لمحة عن علم الإمام الرضا عليه السلام

10:10 - 2022/09/14

-للإمام الرضا عليه السلام جانب علمي رفيع لا يُضاهى ، وذلك متسالم عليه ، وهو ما سنتناول بعضا من وجوهه في البحث التالي.

لمحات عن الإمام الرضا عليه السلام

الإمام الرضا عليه السلام هو ثامن الأئمّة الإثنى عشر عليهم السلام الذين نصّ عليهم النبي صلى الله عليه وأله وسلم ، ولد في المدينة سنة ١٤٨ هـ وهو ما ذهب إليه أكثر العلماء ، كما أن في تاريخ شهاته خلاف أيضا.عُرف عن الإمام الرضا عليه السلام عند أهل زمانه بالزهد والعبادة والإحسان للمستضعفين، غير أنّه اشتهر بسعة علمه ومعارفه ؛ وذلك لتَفَوُّقه على جميع من ناظره من مختلف المذاهب والأديان، وهذا ما كشفته مناظراته، التي كان يقيمها المأمون العباسي بينه وبين كبار علماء المذاهب والأديان، لعلّه يتمكن من إثبات أنّ أئمة أهل البيت عليهم السلام  ليس لديهم علم لَدُنّي كما هو المتداول عند شيعتهم ومواليهم.

وكما أشرنا فإن المأمون كان يعقد هذه المناظرات بهدف إزالة الاعتقاد السائد لدى عامّة الأمّة حول أئمة أهل البيت عليهم السلام من أنّهم ذوو علم لدُنيّ ، وهذا ما أشار له الشيخ الصدوق حيث قال: " كان المأمون يجلب على الإمام الرضا عليه السلام من مُتَكَلّمِي الفرق والأهواء المُضِلّة كل من سمع به ، حِرْصَاً على انقطاع الإمام الرضا عن الحجّة مع واحد منهم ، وذلك حسداً منه له ، ولمنزلته من العلم ، فكان لا يُكلم أحداً إلاّ أقرّ له بالفضل ، والتزم الحُجَّة له عليه ..[1]

وسنعرض هاهنا بعض الأمثلة على تلك المنالظرات التي أقامها المأمون تمنيا منه في تعجيز الإمام الرضا عليه السلام ودحض ما عنده مع مختلف علماء المذاهب والأديان ، وتلك المناظرات في غالبيتها حول المسائل العقائدية والفقهية ، أدرج منها الشيخ الطبرسي قسماً في كتابه "الاحتجاج" ومنها:

1. الاحتجاج في التوحيد والعدل: وهي من مناظرات الإمام الرضا عليه السلام أجراها مع أبي قرة، وتصدى له الإمام الرضا عليه السلام لإبطال الشُبَه الّتي أثارها أبو قرّة في مسائل متعدّدة في العقيدة الإسلامية ، فأفحمه الإمام في كل تلك المسائل وأخرسه ، ومنها كيفية كلام الله تعالى وبساطة الذات الإلهية ، ونفي إمكان رؤية الباري تعالى وهل لله تعالى مكان؟ وأن الله تعالى ليس بمحمول ، وأن الكل قريب عند الله تعالى ، وعلة رفع اليدين عند الدعاء.

2. الاحتجاج مع المروزي: وهي مناظرة للأمام الرضا عليه السلام مع متكلم خراسان سليمان المروزي ، وتطرقت المناظرة لجوانب عديدة منها الإرادة الإلهية ومعناها  وعلم الله تعالى وهل أن الإرادة فعل الله؟ والدليل على أن الإرادة علم أو ليست بعلم وأن الله تعالى واحد لاشيء معه ، فلما أفحمه الإمام ، قال المأمون عند ذلك يا سليمان، هذا أعلم هاشمي ، ثم تفرق القوم.

3. الاحتجاج مع رأس الصابئة: وكانت هذه المناظرة مع عمران الصابي وكان واحداً من المتكلمين ، وقد ناظره الإمام عليه السلام في حقائق إيمانية توحيدية، وبيّن الاعتقاد الصحيح فيها ، وفي نهاية المناظرة أسلم عمران وقال: " نعم يا سيدي، قد فهمت وأشهد أنّ الله تعالى على ما وصفت ووحّدت، وأشهد أنّ محمداًصلی الله عليه وآله وسلم عبده المبعوث بالهدى ودين الحق، ثم خرّ ساجداً نحو القبلة وأسلم..[2]

وبعد كل المناظرات التي خطط لها المأمون أدرك في  نهاية المطاف أنّه لا يوجد نظير الإمام الرضا عليه السلام ، وأنّ الأمر بدأ ينعكس عليه سلباً ، أخذ بالحد من هذه المناظرات .

الإمام

وقد اعترف المأمون بنفسه أكثر من مرة وفي أكثر من مناسبة أن الإمام الرضا عليه السلام أعلم أهل الأرض ، وأعبدهم .. ولقد قال لرجاء بن أبي الضحاك : " .. بلى يا ابن أبي الضحاك ؛ هذا خير أهل الأرض ، وأعلمهم ، وأعبدهم .. "[3] ، وقد قال المأمون أيضاً للعباسيين عندما جمعهم سنة ٢٠٠ هـ. وهم أكثر من ثلاثة وثلاثين ألفاً : " إنّه نظر في ولد العبّاس ، وولد علي رضي الله عنهم ، فلم يجد أحداً أفضل ، ولا أورع ، ولا أدين ، ولا أصلح ، ولا أحقّ بهذا الأمر من علي بن موسى الرضا ".[4]

استُشهد عليه السلام مسموما بأمر من المأمون  في شهر صفر سنة 203 هــ عن عمر ناهز ( 55 ) عاماً وهو المشهور عند الشيعة .[5].

_________________

المصادر:

[1] عيون أخبار الرضا، ج 1، ص 152.

[2] الطبرسي، الاحتجاج، ج 2، ص 396 وما بعدها

[3] عيون أخبار الرضا ج ٢ ص ١٨٣

[4] مروج الذهب ج ٣ ص ٤٤١.

[5] الكافي، ج 1، ص 486.

Plain text

  • وسوم إتش.تي.إم.إل المسموح بها: <a> <em> <strong> <span> <blockquote> <ul> <ol> <li> <dl> <dt> <dd> <br> <hr> <h1> <h2> <h3> <h4> <h5> <h6> <i> <b> <img> <del> <center> <p> <color> <dd> <style> <font> <u> <quote> <strike> <caption>
  • تتحول مسارات مواقع وب و عناوين البريد الإلكتروني إلى روابط آليا.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
5 + 0 =
Solve this simple math problem and enter the result. E.g. for 1+3, enter 4.