امكان نزول العذاب في عصر الرسالة

13:14 - 2022/07/07

- انكر ابن تيمية امكان نزول العذاب في عصر الرسالة، وعلى هذا نفى أن تكون آية المعارج نزلت في حق  الحارث الذي اعترض بعد بيعة الغدير.

امكان نزول العذاب في عصر الرسالة

أدلة عدم نزول العذاب

قال ابن تيمية : إن آية ( سَأَلَ سَائِلٌ بِعَذَابٍ وَاقِعٍ )[1] - نزلت بسبب ما قاله المشركون بمكة ، ولم ينزل عليهم العذاب هناك لوجود النبي « صلى الله عليه وآله » لقوله تعالى : ( مَا كَانَ اللهُ لِيُعَذِّبَهُمْ وَأَنْتَ فِيهِمْ ).[2]

و بالنسبة الى الحارث قال : كان مسلماً حسبما ظهر في خطابه المذكور مع النبي « صلى الله عليه وآله » ، ومن المعلوم بالضرورة أن أحداً لم يصبه عذاب على عهد النبي « صلى الله عليه وآله » .

العذاب وجواب أدلة عدم نزوله

لو سلمنا أن سورة المعارج مكية ، لكن ذلك لا يبطل الرواية التي تنص على نزولها في مناسبة الغدير ، لإمكان أن تكون قد نزلت مرتين ، فهناك آيات كثيرة نص العلماء على نزولها مرة بعد أخرى ، نظير : البسملة ، وأول سورة الروم ، وآية الروح . وقوله : ( أَقِمِ الصَّلاَةَ طَرَفَيِ النَّهَارِ ).[3] وسورة الفاتحة ، فإنها نزلت مرة بمكة حين فرضت الصلاة ، ومرة بالمدينة حين حولت القبلة ، ولتثنية نزولها سميت بالمثاني [4].

اما عدم نزول العذاب على المشركين لوجود النبي بينهم فنقول: إنه قد لا ينزل العذاب على المشركين لبعض الأسباب المانعة من نزوله ، مثل إسلام جماعة منهم ، أو ممن هم في أصلابهم ، ولكنه ينزل على هذا الرجل الواحد المعاند في المدينة لارتفاع المانع من نزوله . . ولا سيما مع طلبه من الله أن ينزل عليه العذاب .

و المنفي في آية ( مَا كَانَ اللهُ لِيُعَذِّبَهُمْ وَأَنْتَ فِيهِمْ ) هو عذاب الاستئصال للجميع ، ولا يريد أن ينفي نزول العذاب على بعض الأفراد .

العذاب

أما نزول العذاب على قريش ، فقد دلت الروايات على نزوله بدعاء رسول الله « صلى الله عليه وآله » ،فقد دعا على الحكم بن أبي العاص حيث كان يحكي مشية النبي « صلى الله عليه وآله » ، فرآه « صلى الله عليه وآله » ، فقال : كن كذلك ، فكان الحكم مختلجاً يرتعش منذئذٍ [5].

وما جرى لابن أبي لهب ، فإنه سب النبي « صلى الله عليه وآله » ، فدعا الله أن يسلط عليه كلبه ، فافترسه الأسد[6].

ايضا قد هدد الله قريشاً بقوله : ( فَإِنْ أَعْرَضُوا فَقُلْ أَنْذَرْتُكُمْ صَاعِقَةً مِثْلَ صَاعِقَةِ عَادٍ وَثَمُودَ )[7] . فإن كان مناط الحكم في هذه الآية هو إعراض الجميع ، فإن الصاعقة لم تأتهم لأن بعضهم قد آمن . ولو أنهم استمروا جميعاً على الضلال لأتاهم ما هددهم به .

فلو كان وجود النبي « صلى الله عليه وآله » مانعاً من جميع أقسام العذاب ، لم يصح هذا التهديد . . ولم يصح أن يصيب الحكم بن أبي العاص ، وغيره ممن تقدمت أسماؤهم شيء من الأذى .

نعم، إن أدلة ابن تيمية سقيمة في رد فضائل الامام علي «عليه السلام» لا يتابعه في أدلته الا من لا خبرة له بالتاريخ او من له موقف كموقفه تجاه اهل بيت الرسول « صلى الله عليه وآله »

المصادر

[1] . منهاج السنة، ج 4، ص 13.

[2] . الانفال، الآية 33.

[3] . هود، الآية 114.

[4] . تفسير مجمع البيان، ج 1، ص 47.

[5] . المعجم الكبير للطبراني، ج 3 ، ص 214.

[6] . الغدير، ج 1، ص 261.

[7] . سورة فصلت، الآية 13.

Plain text

  • وسوم إتش.تي.إم.إل المسموح بها: <a> <em> <strong> <span> <blockquote> <ul> <ol> <li> <dl> <dt> <dd> <br> <hr> <h1> <h2> <h3> <h4> <h5> <h6> <i> <b> <img> <del> <center> <p> <color> <dd> <style> <font> <u> <quote> <strike> <caption>
  • تتحول مسارات مواقع وب و عناوين البريد الإلكتروني إلى روابط آليا.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
9 + 0 =
Solve this simple math problem and enter the result. E.g. for 1+3, enter 4.