بُعدُ مذهب الشيعة عن الجهل والافتراء

نسبة الكذب الى الشيعة الامامية: إن ما زعمه ابن تيمية من كون جهل وكذب الإمامية أزيد من سائر الفرق من حيث تأسيس مذهبهم على الجهل، كذب منه بل أهل مذهبه هم المتصفون بما نسبه الى إمامية الشيعة من هذه الصفة الشنيعة.

إن الغش من الكبائر عند الشيعة وكذلك الكذب، وقد اعتبرت النصوص الواردة عن اهل البيت عليهم السلام الكذب مفتاح الذنوب، فعن الامام الباقر عليه السلام أنه قال: إن الله جعل للشر أقفالا، وجعل مفتاح تلك الأقفال الشراب وجعل الكذب شرّ منالشراب.[1]

ولأهمية هذا الموضوع فقد أعطت مدرسة أهل البيت عليهم السلام التعاليم الاسلامية لمسألة الصدق والنهي عن الكذب نشير الى بعضها:

الف: إن الصدق والأمانة من علائم الايمان وكمال الانسان حتى أن دلالتها على الايمان أرقى من دلالة الصلاة، فقد روي عن الامام الصادق عليه السلام أنه قال: لا تنظروا الى طول ركوع الرجل وسجوده، فان ذلك شئ قد اعتاده، ولو تركه استوحش لذلك، ولكن انظروا الى صدق حديثه وأداء أمانته.[2]

فذكر الصدق مع الامانة لاشتراكهما في جذر واحد، وما الصدق الا الامانة في الحديث وما الامانة الا الصدق في العمل.

الكذب يرفع الثقة

ب: إن الكذب يرفع الثقة والاطمئنان بين الناس، وهو أعظم ما يربط الناس فيما بينهم، فالكذب من الامور المؤثّرة في تفكيك هذه الرابطة كما يشيعه من خيانة وتقلب، ولذلك كان تأكيد أئمة أهل البيت عليهم السلام على أهمية الالتزام بالصدق وترك الكذب، ونصحوا عن مصاحبة مجموعة معينة من الناس منهم الكذّابون، لعدم الثقة بهم، قال أمير المؤمنين عليه السلام إيّاك ومصادقة الكذّاب ، فانه يقرّب عليك البعيد ويبعد عليك القريب.[3]

ج: إن الكذب منشأ النفاق، لأن الصدق يعني تطابق اللسان مع القلب في حين أن الكذب يعني عدم تطابق اللسان مع القلب، وما النفاق الا الاختلاف بين الظاهر والباطن، ويظهر هذا الامر بوضوح من خلال قوله تعالى "فَأَعْقَبَهُمْ نِفاقاً في قُلُوبِهِمْ إِلى يَوْمِ يَلْقَوْنَهُ بِما أَخْلَفُوا اللهَ‌ ما وَعَدُوهُ وَ بِما كانُوا يَكْذِبُونَ"[4]

فالاية تقول بصراحة أن سبب النفاق الذي ينبت في قلوب المنحرفين عن جادة الهداية هو ما اخلفوا الله ما وعدوه وما كانوا يكذبون.

المصادر

[1] . وسائل الشيعة،ج8،ص527.

[2] . بحار الانوار، ج68،ص8 حديث 10.

[3] . نهج البلاغة، كلمات القصار، قم 37.

[4] . سورة التوبة، الآية 77.