إن جميع ما يدل على عصمة رسول الله صلى الله عليه وآله يدل على عصمة الأئمة الأطهار عليهم السلام ، وكل دليل يدل على وجوب الانقياد والطاعة له يدل على وجوب الإطاعة للأئمة.
إن من الابحاث التي وقع النقاش فيها، مسألة العصمة ، وقد اثبتها المخالفون في النبي و حصروها في تبليغ الرسالة دون غيرها ونفوها كليّا عن غير الرسول سواء كان من أئمة اهل البيت عليهم السلام ام من غيرهم.
أدلة العصمة
إن الأحاديث الواردة في هذا الباب كثيرة ، منها ما روي عن رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) أنه قال : من أطاعني فقد أطاع الله ومن عصاني فقد عصى الله ، ومن أطاع عليا فقد أطاعني ومن عصى عليا فقد عصاني ، هذا الحديث أورده الحاكم في المستدرك وصححه ووافقه الذهبي في تلخيص المستدرك.[1]
وإذا كانت طاعة الله وطاعة الرسول وطاعة علي واحدة ، فهل من معصية أو سهو أو خطأ يتصور في رسول الله وعلي والأئمة الأطهار عليهم السلام ؟
وبالمراجعة الى التفاسير نجد تصريحهم بدلالة قوله تعالى : ( أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم )[2] على العصمة ، لكنهم لا يريدون أن يعترفوا بأن أولي الأمر هم الأئمة من أهل البيت عليهم السلام ، فإذا ثبت أن المراد من أولي الأمر في الآية هم أئمة أهل البيت بالأدلة المتقنة القطعية المقبولة عند الطرفين ، فلا بد وأن تدل الآية على عصمة أئمتنا عليهم السلام .
لكن الفخر الرازي لا يريد أن يعترف بهذه الحقيقة ، إنه يقول بدلالة الآية على العصمة ثم يحرفها الى الامة و يقول: بأن المراد من أولي الأمر هم الأمة [3]، أي الأمة تطيع الأمة ! أطيعوا الله أيها الأمة ، وأطيعوا الرسول وأطيعوا أنفسكم ، وهل لهذا معنى ؟ إنه مما تضحك منه الثكلى .
ومن الطبيعي أن يتبع مثل ابن تيمية الفخر الرازي في هذه الآية المباركة ، فإن هذا ديدنهم مع كل دليل يريدون أن يصرفوه عن الدلالة على إمامة أئمتنا وعصمتهم .
يقول ابن تيمية : لا نسلم أن الحاجة داعية إلى نصب إمام معصوم ، لأن عصمة الأمة مغنية عن عصمته.[4] وكأن ابن تيمية لا يدري بأن أكثر صحابة رسول الله سيذادون عن الحوض ، وما أكثر الفتن ، وما أكثر الفساد ، وما أكثر الويلات والظلم الواقع في هذه الأمة ، وأين العصمة من الأمة ؟
ومن الادلة على العصمة ايضا حديث السفينة الوارد عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم والدال على عصمة الأئمة عليهم السلام : مثل أهل بيتي فيكم كمثل سفينة نوح من ركبها نجا ومن تخلف عنها هلك . إن حديث السفينة ينطبق تماما على قضية نوح وابنه وما حدث في تلك الواقعة.
المصادر
[1] . المستدرك على الصحيحين، ج 3 ، ص 121 .
[2] . سورة النساء ، الآية 59 .
[3] . التفسير الكبير، ج 10 ، ص 144 .
[4] . منهاج السنة، ج 3 ، ص 173 ، 270 .