الصعود من التراب إلى رب الأرباب

من المعروف عند الشيعة أن المعتبر بل الواجب في السجود هو السجود على التربة أو الحصی و الحجارة أو کل شيء من الأرض عدا المعادن والمأکولات والمشروبات والملبوسات، ومن هنا اختصت الشيعة بالقول باستحباب السجود على تربة الإمام الحسين عليه السلام خاصة تبعا للمعصومين عليهم السلام تكريما له ولتربة قبره الشريف، ويُذكر أن أّول من استخدم التربة الحسينية للسجود عليها هو الإمام السجادعليه السلام، وقد ورد أنه كان له خريطة فيها تربة الحسين عليه السلام إذا قام في الصلاة تغيّر لونُه فإذا سجد لم يرفع رأسه حتى يتصبب عرقا.[1]

ومن الفضائل التي جاءت في روايات أهل البيت عليهم السلام في التربة الحسينية بعض الروايات التي تحدث عن فضل السجود عليها، ولا عجب ولا مانع في ذلك وهو سيد الشهداء وسيد شباب أهل الجنة وقرة عين الرسول صلى الله عليه وآله، وهو مصباح الهدى وسفينة النجاة، فهاك مما قالوا عليهم السلام في ذلك:

 بعض فضائل السجود على التربة الحسينية:

1. قال الصادق علیه السلام : "السجود على طين قبر الحسين علیه السلام ينوّر إلى الأرضين السبعة، ومن كانت معه سبحة من طين قبر الحسين علیه السلام كتب مسبّحاً وإن لم يسبح بها".[2]  

2. كان لأبي عبد الله جعفر بن محمد علیه السلام خريطة من ديباج صفراء فيها من تربة أبي عبد الله علیه السلام فكان إذا حضرته الصلاة صبّه على سجادته وسجد عليه ثم قال: "إن السجود على تربة أبي عبد الله علیه السلام تخرق الحجب السبع". الحدائق الناضرة، ج 7، ص 260

3. سئل أبو عبد الله عليه السلام عن استعمال التربتين من طين قبر حمزة وقبر الحسين عليه السلام والتفاضل بينهما فقال عليه السلام: "السبحة التي هي من طين قبر الحسين عليه السلام تسبح بيد الرجل من غير أن يسبح، قال وقال: رأيت أبا عبد الله عليه السلام وفي يده السبحة منها وقيل له في ذلك فقال: أما إنها أعود على أو قال: أخف علي".[3]

یقول العلامة كاشف الغطاء رحمة الله عليه في بيان حكمة إيجاب السجود على الأرض واستحباب السجود على التربة الشريفة: "ولعلّ السر في إلزام الشيعة الامامية استحباباً بالسجود على التربة الحسينية ... أن يتذكر المصلي حين يضع جبهته على تلك التربة تضحية ذلك الامام بنفسه وآل بيته والصفوة من أصحابه في سبيل العقيدة والمبدأ وتحطيم الجور والفساد والظلم والاستبداد . ولما كان السجود أعظم أركان الصلاة .. فإنه مناسب أن يتذكر بوضع جبهته على تلك التربة الزاكية أولئك الذين جعلوا أجسامهم ضحايا للحق وارتفعت أرواحهم الى الملأ الأعلى ليخشع ويخضع ويتلازم الوضع والرفع ويحتقر هذه الدنيا الزائفة وزخارفها الزائلة , ولعلّ هذا هو المقصود من أنّ السجود عليها يخرق الحجب السبعة كما في الخبر , فيكون حينئذ في السجود سرّ الصعود والعروج من التراب الى رب الأرباب".[4]

______________

المصادر:

[1] مناقب آل أبي طالب، ج 3، ص 290.

[2] من لا يحضره الفقيه، ص1، ص268.

[3] البحار، ج ٩٨، ص١٣٣.

[4] السجود على الأرض، الشيخ علي الأحمدي، ص١٢٥.