افتراءات ابن تيمية على الإمام علي

علي عليه السلام و افتراءات ابن تيمية

نسب ابن تيمية أحاديث نقلها عن أسلافه منسوبة الى أمير المؤمنين عليه السلام و على لسانه، منها قوله:(لا أجد أحداً يفضلني على أبي بكر وعمر إلا جلدته حد المفتري).[1]

إنّ هذا الحديث لم يرد في مرويات الشيعة الإمامية بل أصله من مرويات أهل السنة ، وهو حديث باطل من وجوه.

أولا: إنه من أحاديث الآحاد، لم يذكره أصحاب الكتب الستة ولا المسانيد ، وإنما له طرق لا تخلو من إشكال، فبعضها ضعيف ورد من طريق محمد بن طلحة ، وهو مضَّعف وقد اضطرب في إسناده .

فرواه مرة عن الحكم بن حجل عن علي (عليه السلام)، وأخرى رواه عن الحكم عن أبيه عن علي (عليه السلام)، والحكم وأبوه كلاهما مجهولان.

علي عليه السلام وتناقض الحديث المنسوب اليه

ثانياً: إن هذا الحديث يكذب نفسه فلا يصح لما فيه من الباطل، لأن الحدّ لا يجب على من فضل مفضولا ً على فاضل، بدليل ما ورد عن رسول الله (صلى الله عيه وآله) فانه قال : ( ما أقلت الغبراء ولا أظلت الخضراء من ذي لهجة أصدق من أبي ذر) فلم يكن أبو ذر بهذا القول أصدق من رسول الله(صلى الله عيه وآله) وهذا من المتعارف في الكلام أن يقول الرجل فلان أكرم الناس وأجود الناس ولا يعني بذلك أنه لا أكرم ولا أجود منه .[2]

ايضاً الأمة مجمعة على أن علياً (عليه السلام) كان عدلاً في قضيته وليس من العدل أن يجلد حد المفتري مَن لم يفتر ، لأنّ هذا جور على لسان الأمة كلها، وعلي بن أبي طالب (عليه السلام) عندنا بريءٌ من ذلك.[3]

وقد أكّدتْ وجود التناقض في هذا الحديث، مناظرة المأمون العباسي مع علماء الكلام وأهل الحديث، فإنه قال : كيف يجوز أن يقول علي (عليه السلام) أجلد الحد على من لايجب عليه الحد فيكون متعدياً لحدود الله عز وجلّ عاملاً بخلاف أمره ، وليس تفضيل من فضله عليهما فرية، وقد رويتم عن أبي بكر أنه قال وليتكم ولست بخيركم ، فأي الرجلين أصدق عندكم (أبو بكر على نفسه أم علي على أبي بكر ).[4]

فإن قالوا: إن ابا بكر قال ذلك تواضعاً. قلنا: وعلي قال ذلك تواضعا، إن كان، على أن التواضع لا يجوز في موضع يوجب التلبيس، وهل يسوغ للحرة أن تقول: لست بحرة، وقد كان النبي صلى الله عليه وآله أولى بمثل ذلك فلا وجه لقوله: أنا سيد ولد آدم.

و توجيه حديث رسول الله (صلى الله عيه وآله) بان المراد به هو التفضيل في القيامة، مردود ، فانهم التجأوا الى هذا التأويل بعد تعارضه مع حديث : (لا يحل أحد أن يقول: أنا خير من يونس بن متى) مع اعترافهم انه (صلى الله عيه وآله)  مفضل في الدارين من قبل الله عز وجل.[5]

اذن لا غرو في نسبة الاحاديث على لسان رسول الله (صلى الله عيه وآله) أو علي (عليه السلام) و سائر اهل بيته الكرام فإن ذلك من ديدن الاعداء و من لا حظ لهم يوم القيامة، ولا يتشبث بها الا المشككون و المعاندون.

المصادر:

[1] . منهاج السنة، ج 7 ، 511 .

[2] . شرح الأخبار في فضائل الأئمة الأطهار، ج2 ، ص، 251 .

[3] . بحار الأنوار للشيخ المجلسي، ج1 ، ص،377.

[4] . عيون أخبار الرضا (عليه السلام)،  ج1 ، ص ، 202.

[5] . أعلام الحديث (شرح صحيح البخاري)، ج 1 ، ص 337.