عقيدة الشيعة في احترام الأديان والمذاهب الأخرى

11:00 - 2022/11/10

-الشيعة على مر العصور سعت إلى التعايش السلمي وبنت حياتها على احترام الناس من سائر الأديان والمذاهب الأخرى.

الشيعة

الشيعة بناءًا على المعارف الوحيانية الإلهية تعتقد أن الحياة المثالية لا تتحق إلا بالتعايش السلمي والإحترام لسائر الناس من الديانات والمذاهب الأخرى، وهذا ما يحثّنا القرآن عليه حيث يقول تعالى: قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْا إِلَىٰ كَلِمَةٍ سَوَاءٍ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ أَلَّا نَعْبُدَ إِلَّا اللَّهَ وَلَا نُشْرِكَ بِهِ شَيْئًا وَلَا يَتَّخِذَ بَعْضُنَا بَعْضًا أَرْبَابًا مِنْ دُونِ اللَّهِ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَقُولُوا اشْهَدُوا بِأَنَّا مُسْلِمُونَ.[1]

ولا تتوقف الشيعة على مجرّد الاحترام بل ترى من واجبها أن تمد يد العون إلى المسالمين من غير مذهبهم بدليل قوله سبحانه: لَا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ أَنْ تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ[2] وقد رأينا في زماننا الراهن حينما تعرضّت بعض البلاد الإسلامية لخطر الدواعش والمليشيات السّفاكة، كانت الشيعة في طليعة المجاهدين والمقاتلين ودفعوا هذا الخطر العظيم عن البلاد الإسلامية بل وحتى عن البلاد غير الإسلامية.

الشيعة

ثم الشيعة تعتقد أن لا فضل ولا شأن لفرد على فرد آخر إلا بالتقوى

 يقول تعالى: يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَىٰ وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ[3] يقول الطبرسي (رحمه الله): (يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى) أي من آدم وحواء، والمعنى أنكم متساوون في النسب، لأن كلكم يرجع في النسب إلى آدم وحواء.[4] وروي أن رجلا سأل عيسى بن مريم: أي الناس أفضل؟ فاخذ قبضتين من تراب فقال: أي هاتين أفضل؟ الناس خلقوا من تراب، فأكرمهم أتقاهم.[5]

هذا بالنسبة إلى عموم الناس وأما احترام الشيعة وتوقيرهم بالنسبة إلى المذاهب الإسلامية الأخرى فإنهم يبذلون قصارى جهدهم للحفاظ على وحدة المسلمين ومكافحة التفرقة، يقول تعالى: وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا[6] فيقيمون المؤتمرات والندوات خلال أيام السنة ويدعون كبار المذاهب الإسلامية ووجهاؤوهم من أجل تحكيم الوحدة والتآزر بينهم، فالشيعة بناءًا على قول النبي (صلى الله عليه وآله): المسلم أخو المسلم، لا يحل له دمه وماله الا بطيبة من نفسه.[7] تحترم جميع الأديان والمذاهب الإسلامية الأخرى بخلاف الوهابية فإنهم يكفّرون سائر الناس ويأمرون بقتل الأبرياء من خلال الفتاوى الشيطانية، فراح في هذه الآونة الأخيرة الكثير من الأطفال والنساء والناس في بعض البلاد الإسلامية إثر الأعمال الإرهابية التي جرت على أيدي الوهابية وأتباعهم.

وستبقى الشيعة مساندة ومعاضدة لجميع الناس وتحترمهم ما تسالموا ولم يشكلوا خطرًا على الدين والإنسانية.

المصادر:

[1] .آل عمران، الآية64.

[2] .الممتحنة، الآية8.

[3] .الحجرات، الآية13.

[4] .مجمع البيان، ج9، ص229.

[5] .المصدر، ج9، ص230.

[6] .آل عمران، الآية103.

[7] .عوالي اللئالي، ج3، ص184.

Plain text

  • وسوم إتش.تي.إم.إل المسموح بها: <a> <em> <strong> <span> <blockquote> <ul> <ol> <li> <dl> <dt> <dd> <br> <hr> <h1> <h2> <h3> <h4> <h5> <h6> <i> <b> <img> <del> <center> <p> <color> <dd> <style> <font> <u> <quote> <strike> <caption>
  • تتحول مسارات مواقع وب و عناوين البريد الإلكتروني إلى روابط آليا.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
3 + 14 =
Solve this simple math problem and enter the result. E.g. for 1+3, enter 4.