الإمام الصادق على لسان أئمة أهل السنة

من يُباري الإمام الصادق عليه السلام فضلا وعلما ونقاء إلا من أوتي مثل ما أوتي، فهو الإمام جعفر الصادق الفذ الأغرالنحرير، الذي جمع العلم والفضل والورع والتقوى والزهد في الدنيا، كيف لا، وهو سليل النبوة، فشرفه لايخفي وفضائله بين الناس والخلائق ظاهرة تترى عليه وعلى آبائه الصلاة والسلام. 

في المقتطف التالي سنعرض بعض الأقوال على لسان كبار أئمة المخالفين وعلمائهم وما ذكروه عن الإمام جعفر الصادق عليه السلام وذلك على النحو الآتي:

1. يقول أحد أئمة المذاهب عند السنة مالك بن أنس : " اخلفتُ إِلَى جعفر بنِ محمد زمانا وما كنت أراه إلا على ثلاث خصال، إما مُصلٍّ وَإِما صائِمٌ وَإِما يقرأُ الْقرآنَ وَمَا رأيته يُحدث عن رسول صلى الله عليه وآله إلا عن طهارة، وكان لايتكلم فيما لا يعنيه، وكان من الْعُلَمَاءِ الْعُبَّادِ الزُّهَّاد الذين يخشون الله ولقد حججت حجة معه سنة فلما أتى الشجرة أحرم فكلما أراد أن يُهل كاد يُغشى عليه"[1].

2. ويقول إمامهم أبو حنيفة: " مَا رأيْت أَحداً أَفْقَهَ مِن جَعفر بنِ محَمدٍ لَما أَقدَمه المَنْصُوْرُ الحِيرةَ بعث إِلَي فَقَالَ: يا أَبا حَنيفة إِنَّ النَّاس قد فتنوا بجعفر ابن محمد فهيىء لَهُ مِنْ مَسَائِلِكَ الصِّعَابِ فَهَيأتُ لَه أَربَعِين مَسْأَلَة ثُم أَتَيت أَبا جَعفر وَجَعْفَر جَالِسٌ، عَنْ يَمِيْنِه فَلَمَّا بَصُرتُ بِهِمَا دَخلَني لِجعفر مِن الهَيْبَةِ مَا لاَ يدخلنِي لأَبِي جعفر فَسلَمتُ وَأَذِنَ لِي فجلستُ ثُم التفت إِلَيَّ جَعْفَرٌ فَقَالَ: يَا أَبَا عَبْد الله تَعْرِف هَذَا قَالَ: نَعَم هَذَا أَبو حَنِيْفَة ثُم أَتْبعها قَد أَتَانَا ثُم قَال: يا أَبا حَنِيْفَة هَاتِ مِن مسائِلِكَ نَسْأَلُ أَبَا عَبْدِ اللهِ فَابتَدَأْتُ أَسْأَلُه فَكَانَ يَقُوْلُ فِي المَسْأَلَةِ: أَنْتُم تَقُوْلُوْنَ فِيْهَا كَذَا وَكَذَا, وأَهل المدِينة يَقولون كَذا وَكَذا, وَنَحْن نَقُولُ كَذا وَكَذا فَربما تَابعنا وَربما تَابَعَ أَهْلَ المدينة وَربما خالفنا جميعا حتى أَتيت على أَربعين مسألَة ما أَخرم منها مسألَة ثُم قَال أبو حنيفة: أليس قد روينا أن أعلم الناس أعلمهم باختلاف الناس؟." [2].

3. وقال أبو الفتح الشهرستاني: " جعفر بن محمد الصادق، هو ذو علم وأدب كامل في الحكمة، وزهد في الدنيا وورع تام عن الشهوات. وقد أقام بالمدينة مدة يفيد الشيعة المنتمين إليه ويفيض على الموالين له أسرار العلوم... "[3].

4. يقول أبو نعيم: " جعفر بن محمد الإمام الناطق، ذو الزمام السابق، أبو عبد الله جعفر بن محمد الصادق، أقبل على العبادة والخضوع. وآثر العزلة والخشوع... " [4].

5. قال النووي: "  روى عنه محمد بن إسحاق، ويحيى الأنصارى، ومالك، والسفيانان، وابن جريج، وشعبة، ويحيى القطان، وآخرون. واتفقوا على إمامته، وجلالته، وسيادته. قال عمرو بن أبى المقدام: كنت إذا نظرت إلى جعفر بن محمد علمت أنه من سلالة النبيين " [5].

6. قال الشيخ محمَّد بن طلحة الشافعي هو من عظماء أهل البيت (عليهم السلام) وساداتهم ذو علوم جمّة وعبادة موفورة وأوراد متواصلة وزهادة بيّنة، وتلاوة كثيرة، يتتبع معاني القرآن الكريم ويستخرج من بحره جواهره ويستنتج عجايبه، ويقسم أوقاته على أنواع الطاعات بحيث يحاسب عليها نفسه، رؤيته تذكّر الآخرة ".[6]  

ولكثير غير هؤلاء من أئمة العامة وعلمائهم كلاما ومدحا مطولا في حق الإمام الصادق عليه السلام يضيق المقام عن نثرها كلها.

_____________

المصادر:

[1] التهذيب، ج2، ص67.

[2] سير أعلام النبلاء، ج6، ص364.

[3] الملل والنحل ، ج1، ص166.

[4] حلية الأولياء ج3، ص192.

[5] تهذيب الأسماء واللغات ، ج1، ص 155.

[6] مطالب السؤول في مناقب آل الرسول، ص436.