في الحارث بن النعمان الفهري بعد بيعة الغدير.

ابن تيمية والغدير

نزول سورة المعارج بعد بيعة الغدير

نزلت سورة المعارج في المدينة بعد بيعة الغدير حيث طار خبر ما جرى في غدير خم في البلاد ، فأتى الحارث بن النعمان الفهري أو ( جابر بن النضر العبدري) - وهو الذي قتل أمير المؤمنين « عليه السلام » والده النضر صبراً ، بأمر من رسول الله « صلى الله عليه وآله » لما أسر يوم بدر »[1].

تقول الرواية: أتى رسول الله « صلى الله عليه وآله » فقال : يا محمد ، أمرتنا من الله أن نشهد أن لا إله إلا الله ، وأنك رسول الله ، وبالصلاة ، والصوم ، والحج ، والزكاة ، فقبلنا منك ، ثم لم ترض بذلك حتى رفعت بضبع ابن عمك ، ففضلته علينا ، وقلت : من كنت مولاه فعلي مولاه ، فهذا شيء منك أم من الله ؟ ! فقال رسول الله « صلى الله عليه وآله » : والذي لا إله إلا هو ، إن هذا من الله .

فولى جابر ، يريد راحلته ، وهو يقول : اللهم ، إن كان ما يقول محمد حقاً فأمطر علينا حجارة من السماء ، أو ائتنا بعذاب أليم . فما وصل إليها حتى رماه الله بحجر فسقط على هامته ، وخرج من دبره ، وقتله . وأنزل الله تعالى : ( سَأَلَ سَائِلٌ بِعَذَابٍ وَاقِعٍ ) [2].

بيعة الغدير

بيعة الغدير و انكار ابن تيمية

لم يرتح ابن تيمية لهذا  الخبر فبادر الى انكاره وذكر أدلة لذلك  وتبعه بعض السلفية .[3] فمن أدلته قوله:

إن قصة الغدير إنما كانت بعد حجة الوداع بالإجماع - والروايات تقول : إنه لما شاعت قصة الغدير جاء الحارث وهو بالأبطح ، والأبطح بمكة . مع أن اللازم أن يكون مجيئه إلى رسول « صلى الله عليه وآله » في المدينة .

و الجواب:

إن كلمة الأبطح إنما وردت في بعض الروايات لا جميعها ، فإطلاق الكلام على جميعها في غير محله . فقد ورد في بعض نصوص الرواية : أن مجيء السائل كان إلى المسجد [4]. وقد نص في السيرة الحلبية : على أن ذلك كان في مسجد المدينة [5].

 إضافة الى ذلك ، فإن كلمة الأبطح لا تختص ببطحاء مكة ، بل تطلق على كل مسيل فيه دقائق الحصى [6]. وقد ورد في البخاري [7]، أحاديث ترتبط بالبطحاء بذي الحليفة . وكان « صلى الله عليه وآله » إذا رجع إلى المدينة دخل من معرس الأبطح ، فكان في معرسه ببطن الوادي ، فقيل له : إنك ببطحاء مباركة.[8]

والحاصل أن ابن تيمية لحالته النفسية تجاه أمير المؤمنين عليه السلام يستنقي موارد خاصة من الروايات تخدمه لرد تلك الفضائل، فليست غالب ابحاثه لكشف الحقيقة بل لبيان موقفه السلبي تجاه اهل البيت عليهم السلام.

المصادر:

[1] . الغدير، ج 1 ، ص 239 هامش .

[2] . الغدير، ج 1 ،ص 239 عن غريب القرآن لأبي عبيد.

[3] . منهاج السنة، ج 4 ،ص 13 ، وتفسير المنار لرشيد رضا ج 6 ص 464.

[4] . تذكرة الخواص، ص 30.

[5] . السيرة الحلبية ،ج 3 ،ص 274،

[6] . معجم البلدان ، ج 2 ، ص 213 و 215.

[7] . صحيح البخاري، ج 2 ، ص 556 ، حديث 1459.

[8] . إمتاع الأسماع للمقريزي ، ج 2 ، ص 122.

Plain text

  • وسوم إتش.تي.إم.إل المسموح بها: <a> <em> <strong> <span> <blockquote> <ul> <ol> <li> <dl> <dt> <dd> <br> <hr> <h1> <h2> <h3> <h4> <h5> <h6> <i> <b> <img> <del> <center> <p> <color> <dd> <style> <font> <u> <quote> <strike> <caption>
  • تتحول مسارات مواقع وب و عناوين البريد الإلكتروني إلى روابط آليا.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
10 + 5 =
Solve this simple math problem and enter the result. E.g. for 1+3, enter 4.