كربلاء وشبهات الاعداء

12:56 - 2022/07/26

-أدرك الاعداء أنّ المنبر الحسيني هو الذي يربي الناس أخلاقياً ، وإيمانياً ، وسلوكياً ، وعاطفياً وعقائدياً ، وهو الذي يمدهم بالثقافات المتنوعة ، ويثير فيهم درجات من الوعي الرسالي ، ويعمق مبادئ عاشوراء في وجدانهم ، لذا سعوا  هدم المنبر الحسيني المبارك ومحاربة عاشوراء الإمام الحسين « عليه السلام » .

كربلاء وشبهات الاعداء

إذا تم للأعداء تدمير المنبر الحسيني من خلال القاء الشبهات حوله؛ فإنهم يكونون قد حرموا الناس من ثواب إقامة هذه الشعيرة الإلهية ، وما أعظمه من ثواب ، وأجلِّها من كرامة إلهية سنيّة .

إن من أبسط وسائل التدمير التشكيك بهذا المنبر الشريف ، إثارة الشكوك بخطباء هذا المنبر المقدس ، وفيما يقدمونه من ثقافة عاشورائية ، واتهموهم بالكذب ، وبالتحريف ، وبالإفتعال المتعمد للأحداث ، كل ذلك ملفّع بأحكام عامة ، وبمطلقات غائمة ، وشعارات رنّانة ، يغدقونها بلا حساب إسهاماً منهم في زعزعة ثقة الناس بهذه المجالس ، الأمر الذي لا يمكن أن يصب إلا في خانة الخيانة للدين ، والاعتداء على عاشوراء ، وعلى الإمام الحسين « عليه السلام » في رسالته ، وفي أهدافه الجهادية والإيمانية الكبرى .

وإذا فرضنا وجود بعض الهنات فيما يقرؤونه من على المنبر، فإن ذلك لا يبرر لنا اتهامهم بوضع الأساطير والأباطيل ، لأنهم ينقلون ما وجدوه ، ويتلون علينا ما قرأوه ، فإن كان ثمة من ذنب فإنما يقع على غيرهم دونهم.

كما اذا كان هناك وجود شاذ نادر فيما ينقلونه، لكن ذاك لا يبرر إطلاق تلك الأحكام العامة والشاملة الهادفة إلى نسف الثقة بكل شيء .

ولا أحد يستطع - مهما بلغ به الجد - أن يثبت علمياً أياً من حالات التزوير أو الخرافة ، إلا الشاذ النادر الذي يكاد لا يشعر به أحد بالقياس إلى حجم ما هو صحيح وسليم ، رغم رغبة جهات مختلفة بالتلاعب بالحقيقة ، وبالتعتيم عليها ، وذلك لشدة حساسية هذا الحدث ، وتنوع مراميه ، وتشعب مجالاته ، واختلاف حالاته وتأثيراته .

وحتى ، الذين ينسب إليهم أنهم أسهموا في إثارة هذه الحملة الشعواء ، يسجلون هذه الحقيقة بوضوح ، ويعتزون بها ، فيذكر الكتاب المنسوب إلى الشهيد المطهري عن المرحوم الدكتور آيتي قوله : « إن تأريخ أبي عبد الله الحسين « عليه السلام » يعتبر نسبة إلى كثير من التواريخ الأخرى تاريخاً محفوظاً من التحريف ، ومصاناً منه »[1] .

وذلك إن دل على شيء فهو يدل على أن الله سبحانه قد حفظ هذا الدم الزاكي ليكون هو الحافظ لهذا الدين ، فأراد له أن يبقى مصوناً صافياً نقياً إلى درجة ملفتة وظاهرة .

المنبر

المنبر والحسین علیه السلام

وظهر بذلك مصداق قول رسول الله « صلى الله عليه وآله » في الحسين « عليه السلام » : « إنه مصباح هدى ، وسفينة نجاة »[2]. فصدق الله ، وصدق رسوله ، وصدق أولياؤه الأبرار ، الطاهرون ، والأئمة المعصومون .

المصادر:

[1] . الملحمة الحسينية ج 3 ص 236 عن كتاب : تحليل تاريخ عاشوراء ص 151.

[2] . فرائد السمطين، ج 2 ، ص 155 واحقاق الحق، 21.

Plain text

  • وسوم إتش.تي.إم.إل المسموح بها: <a> <em> <strong> <span> <blockquote> <ul> <ol> <li> <dl> <dt> <dd> <br> <hr> <h1> <h2> <h3> <h4> <h5> <h6> <i> <b> <img> <del> <center> <p> <color> <dd> <style> <font> <u> <quote> <strike> <caption>
  • تتحول مسارات مواقع وب و عناوين البريد الإلكتروني إلى روابط آليا.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
10 + 4 =
Solve this simple math problem and enter the result. E.g. for 1+3, enter 4.