قد سعى المخالفون للنبي و أهل بيته بكل جهدهم منذ بعثة النبي صلى الله عليه وآله و الى يومنا هذا، أن يكتموا حقائق القضايا ولا ينقلوا لنا الحوادث كما وقعت.
دور العلماء في حفظ أمانة نقل الحديث
انهم لم يلتزموا بحفظ الامانة وايصالها الى اهلها. وذلك باستعمالهم أساليب عديدة في رد ما يتعلق بأهل البيت عليهم السلام وبمسائل الإمامة ، وكل ما يستدل به الإمامية في بحوثهم.
فأول ما نشاهده في كتبهم أنهم يغفلون الخبر ، ويحاولون التعتيم عليه وعدم نقله وعدم نشره ، ولذا نرى أن كثيرا من الأخبار الصحيحة بأسانيدهم غير مخرجة في الصحيحين ، أو الصحاح الستة من كتبهم ، فأول محاولة منهم هي إغفال الأخبار الصحيحة التي يستند إليها الشيعة فلا ينقلونها .
و إذا نقلوا حديثا، نراهم يحاولون أن يحرفوه ، والتحريف يكون على أشكال في كتبهم .
المخالفون وأقسام تحريف الحديث
فتارة ينقلون الحديث مبتورا وينقصون منه محل الاستدلال ومورد الحاجة ، وتارة يبهمون في ألفاظه ،فيرفعون الأسماء الصريحة ويضعون في مكانها كلمة فلان إبهاما للأمر .
وتارة يحذفون من الخبر ويضعون في مكان المقدار المحذوف كلمة كذا وكذا .
وتارة نراهم يصحفون الألفاظ . فإن لم يمكنهم التلاعب بمتنه ، انبروا للطعن في سنده ، وحاولوا تضعيف الحديث أو تكذيبه . فإن لم يمكنهم ذلك ، وضعوا في مقابله حديثا آخر وادعوا المعارضة بين الحديثين .
فمثلاً ينقل عن بعض الصحابة ، أنهم كانوا يعرضون أولادهم على أمير المؤمنين عليه السلام ، يأتون بأبنائهم
ويوقفونهم على الطريق ، فإذا مر أمير المؤمنين عليه السلام قالوا للولد : أتحب هذا ؟ فإن قال : نعم ، علم أنه منه وإلا . . .
فمتن الحديث يقول : كنا نبور أبناءنا بحب علي بن أبي طالب ، وكلمة "نبور" تعني نختبر ، أي نختبرهم نمتحنهم ، لنعرف أنهم من صلبنا أو لا.
فجاء تصحيف متن الحديث هكذا : كنا بنور إيماننا نحب علي بن أبي طالب . فالباء أصبحت نونا ، بنور ، وأبناءنا أصبحت إيماننا ، كنا بنور إيماننا نحب علي بن أبي طالب.[1]
انهم يفعلون ذلك "لِیطْفِؤُا نُورَ الله بِأَفْواهِهِمْ"[2] ، لئلا يظهر الحق ، وما أكثر هذا .
هناك حديث يروونه عن رسول الله صلى الله عليه وآله يقول : النجوم أمان لأهل السماء فإذا ذهبت ذهبوا ، وأهل بيتي أمان لأهل الأرض،فإذا ذهب أهل بيتي ذهب أهل الأرض .
هذا الحديث موجود في المصادر ، ومنها مسند أحمد ذكر ذلك ابن حجر،[3] لكن هذا الحديث ليس الآن موجودا فيه.
حديث : أنا مدينة العلم وعلي بابها ، في مصادر كثيرة ، كصحيح الترمذي ، ينقله ابن الاثير عن صحيح الترمذي في جامع الأصول [4]، و في تاريخ الخلفاء للسيوطي[5] ، وفي الصواعق لابن حجر[6] ، والفضل ابن روزبهان يعترف بوجود هذا الحديث في صحيح الترمذي ويحكم بصحته .
المصادر:
[1] . شرح نهج البلاغة، ابن ابي الحديد،ج 4 ، ص 110.
[2] . سورة الصف، الآية8.
[3] . الصواعق المحرقة على أهل الرفض والضلال والزندقة، ج 2 ، ص 675
[4] . جامع الأصول،ج 8، ص 657.
[5] . تاريخ الخلفاء، ص133.
[6] . الصواعق المحرقة على أهل الرفض والضلال والزندقة،ج 2 ،ص 357.