دعوى ابن تيمية الكاذبة

من إدعاءات ابن تيمية الكاذبة في حق شيعة أهل البيت عليهم السلام قوله فيهم: دعوتهم مدحوضة وكلمتهم مختلفة، وجمعهم متفرق.

لكن ما ثبت عند أهل السنة على خلاف هذا المدعى، قال الفخر الرازي في تفسيره:

«وأما أن علي بن أبي طالب رضي الله عنه كان ‌يجهر ‌بالتسمية فقد ثبت بالتواتر، ومن اقتدى في دينه بعلي بن أبي طالب فقد اهتدى، والدليل عليه، قوله عليه السلام: اللهم أدر الحق مع علي حيث دار»[1]

وقد روى هذا الحديث جمع كثير من علماء أهل السنة وحفّاظهم منهم الترمذي[2] والحاكم النيسابوري[3] وابو يعلى الموصلي[4] والطبراني[5] والسيوطي[6] وغيرهم.

وهذا دليل واعتراف من القوم بأن الشيعة قد سلكوا طريق الحق والصواب ووصلوا باتّباعهم أهل البيت عليهم السلام الى ساحل النجاة.

صبر أهل البيت

ومثل ادعاءه السابق قوله : كلمتهم مختلفة، والحق أن كلمتهم مجتمعة لبناءها على الحق، وقلوبهم ثابتة على الحق، لا يضرهم قتل الظلمة لهم، وتحقيرهم وتشريدهم من بلد الى بلد مثل ما فعله الكفار برسول الله صلى الله عليه وآله و ما فعله الظلّام بأئمة أهل البيت عليهم السلام.

لأن من دعائم الاسلام الصبر على البلاء والمحن، ولم يبتل في هذه الدنيا مثل أئمة أهل البيت عليهم السلام منذ وفاة رسول الله صلى الله عليه وآله، فإنه لما غصبوا الخلافة ظهرت منهم النزعات الجاهلية وحقدهم على أهل البيت عليهم السلام، فاتخذوا أشد الاجراءات القاسية ضدهم و قاموا بتصفيتهم الجسدية لهم ولشيعتهم.

وقد أخبر النبي صلى الله عليه وآله بما سيلقى أهل بيته عليهم السلام من أمته من بعد وفاته من الظلم والقتل و السبي، ضمن أحاديث كثيرة منها ما رواه الحاكم النيسابوري عن عبد الله بن مسعود قال:

أتينا النبي صلى الله عليه وآله .. حتى مرت ‌فتية ‌من ‌بني ‌هاشم فيهم الحسن والحسين، فلما رآهم التزمهم وانهملت عيناه، فقلنا: يا رسول الله ما نزال نرى في وجهك شيئا نكرهه، فقال: «إنا أهل بيت اختار الله لنا الآخرة على الدنيا، وإنه سيلقى أهل بيتي من بعدي تطريدا وتشريدا في البلاد..[7]

المصادر

[1] . مفاتيح الغيب ، ج 1 ، ص 180.

[2] . سنن الترمذي، ج5، ص297، ح 3798.

[3] . المستدرك على الصحيحين، ج3، ص124.

[4] . مسند ابي يعلى، ج1، ص 219، ح550.

[5] . المعجم الاوسط، ج6، ص95.

[6] . الجامع الصغير، ج2، ص9، ح4412.

[7] . المستدرك على الصحيحين للحاكم - ط العلمية، ج 4 ،  ص 511.