المناجاة الخمسة عشر للإمام السجاد

16:38 - 2022/10/20

-تحمل المناجاة الخمسة عشر المروية عن الإمام السجاد عليه السلام مفاهيم عظيمة وجليلة.

المناجاة الخمسة عشر للإمام السجاد عليه السلام

يُعتبر الدعاء من الأسلحة المهمة التي يحمي بها المؤمن نفسه من المخاطر المادية والمعنوية، فقد كان الدعاء سلاحا للأنبياء و مناجاة يناجون به الله سبحانه وتعالى. رُوى عن الإمام علي بن موسى الرضا عليه السلام أنه كان يقول لأصحابه : " عليكم بسلاح الأنبياء، فقيل و ما سلاح الأنبياء؟  قال الدعاء ". [1]

لذا كان الدعاء من كنوز العلم والمعرفة في مدرسة الإمام زين العابدين عليه السلام، وهذا ما نجده منثورا في المناجاة الخمسة عشر المروية عنه عليه السلام، تلك المناجاة التي تحمل المعاني الربانية والعرفانية والأخلاقية والتربوية العالية التي لامثيل لها، وغايتها أن تربي الإنسان وتوجهه إلى ساحة الله الذي إليه يتوجه الأولياء والصالحون في الشدة والرخاء وفي السر والعلانية، وفي الليل والنهار، وأن يصلح ما بينه وبين الله عز وجل.

یقول الشيخ محمد تقي المجلسي عن هذه المناجاة الإلهية " وحري بالسالك إلى الله تعالى أن يداوم على قراءتها ".[2]

وحكى بعض تلامیذ السيد علي الطباطبائي عنه أنَّه كان يقول مرارا إني أداوم على تلك المناجاة منذ سنين عديدة، فتح الله بها على قلبي من أنوار الحكمة والمعرفة والمحبة ما لا يحصي وجربتها في استجابة الدعاء، وكان يُرغب السلاك والعباد إلى مداومته على قراءتها.[3]

نُقلت المناجاة الخمسة عشر في البحار والصحيفة السجادية ومفتايح الجنان حيث تبدأ بمناجاة التائبين وتنتهي بمناجاة الزاهدينن، وسنعرض بعض المقاظع و  المضامين الجليلة من المناجاة الخمسة عشر لضيق المقام :

1. مناجاة التائبين:

يقول فيها الإمام " إِلَهِي أَلْبَسَتْنِي الْخَطَايَا ثَوْبَ مَذَلَّتِي وَ جَلَّلَنِي التَّبَاعُدُ مِنْكَ لِبَاسَ مَسْكَنَتِي وَ أَمَاتَ قَلْبِي عَظِيمُ جِنَايَتِي فَأَحْيِهِ بِتَوْبَةٍ مِنْكَ يَا أَمَلِي وَ بُغْيَتِي وَ يَا سُؤْلِي وَ مُنْيَتِي فَوَعِزَّتِكَ مَا أَجِدُ لِذُنُوبِي سِوَاكَ غَافِرا وَ لا أَرَى لِكَسْرِي غَيْرَكَ جَابِرا..."

تبدأ المناجاة بالإعتراف والإقرار بالذنوب وهي حالة من الإنكسار والإقرار بعظيم الطاعة  والعبادة لتتسلسل بعد ذلك في طلب العفو والصفح والمغفرة.

2. مناجاة المريدين:

يقول في الإمام السجاد عليه السلام: " سُبْحَانَكَ مَا أَضْيَقَ الطُّرُقَ عَلَى مَنْ لَمْ تَكُنْ دَلِيلَهُ وَ مَا أَوْضَحَ الْحَقَّ عِنْدَ مَنْ هَدَيْتَهُ سَبِيلَهُ..."

وهي مناجاة يبين فيها الإمام عليه السلام طريق الوصول إلى الله تعالى وحقيقته الذي قوامه المعرفة لأنها الدليل للصول للقرب الإلهي وبدونها يبقى الإنسان حائرا.

مناجاة

3. مناجاة الزاهدين:

وتبدأ المناجاة بهذه الفقرة: "إلَهي أَسْكَنْتَنَا دَارا حَفَرَتْ لَنَا حُفَرَ مَكْرِهَا وَ عَلَّقَتْنَا بِأَيْدِي الْمَنَايَا فِي حَبَائِلِ غَدْرِهَا فَإِلَيْكَ نَلْتَجِئُ مِنْ مَكَائِدِ خُدَعِهَا وَ بِكَ نَعْتَصِمُ مِنَ الاغْتِرَارِ بِزَخَارِفِ زِينَتِهَا فَإِنَّهَا الْمُهْلِكَةُ طُلابَهَا الْمُتْلِفَةُ حُلالَهَا الْمَحْشُوَّةُ بِالْآفَاتِ الْمَشْحُونَةُ بِالنَّكَبَاتِ..."

يطلب الإمام عليه السلام في هذه المناجاة من الله تعالى أن يقيه من مكائد الدنيا وشراكها وحبالها وزينتها وغوايتها وأن يمنحه الزهد فيها والعيش تحت ظل طاعته تعالى.

وفي الختام يجب الإلتفات إلى أن الإمام عليه السلام ليس عاصيا أو مذنبا وبعيدا عن الله أومقصرا في حقه، إنما أو المر اد بيان أن العبد مهما بلغ وبالغ في طاعة الله تعالى يجب أن يتذلل العبد أكثر وأكثر لأنه تعالى أهل لذلك.

_______________

المصادر:

[1]  الكافي، ج2،  ص468.

[2] المجلسي، روضة المتقين ج 13، ص 128.

[3] آقا بزرك الطهراني، الذريعة، ج 22، ص 239.

Plain text

  • وسوم إتش.تي.إم.إل المسموح بها: <a> <em> <strong> <span> <blockquote> <ul> <ol> <li> <dl> <dt> <dd> <br> <hr> <h1> <h2> <h3> <h4> <h5> <h6> <i> <b> <img> <del> <center> <p> <color> <dd> <style> <font> <u> <quote> <strike> <caption>
  • تتحول مسارات مواقع وب و عناوين البريد الإلكتروني إلى روابط آليا.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
6 + 1 =
Solve this simple math problem and enter the result. E.g. for 1+3, enter 4.